ترجمة محمد أبو علان/ خاص بالغراف
كشف الصحفي الإسرائيلي بار بيلج في صحيفة هآرتس العبرية أن مستشاران لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بنوا حملة من أجل تحسين صورة دولة قطر، وكتب في هذا السياق: يونتان يوريش وشورليك أينهورن مستشاران رفيعان لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ومقربون منه، بنوا حملة من أجل تجميل وتبيض صورة قطر في العالم.
ما علمته صحيفة هآرتس، قبيل المونديال الذي كان في قطر في العام 2022، ,بواسطة شركة “برسبشان”، والمملوكة للمستشارين يوريش وأينهورن على مستوى العالم، وضعت يدها مع شركة إسرائيلية وبنوا معاً حملة لصالح قطر، التي تعتبر الداعم والممول الرئيسي لحركة حماس، حملة ترويجية من أجل عرض صورة محتواها أن دولة قطر دولة تسعى من أجل تحقيق السلام والاستقرار، يوريش وشركته “برسبشان” نفوا لهآرتس بأنهم كانوا جزء من حملة لتبييض صورة دولة قطر.
إسرائيلياً يونتان يوريش وشورليك أينهورن متهمون في قضية تسريب الوثائق السرية من مكتب نتنياهو، والمتورط فيها بشكل رئيسي الناطق الإعلامي للشؤون الأمنية باسم نتنياهو إبلي فيلدشتاين، ونشرها في الصحيفة الألمانية بيلد، بنوا الحملة لصالح قطر عندما كان نتنياهو رئيس تكتل المعارضة، وكان يوريش يشغل منصب الناطق باسم الليكود في حينه، في الوقت الذي قاد فيه يونتان يوريش وشورليك أينهورن الحملات الانتخابية للكنيست الإسرائيلي لنتنياهو والليكود في السنوات الأخيرة، في تلك الفترة وبالتنسيق مع إسرائيل أدخلت أموال قطرية لقطاع غزة، تطبيقاً لسياسة بادر لها وقادها بنيامين نتنياهو عندما كان رئيساً للحكومة، واستمروا من بعده نفتالي بنت ويائير لبيد في إدخال الأموال القطرية لقطاع غزة.
وتابع الصحفي الإسرائيلي بار بيلج: وثائق تخص الحملة لصالح قطر وصلت لصحيفة هآرتس والتي أعدت على يد كل من يوريش وأينهورن، يظهر عليها الأختام الإلكترونية والشعارات للشركة الخاصة بهم، جزء منها باللغة العبرية، وحسب أحد المصادر الذي تحدث مع هآرتس قال: الخطة أمام قطر كانت استخدام المؤثرين، والإعلان عبر شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال شركة “برسبشان” وشركة أخرى، والوثائق أظهرت توزيع مسؤولية الحملة على شركة يوريش وأينهورن وشركة أخرى، وبعد استفسار من هآرتس نفوا علاقتهم بالحملة.
الرسالة التي اعتمد عليها المستشاران أن دولة قطر ليست دولة ممولة للإرهاب، لا بل تعمل مع دول كثيرة، وتقدم الكثير من الموارد من أجل تحقيق السلام والاستقرار في مناطق الصراع، كل هذا كان من أجل تحسين صورة قطر قبيل مباريات كأس العالم التي كانت في العام 2022، وجمهور الحملة كان عشاق كرة القدم، ونشطاء البيئة، والجاليات اليهودية في العالم، وبشكل خاص في الولايات المتحدة.
من الاقتراحات التي قدمها المستشاران لدولة قطر من أجل تجميل صورتها دعوة صحفيين إسرائيليين من وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة، ودعوة مؤثرين من الولايات المتحدة وبريطانيا، لزيارة الملاعب، وتعريفهم على الطرق التي تكيّف قطر نفسها لزيارة إسرائيليين، وتوفير الأكل وفق الديانة اليهودية، واقترحوا أيضاً إقامة كنيس مؤقت في الدوحة خلال فترة المونديال، لإعطاء انطباع للإسرائيليين واليهود بأنه مرحب بهم في دولة تسعى من أجل السلام.
الحملة لم تكن فقط لليهود والإسرائيليين، اقترح المستشاران ترويج الرسائل التي أعلنها جاررد كوشنير صهر الرئيس الأمريكي السابق/ المنتخب حاليا دونالد ترمب، والذي سعى لتقدم التطبيع بين إسرائيل ودولة قطر، واقترحوا دعوة أناس من الدول التي تدعمها قطر، منها اليمن وقطاع غزة وأفغانستان ولبنان، هناك أقامت قطر مدارس للبنات، ولوثائق الحملة أرفق شريط فيديو ترويجي لكأس العالم في قطر، نشر على صفحة أينهورن على اليوتيوب، مباشرة بعد توجه هآرتس للشركة بطلب توضيح، الفيديو حذف من الصفحة.
يوريش وأينهورن يعتبران من الشخصيات الرفيعة جداً في خلية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو منذ سنوات، وينفذون نشاطات جماهيرية بشكل دائم، بالأمس نشر أن لدى الشرطة الإسرائيلية وجهاز الشاباك أدلة على دور يوريش وأينهورن وشخص آخر في تهريب الوثائق السرية من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية للصحيفة الألمانية بيلد، نشر كان الهدف منه إحباط التوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وضد المظاهرات التي تطالب بالإفراج عنهم، بدعوى إنها تخدم حركة حماس.
وعن العلاقات القطرية الإسرائيلية كتبت هآرتس: منذ سنوات تدير إسرائيل علاقات مركبة مع حركة قطر، مع أنه لا توجد علاقات رسمية بين البلدين، رؤوساء الموساد ووزارات الحرب والخارجية في الحكومة الإسرائيلية يديران علاقات مع نظرائهم القطريين، وبين البلدين كانت عبر سنوات علاقات اقتصادية، وقطر سمحت لرياضيين إسرائيليين بالمشاركة في مسابقات رياضية على أراضيها، وسمحت للإسرائيليين بالدخول لحضور المونديال.
بعد أن منحت قطر الغطاء للإخوان المسلمين وحماس، غيرت قطر نهاية العقد السابق سياستها الخارجية، حسنت علاقاتها مع مصر، والسعودية والولايات المتحدة، ففي قطر اليوم توجد القاعدة العسكرية الأمريكية الأكبر في الشرق الأوسط، في المقابل تحولت قطر للممول الرئيسي لقطاع غزة بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية.
المساعدات القطرية لقطاع غزة كانت في مسارين، الأول شراء محروقات من إسرائيل لمحطة الكهرباء في القطاع مما وفر خدمة الكهرباء لسكان قطاع غزة، والمسار الثاني، إدخال (10) مليون دولار شهرياً ل (100) ألف عائلة، في قطر يدعون إنه قبيل السابع من أكتوبر، توجهت إسرائيل مرات عديدة لقطر من أجل رفع قيمة المساعدات القطرية لقطاع غزة.
في وقت لاحق كانت التقديرات الإسرائيلية أن زيادة الدعم القطري لسكان قطاع غزة مكن حماس من تحويل موارد إضافية لزيادة الاستعداد والتسلح للحرب، وحسب تقديرات وصلت لهآرتس، بين الأعوام 2012-2022حولت قطر مساعدات للفلسطينيين بقيمة (3) مليار دولار.
وختم الصحفي الإسرائيلي بيلج: بعد توجه صحيفة هآرتس لشركة “برسبشان” بطلب توضيح ردت الشركة بأن كل هذا الكلام أخبار كاذبة/ (فيك نيوز)، يونتان يوريش رد بالقول:” هذا الكلام لا أساس له من الصحة”.