ترجمة محمد علان | خاص لبالغراف
20 عاماً على رحيل ياسر عرفات، وحرب خلافة أخرى بدأت، السلطة الفلسطينية تصارع من أجل البقاء، جماعتها ينظرون إلى الوراء:” أوسلو كان كارثة”، باحث فلسطيني اعتبر اتفاقيات أوسلو كارثة، أحد مهندسي الاتفاق قال: “كنا ضحية لعملية احتيال”.
سموتريش ينوي فرض السيادة والعمل من أجل انهيار السلطة الفلسطينية التي تعتبرها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كابح مركزي للإرهاب، هناك من هو على ثقة إنه فقط يقوم بشد الحبل. وتسأل يديعوت أحرنوت، بعد 30 عاماً السلطة الفلسطينية إلى أين؟
مر 30 عاماً على توقيع اتفاقيات أوسلو، ومنذ ذلك التاريخ برزت الصورة التي ظهر فيها الرئيس الأمريكي بل كلينتون يحتض الأعداء، القائد الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي يتسحاق رابين، والمصافحة التي أشارت لمرحلة جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على هامش الصورة، ولحظات قبل التوقيع، سُمع رابين يقول:” بدون أحضان، بدون أحضان”.
اتفاق أوسلو الذي وقع في 13 أيلول 1993 كان الاتفاق المباشر الأول الذي وقع بين إسرائيل ممثلة بوزير الخارجية في حينه شمعون بيرس، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عرفات، إعلان المبادئ والرسائل المتبادلة كانت نقطة تحول في العلاقات بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وبموجبه
أقيمت السلطة الفلسطينية كجهة سلطوية مستقلة، والتي نقلت لها إسرائيل المسؤولية عن جزء من السكان الفلسطينيين في المدن الفلسطينية وجزء من القرى.
11 عاماً بعد ذلك، قبل 20 عاماً، 11 نوفمبر 2004 مات عرفات، موت عرفات شكل مرحلة فاصلة في تاريخ الشعب الفلسطيني، انتهت المرحلة التي كانت القضية تتمثل بشخص واحد، الرمز والقائد عرفات، والذي يعتبر مؤسس القومية الفلسطينية الحديثة.
على مستوى العالم حظي ياسر عرفات بمواقف متباينة، كان قد حصل على عناق مع من نتنياهو الذي وصفه في إحدى المرات ب “الصديق الحقيقي”، ولاحقاً اتهم بالوقوف خلف الانتفاضة الفلسطينية الثانية، في كل الحالات موته ترك فراغ عميق في حياة الفلسطينيين لم يمتلىء بشكل كامل من بعده، وفي ظل غياب زعيم توافقي، يعرف كيف يعرض طموحات الشعب الفلسطيني، ستبقى آمال الفلسطينيين معلقة في الهواء.
اليوم السلطة الفلسطينية التي أقيمت في سنوات ال 90 بالكاد تقوم بدورها، تعاني من أزمة اقتصادية قد تؤدي لانهيارها بشكل كامل، وحتى بعد 30 عاماً من تلك الحظة التاريخية، كثير من الفلسطينيين، ومنهم من اعتبروا من مهندسي اتفاقيات أوسلو يقولون إنه تم ارتكاب خطأ فادح، الدكتور سليمان أبو سته وهو باحث فلسطيني رفيع اعتبر اتفاقيات أوسلو الكارثة الأكبر التي حلت على الشعب الفلسطيني، “اتفاقيات أوسلو حتى إنها أسوأ من وعد بلفور، اتفاقيات أوسلو لم تذكر ولو مرة واحدة حقوق الشعب الفلسطيني، القوانين والقرارات الدولية التي صدرت لصالح القضية الفلسطينية، اتفاقيات أوسلو جعلتها رهينة الاحتلال” قال أبو سته.
ومن بين ما عرضه تقرير يديعوت أحرنوت سياسية اليمين الإسرائيلي بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، وموقفه من السلطة الفلسطينية، وكتبت في هذا السياق:
في السنوات التي تلت اتفاقيات أوسلو عمل اليمين الإسرائيلي في ساحتين رئيسيتين، ساحة الاستيطان التي هدفت بالدرجة الأولى لزيادة حجم الاستيطان في الضفة الغربية ومنقطة الأغوار عاملين على فرض وقائع جديدة على الأرض من خلال التوسع الاستيطاني.
والجبهة الثانية الجبهة السياسية، والتي هدفت من بين ما هدفت لنزع الشرعية عن الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وإحباط حل الدولتين، وحل السلطة الفلسطينية بشكل كامل، الهدف المركزي هو شطب فكرة حل الدولتين مقابل محاولات المجتمع الدولي والدول العربية إحياءها.
الشيء الغريب هو أن كل هذه الأحداث تدار بدون وجود خطة استراتيجية إسرائيلية -على الأقل ليس الخطة التي أعلن عنها لحل السلطة الفلسطينية، وفرض القانون الإسرائيلي على الجانب الآخر للخط الأخضر، فوق كل هذا، كل هذه الأمور تجري ضد وبشكل مخالف لموقف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وهو تعزيز قوة السلطة الفلسطينية مصلحة أمنية إسرائيلية صريحة.
وعن حقيقة موقف وزير المالية الإسرائيلي والوزير في وزارة الحرب سموتريش من السلطة الفلسطينية، مصدر سياسي إسرائيلي قال: “في هذه الأيام في إسرائيل يدركون أن السلطة الفلسطينية تمر في تغيرات، ما يريده سموتريش أن يتوسل له الفلسطينيين ليقدم لهم شيء، من أجل أن يقولوا شكراً أنهم لازالوا هنا، هو لا يريد الدفع بالسلطة الفلسطينية للانهيار المباشر، لكنه يريد من السلطة الفلسطينية أن تعمل وفق تعليماته”.