الثمن الباهض للحرب إسرائيليًا

ترجمة محمد أبو علان/ خاص بالغراف

جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل حتى اليوم في قطاع غزة أكثر من (45) ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، وآلاف المفقودين، وجرح أكثر من (100) ألف، وتدمير شامل لقطاع غزة مع كل مكونات الحياة فيه من مباني وصحة وتعليم وبنى تحتية من ماء وكهرباء وطرق، يعتبر مقتل قرابة (800) جندي إسرائيلي ثمن باهظ للجيش، فكيف يمكن وصف ما يجري في قطاع غزة حتى وفق هذه الرؤية لجيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه، التي اعتبرت مقتل (800) جندي وضابط ثمن باهظ.

 وعن تفاصيل خسائر جيش الاحتلال كتبت معاريف العبرية: الجيش الإسرائيلي يعترف، نتيجةً لحالة الحرب الطويلة ينقصه جنود ومقاتلين، ومطلوب منه زيادة اعداد القوات بشكل فوري، المعطيات العسكرية من الجيش الإسرائيلي تظهر حجم العبء الهائل على الجنود في الخدمة النظامية وخدمة الاحتياط، هذا الواقع يزيد من المعضلة أمام دوائر صنع القرار كيف يمكن التعامل مع الاحتياجات الأمنية في السنوت القادمة، خاصة في ظل الجدل السياسي وبين الجمهور الإسرائيلي في موضوع تجنيد اليهود المتدينين.

ومن بيانات الجيش الإسرائيلي جاء في معاريف العبرية، منذ السابع من أكتوبر قتل (793) من الجيش الإسرائيلي، 34% منهم من قوات الاحتياط، (385) قتلوا خلال الخدمة الإلزامية، (141) من الخدمة النظامية في الجيش، و(268) من قوات الاحتياط، (135) من القتلى يحملون رتبة ضابط، (67) قائد شعبة، (20) قائد سرية، (7) مساعد ضابط، (5) قادة كتائب، و(4) قادة ألوية.

وتابعت معاريف: في الجيش الإسرائيلي مطلوب زيادة فورية في تعداد القوى البشرية، وأولى الخطوات رفع مدة الخدمة النظامية ل 36 شهراً، إلى جانب الجهود لزيادة عدد المجندين وتوسيع دائرة التجنيد، خلال العام الماضي حصل ارتفاع 16% في نسبة المجندات لوحدات قتالية، وفي العام 2023 تجندت (4800) مجندة، مقابل (4200) في العام 2022.

أما بخصوص تجنيد اليهود المتدينين فالصورة معقدة أكثر، في الوقت الذي كان الهدف المبدئي للجيش تجنيد (1300) من اليهود المتدينين، فعلياً تم تجنيد (900) منهم، وهذا الرقم يشكل 85% من العدد في ذات الفترة من العام الماضي، حتى الآن الجيش أصدر (3000) أمر تجنيد أولى، وادعى الجيش أن كل شخص لم يستجيب لطلب تجنيد أول وثاني صدر بحقه أمر اعتقال، حتى الآن صدر أكثر من (900) أمر اعتقال، وحال عدم صدور أية تغيرات عن المستوى السياسي، ستصدر قرارات تجنيد ل (7000) من اليهود المتدينين، كان قد وقع عليها وزير الحرب المقال يوآف جالنت.

الجهود لزيادة عدد المجندين من اليهود المتدينين تأتي في ظل الضغط في الخدمة على الجنود النظامين والاحتياط، حيث بلغت نسبة الالتزام بدعوة الاحتياط للتجنيد حوالي 85%، في الأوضاع الطبيعية كانت قوات الاحتياط تستدعى ل 25 يوماً خدمة في العام، ولكن خلال العام 2024 كان حجم الضغط كبير جداً، الجنود خدموا بالمتوسط 132 يوم، والضباط 168 يوم، وخلال الحرب تم إعادة حوالي (70) ألف للخدمة، كما بدأ الجيش بإعادة قوات الاحتياط ممن حصلوا على اعفاء من الخدمة لدواعي غير طبية.

وختمت معاريف تقريرها عن معطيات الجيش الإسرائيلي بالقول: يعمل الجيش من أجل زيادة حجم القوات النظامية، وحسب تقرير المسؤول عن الرواتب في وزارة المالية الإسرائيلية، الرواتب في الجيش الإسرائيلي أقل من الوظائف الموازية في بقية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، كما أن الرواتب في الجيش تآكلت قيمتها في السنوات الأخيرة، وأشارت المعطيات أن 51% ممن هم في الخدمة النظامية ضباط، 49% ضباط صف، 70% رجال، 30% نساء.

وفي استعراض لموقع جيش الاحتلال الإسرائيلي الإخباري لعدد القتلى والجرحى منذ بداية الحرب كانت ذات الأرقام التي نشرتها معاريف حول عدد القتلى من الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب، الموقع قال إن البيانات منذ بداية الحرب لتاريخ 14-11-2024 تشير لمقال (974) جندي وضابط، منهم (373) قتلوا منذ بدء الحرب البرية داخل غزة منذ 27-10-2024، و(56) من بين القتلى كانوا نتيجة ما سماه الموقع “أخطاء عملياتية” داخل الجيش، وفي موضوع الجرحى ذكر الموقع أن العدد الكلي للجرحى من بداية الحرب (5351)، (3236) أصيبوا بجروح خفيفة، و(1334) بجروح متوسطة، (781) أصيبوا بجروح خطرة.

وعن تكلفة الجانب الاقتصادي نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت: يوم الأحد سيتم فتح الموازنة الإسرائيلية للمرة الثالثة خلال العام، وستصل ل (620) مليار شيكل، كما سيتم رفع سقف العجز المتوقع ليصل ل 8%، مع العلم أن الموازنة الأصلية للعام 2024 كانت (514) مليار شيكل.

فتح الموازنة هذه المرة كان بسبب تأخر وصول المساعدات الأمريكية البالغة (18) مليار شيكل، وبسبب توسعة الحرب على الحدود الشمالية التي كلفت حتى الآن (13.4) مليار شيكل. وارتفاع تكلفة الفائدة المدفوعة والبالغة (1.8) مليار شيكل بسبب تخفيض التصنيف المالي لإسرائيل، فتح الموازنة في آب الماضي ب (3.5) مليار شيكل كان لغاية دفع الأموال للمرحلين من الشمال والجنوب حتى نهاية العام.