loading

هل أصبح الإعلام السعودي أداة من أدوات الحرب

ترجمة محمد أبو علان خلص لـ بالغراف

الصحفي الإسرائيلي جاكي حوجي المختص في الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي كتب في معاريف العبرية حول موقف الإعلام السعودي المرئي والمكتوب من محور المقاومة الذي يخوض حرباً أمام دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، واعتبر حوجي الإعلام السعودي مناصر لإسرائيل أمام محور المقاومة، ولكن هذه المناصرة ليست حباً بإسرائيل حسب وصفه، بل كرهاً لإيران وحزب الله وحماس.

وجاء فيما كتبه حوجي: كان من الصعب التفريق بين الصحف الإسرائيلية الجمعة الماضية وبين صحيفة عكاظ السعودية، محررو الصحيفة السعودية كما المحررين في الصحافة الإسرائيلية احتفلوا برحيل يحيى السنوار تحت عنوان “حماس بلا رأس”، هذا كان العنوان الرئيس للصحيفة، وسبق العنوان عنوان آخر:” إسرائيل ألحقت السنوار بهنية”.

عنوان الصحيفة السعودية أثار احتجاجات في الشارع العربي وعبر شبكات التواصل الاجتماعي من قبل مؤيدي محور المقاومة، وطرحوا سؤال، في أي جانب اختارت الصحيفة السعودية الوقوف في الوقت الذي قتلت فيه إسرائيل أكبر عدو لها، والمفاجأة كانت أن الموقف جاء من صحيفة من السعودية التي تدّعي قيادتها للعالم العربي والإسلامي، وتظهر فرحتها في مقتل قائد إسلامي وعربي بنيران الجيش الإسرائيلي.

 وتكرر مرات ومرات من مؤيدي معسكر المقاومة مصطلح “العرب الصهاينة” المستخدم للتعبير عن العرب المؤيدين لإسرائيل، الإعلامي المصري أسامة جاويش قال:” سعوديون اختاروا التعامل مع مقتل السنوار كما تعامل الإعلام الإسرائيلي بالضبط”، جاويش هو مقدم برامج في فضائية مكملين التابعة للإخوان المسلمين.

وتابع الصحفي الإسرائيلي: هذه ليست المرّة الأولى التي تهاجم فيها صحيفة عكاظ السعودية المحور الإيراني، فبعد اغتيال حسن نصر الله كتب أحد كتاب الرأي في الصحيفة محمد مفتي في أحد المقالات أن حزب الله يستمر بأن يكون شوكة في هدوء لبنان، ويمنع استقراره.

 وبعد أيام نشرت ذات الصحيفة مقالاً للكاتب خالد السلمان جاء فيه:” لماذا هم يكرهون حزب الله”، وقال السلمان أن الحزب ارتكب جرائم ضد العرب، وعلى رأسها اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، ويدعم الرئيس السوري بشار الأسد، وشبه حسن نصر الله بالرئيس المصري جمال عبد الناصر، والرئيس العراقي صدام حسين، الذين دمروا وخدعوا الجماهير العربية بشعارات مزيفة.

صحيفة عكاظ ليست الوحيدة التي تكتب وتنشر ضد المحور الإيراني قال الصحفي الإسرائيلي، قناة ال MBC السعودية أعدت هي الأخرى تقريراً بعد مقتل السنوار تحت عنوان اغتيالات إسرائيل لأعدائها، بدأ التقرير من اغتيال عماد مغنية، مروراً بسمير القنطار، وحسن نصر الله الذي وصف في التقرير بقائد مليشيا، وحتى السنوار نفسه “الوجه الجديد للإرهاب، والأخير الذي تخلص العالم منه”.

 الصحفي محمد المشاري نشر التقرير على خلفية صور للسنوار  وهو يسير في شوارع غزة “يسفك الدماء جزار خانيونس”، “السنوار عرض على شاشة سعودية كجزار خانيونس”، غضب مرة أخرى الإعلامي المصري أسامة جاويش، “وكأنه آفيخاي أدرعي ولد في ملابس سعودية” قال جاويش.

