هيئة التحرير
“لقد بنينا هذه الجامعات من الخيام، ومن الخيام وبدعم من أصدقائنا سنعيد بناءها من جديد” بهذه الكلمات أطلق أكاديميون من جامعات غزة نداء للعالم ولباقي الوطن لمساعدتهم في تعزيز صمودهم عقب قرارهم باستئناف التعليم الإلكتروني في الجامعات الفلسطينية بغزة، ولدعم أيضًا الطلبة لاستكمال تعليمهم وإنهاء متطلباتهم الجامعية.
واستجابة لهذا النداء أُعلِن عن إطلاق ماراثون” الحق في التعليم.. معًا لوقف الإبادة المعرفية” في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، في الجامعات الفلسطينية بجهود من كافة مؤسسات التعليم العالي والمؤسسات الوطنية، حيث سيُقام في أحد عشر محافظة في الضفة الغربية بمشاركة شعبية واسعة، وذلك دعمًا لصمود الطلبة والجامعات في غزة ورفضًا لأي مخططات تهدف لمحو أو تجاوز أو إضعاف مؤسسات التعليم العالي في غزة.
منسقة حملة الحق في التعليم في جامعة بيرزيت سندس حماد قالت في حديث ل” بالغراف” إن هذا الماراثون جاء كعمل جمعي وطني، في ظل إبادة جماعية ومعرفية تسعى لمحو الوجود الفلسطيني، مضيفة أنه ورغم قصف المباني وقتل آلاف الطلبة وعشرات العلماء والأكاديميين والموظفين، ما زالت الجامعات في غزة قائمة بأولئك الصامدين المنتمين لمؤسساتهم رغم القهر والدمار، حيث هم الجامعات والجامعات هم.
وأكدت حماد أن الهدف الرئيسي من هذا الماراثون، هو أنه وسيلة لتسليط الضوء على أشكال الإبادة المعرفية التي تمارس ضد شعبنا في غزة وضد الكل الفلسطيني، إضافة إلى أنه طريقة للمساهمة في جمع التبرعات التي ستذهب للجامعات في غزة على شكل منح دراسية للطلبة للدراسة في جامعاتهم بغزة، وذلك عن طريق مؤسسة التعاون وبإشراف وزارة التربية والتعليم العالي وبالتنسيق المباشر مع جامعات غزة.
حماد تابعت بأن أي شخص يستطيع التبرع من خلال شرائه للتذكرة، حتى لو لم يكن يريد المشاركة في الماراثون ولكنه يستطيع شراء التذكرة والتي يبدأ سعرها من عشرة شواقل ولكن كل شخص يستطيع دفع المبلغ الذي يريده والذي سيذهب مباشرة للطلبة بغزة، مشيرة إلى أنه لا شيء نقدمه يفي ما يحصل لأهلنا بالقطاع، وهذا هو أبسط شيء ممكن أن يقوم به الناس لدعم صمودهم.
وأشارت إلى أن الماراثون سيشمل أيضًا على بازار وطني وستذهب ريع أرضية الشركات المشاركة أيضاً للطلبة والجامعات بغزة، كما وسيشمل على فعاليات وطنية للأطفال.
وفي ذات الوقت انطلق أسبوع “الحق في التعليم معًا لوقف الإبادة المعرفية”، في أكثر من 20 مكانًا حول العالم، حيث سيشمل على العديد من الفعاليات التضامنية منها ماراثونات إفتراضية من خلال الطلبة والأكاديميين والنشطاء المناصرين لفلسطين في العديد من الجامعات في “أمريكا، وبريطانيا وقطر وتونس والأردن ولبنان وإيطاليا، وغيرها من الدول”، وفق ما قالته حماد التي أكدت أن هناك تفاعلًا كبيرًا حول العالم في هذا الأسبوع.
ووجهت حماد رسالتها بأن هذا الحدث ليس تضامنيًا مع أهلنا في غزة فلا يمكن لنا كفلسطينيين أن نتضامن مع أنفسنا، وأنه مهما بلغت حجم المساهمة في هذا الماراثون فهي تبقى شيئًا قليلًا أمام ما يمر به أهلنا في غزة وأمام صمودهم، ولكن في ذات الوقت لا يجب وقف العمل، مؤكدة على ضرورة المشاركة في الجهود المشتركة رفضًا للإبادة بكل أشكالها.