كتب محمد أبو علان
جيش الاحتلال الإسرائيلي وبعد مداولات لوزير الحرب ورئيس وقيادة الأركان الإسرائيلية قرروا إنشاء فرقة عسكرية تابعة لقيادة المنطقة الوسطى في الجيش، الفرقة ستحمل اسم فرقة 96-فرقة ديفيد، والهدف حسب الادعاء الإسرائيلي المُعلن منع العمليات ومنع تهريب الأسلحة، والحد من تسلل طالبي اللجوء والباحثين عن عمل، وادعاءات إسرائيلية رسمية وإعلامية سابقة أيضاً أن إقامة الفرقة الجديدة في الجيش الإسرائيلي تأتي بعد محاولات إيرانية خلال السنوات الأخيرة استغلال الساحة الأردنية للعمل ضد إسرائيل عبر ساحة الضفة الغربية.
ولكن مع إعلان قرار الجيش الإسرائيلي بتشكيل الفرقة، ذهبت بعض التحليلات والتقارير الإعلامية الإسرائيلية باتجاه تحريض يمكن وصفة بغير المسبوق ضد الأردن، لدرجة تحذيرهم أن الحدود الأردنية ستكون مصدر “المجزرة القادمة” إن لم يتم معالجة القضية، وإن إقامة الفرقة للحدود الشرقية من جاءت نتيجة العبر المستخلصة من الحرب الحالية، ومن أحداث السابع من أكتوبر، مع إن بعض التصريحات أشارت إلى أن تعزيز الحدود الشرقية يأتي بالتنسيق مع الأردن، وللحفاظ على حدود السلام.
في هذا السياق كتب المحلل العسكري لمعاريف العبرية آفي اشكنازي تحت عنوان:” لمنع المجزرة القادمة، الجيش الإسرائيلي يقوم بخطوة كانت أمل الجميع”، الجيش الإسرائيلي قرر إقامة فرقة لحماية الحدود مع الأردن خوفاً من “عمليات إرهابية” قد تقع في المنطقة بسبب الحدود المخترقة.
وتابع المحلل العسكري لمعاريف: وزير الحرب ورئيس الأركان الإسرائيلي صادقوا على إقامة الفرقة الجديدة للدفاع عن الحدود الشرقية، القرار اتخذ بعد نقاش في رئاسة الأركان الإسرائيلية التي درست الاحتياجات العملياتية، والقدرات الدفاعية في المنطقة، وفق ما جاء في بيان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي.
وتابع الناطق باسم الجيش الإسرائيلي الحديث عن هدف تشكيل الفرقة للحدود الشرقية: “وفق خطة بناء الجيش الإسرائيلي، ووفق العبر المستخلصة من الحرب وتقديرات الموقف، ستتبع الفرقة لقيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، وهدف الفرقة تعزيز الدفاع على الحدود الشرقية، وعن شارع 90 والمستوطنات القريبة من الحدود، ولمواجهة العمليات وتهريب الأسلحة من المنطقة، مع الحفاظ على حدود السلام، وتعزيز العلاقة مع الجيش الأردني”.
في شهر أيلول الماضي نشرت معاريف العبرية أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحدي على الحدود الأردنية والمصرية، تحدي تطوير المهربين سبل تهريب الأسلحة بدون تعريض المهربين أنفسهم للخطر، وهي تشغيل المهربين لمسيرات من جانبي الحدود لنقل البضائع المهربة، المهربون يصلون المنطقة مع مسيرات ومركبات ميدانية عالية السرعة، يجمعون المُهربات والمسيرات دون أن يكتشفهم أحد.
كالمان ليبسكيند كاتب عمود رأي في معاريف تحدث في مقال له قبل حوالي الشهر عن المخاطر من الحدود الشرقية: “أجراس الإنذار التي قرعها قضاة المحكمة حول المقيمين غير الشرعيين لا تجد آذاناً صاغية، الحدود الأردنية مع إسرائيل مخترقة، ومن شهر لآخر يتزايد عدد المتسللين لإسرائيل، يمكن أن يكونوا باحثين عن عمل، ويمكن أن يكونوا مهربين مخدرات، وقد يكونوا مخربين يصلون لمناطق السلطة الفلسطينية لغاية تهريب الأسلحة، الحديث يدور عن ظاهرة كبيرة”.
وتابعت معاريف: تقديرات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، خلال الشهور الماضية تسلل من الأردن إلى إسرائيل قرابة (4000) شخص، وهذا ما يظهر وجود شبكات تهريب منظمة عبر الحدود الأردنية، مع هذا العدد الكبير من المتسللين، في العام 2022 تم القبض فقط على (63) شخصاً من المتسللين، و(86) شخصاً في العام 2023.
في المقابل، يوآف زيتوني المراسل العسكري ليديعوت أحرنوت كتب عن تشكيل الفرقة العسكرية الإسرائيلية لحماية الحدود الشرقية حسب وصفهم: خطة حماية الحدود الشرقية خرجت لحيز التنفيذ بعد قرار وزير الحرب ورئيس الأركان الإسرائيلي، رئيس الأركان الإسرائيلي علق على قرار إنشاء الفرقة العسكرية الإسرائيلية الجديدة للحدود الشمالية بالقول:
“تعزيز الحماية على الحدود بشكل عام والحدود الشرقية بشكل خاص حدد كهدف قبل الحرب، وفي ظل السابع من أكتوبر، والعمليات الأخيرة بات الموضوع يحظى بأهمية أكبر، وهناك حاجة لإقامة أطر أخرى بشكل منتظم واحتياطي”.
وتابع رئيس الأركان الإسرائيلي حول مبررات تشكيل الفرقة: “ومن أجل تقليل الضغط على قوات الاحتياط، قررنا إقامة فرقة لتعزيز الأمن والحماية على الحدود الشرقية، هذا قرار مهم وضروري على ضوء التحديات، وعلى ضوء توافق ذلك مع أسس بناء قوات الجيش الإسرائيلي”.
وتابعت يديعوت أحرنوت: إلى جانب الفرقة العسكرية سيستخدم الجيش الإسرائيلي الوسائل التكنولوجية لعمليات الرصد والمتابعة وجمع المعلومات، منها الكاميرات والمسيرات على طول مئات الكيلو مترات من الحدود المكشوفة، كما سيتم نشر قوات متحركة من أجل سرعة الاستجابة حال وقوع أحداث استثنائية كعمليات التسلل أو تهريب أسلحة.
اعتقادي الشخصي أن تشكيل الفرقة الجديد في الجيش الإسرائيلي تحت مبرر حماية وتعزيز أمن الحدود الشرقية تعود لعوامل عدة، أهمها استجابة لضغوطات المستوطنين وبعض السياسيين من اليمين الإسرائيلي الذين أطلقوا على الحدود مع الأردن “ممر فيلادلفيا الشرقي” مدعين إنه يشكل خطر على أمنهم.
والعامل الثاني رسالة للجانب الأردني بأن عليه العمل أكثر من أجل تأمين الحدود من جانبه، عبر الادعاء الإسرائيلي بأن إيران تحاول استغلال الساحة الأردنية لتهريب السلاح لغاية محاربة إسرائيل عبر ساحة الضفة الغربية.
والعامل الثالث، الفشل العملياتي والاستخباري الإسرائيلي في حماية حدود ومستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر بات يشكل هاجس لدى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بكل مكوناتها، لهذا يسعى الجيش لزيادة التشكيلات العسكرية لمنع تكرار السابع من أكتوبر في ساحات ومناطق حدودية أخرى حسب ادعائها.
فرقة 96
مع العلم أن الحدود الأردنية مع الضفة الغربية شهدت أحداث وعمليات مقاومة فلسطينية في سنوات المقاومة الأولى للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية أكبر بكثير مما تشهده في هذه المرحلة، ولم يتم التفكير بتشكيل عسكري إسرائيلي خاص لحماية الحدود مع الأردن، مما يؤكد وجود دوافع أبعد من الجانب الأمني المعلن كمبرر لتشكيل الفرقة 96.