صحيفة عكاظ، والصحفي محمد المشاري ليسوا الوحيدين في الإعلام السعودي ضد المحور الإيراني كتب الصحفي الإسرائيلي، صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تنشر في لندن، طوال الحرب كتبت مقالات ضد حزب الله وضد حماس، الإعلامي السعودي مشاري عديري كتب في الصحيفة بعد اغتيال هاشم صفي الدين:” يجب دفن جثمان حزب الله من أجل إنقاذ لبنان الوطن، كل تأخير في جنازته وفي دفنه يزيد من المعاناة”، وكان قد وصف هاشم صفي الدين:” الأمين العام الذي سيأتي عليه الدور”.

الصحفي الإسرائيلي وصف هذه الأمثلة مجرد نقطة في بحر، ومن يتتبع الإعلام السعودي خلال العام الأخير يرى الكثير من الأمثلة في هذا الجانب، مواقع إخبارية ووسائل إعلام مملوكة لأمراء من العائلة الملكية الحاكمة في السعودية، أو من قبل رجال أعمال مقربين من العائلة الملكية الحاكمة، وكلها تعمل ذراع لنظام الحكم في الرياض، كل هذا الهجوم من الإعلام السعودي ومعسكر المقاومة ينزف أمام العالم أجمع بواسطة الآلة العسكرية الإسرائيلية.

وحسب الصحفي الإسرائيلي جاكي حوجي، بالإضافة لمهاجمة وسائل الإعلام السعودية لمحور إيران، كانت القنوات السعودية قنوات حصرية لنقل معلومات عن الشخصيات التي يستهدفها الطيران الإسرائيلي بالاعتماد على معلومات من مسؤولين إسرائيليين، المصادر الإسرائيلية فضلتهم حتى على الإعلام الإسرائيلي، وتحول الأمر لطقوس دائمة، عندما كانت الطائرات الإسرائيلية تهاجم مركبة، أو منطقة ما، أو نفق في عمق الأرض، والمركبة تكون لازالت مشتعلة، وقبل أن يعلم أهل المستهدف، كانت القنوات السعودية تنشر الأسماء، وتوثيق عملية القصف.

وعن القنوات السعودية التي جُندت لهذا الغرض كانت، قناة العربية وقناة الحدث، قناتان من ذات البيت، تعملان من دبي وتحظى بتمويل من رجال أعمال سعوديين وخليجيين، وتشاركهم في بعض الأحيان سكاي نيوز عربية، وهي مملوكة لرجال أعمال إماراتيين، وفي بعض الأحيان يتم استخدام الصحافة المكتوبة.

ومن الأمثلة التي أدرجها الصحفي الإسرائيلي، في الثاني من آب نشرت صحيفة الشرق الأوسط أن الجيش الإسرائيلي تمكن من قتل عضو القيادة العسكرية لحركة حماس روحي مشتهى، بعد قصف نفق في غزة، مشتهى كان من أعضاء مطبخ يحيى السنوار وكان مطلوباً لإسرائيل، ومعه قتل شخصان آخران مطلوبان، الصحيفة ادعت أن مصدر الخبر شخصيات مقربة من حماس، شهران بعد ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك قتله للثلاثة في ذات الهجوم.

وفي محاولة لإبعاد التهمة عن وسائل الإعلام السعودية كتب الصحفي الإسرائيلي: تَجَنُدْ وسائل الإعلام السعودية الذي عرض في التقرير لم يأتي من باب خدمة إسرائيل، “تنبع من كره هامان وليس من باب حب مردخاي”، بل هي الطريقة السعودية للانتقام من محور المقاومة، والدافع لهذا الموقف السعودي متجذر عبر التاريخ في العلاقات السعودية الإيرانية.

وكتب الصحفي الإسرائيلي، يجب عدم بناء الأمل على أن تشكل هذه العلاقة عامل تقارب بين إسرائيل ونظام الحكم في السعودية، السفير السعودي في لندن خالد بن بندر عبر الأسبوع الماضي في لقاء مع BBC عن تفهم الصدمة الإسرائيلية من السابع من أكتوبر، لكنه هاجم إسرائيل، وقال إن جزء من وزرائها يصرحون تصريحات عنصرية وتحريضية ومواقف ترفضها إسرائيل من حماس وحزب الله، وقال السفير السعودي في لندن، لن يكون تطبيع سعودي إسرائيلي ما لم تكن دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة