ترجمة محمد أبو علان/ خاص بالغراف
كتبت إسرائيل اليوم العبرية: تعرضت إسرائيل لخسارات مؤلمة في العام 2024، لكنها في المقابل حققت نجاحات هائلة، العام 2025 يبدأ مع دونالد ترمب في البيت الأبيض، ووضع أمني مُحسن في مختلف الساحات.
أول أمس كان أورئيل بيرتس، وبالأمس يوفال شوهم، كل يوم وفيه قتلى في هذه الحرب الطويلة التي بدأت في العام 2023 واستمرت في العام 2024 وها هي تدخل العام ،2025 ولا أفق لنهايتها، توزيع جنازات الجنود على المقابر العسكرية دليل صادم على ثمن هذه الحرب، شعار “النصر المطلق” هو شعار جميل للسياسيين، والثمن يدفعه الإنسان من دمه وممتلكاته وماله وحالته النفسية.
العقيدة الأمنية الإسرائيلية تقوم على أساس تنفيذ حروب قصيرة، وعلى أرض العدو، في الجزء الأول فشلت إسرائيل، والحرب الحالية هي أطول الحروب في تاريخها، في الجزء الثاني يمكن القول إن الحرب غالبيتها تدور على أرض العدو، ولكن الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعرضت ولا زالت تتعرض لهجمات من مختلف الساحات.
تآكل دائرة العداوة:
العام المنصرم يمكن تلخيصه في العديد من القضايا، حزب الله تعرض لضربات قاسية فقد فيها قيادته السياسية والعسكرية على رأسهم أمينه العام حسن نصر الله، حركة حماس في الجنوب هي الأخرى تعرضت لضربات قوية وفقدت غالبية القيادة السياسية والعسكرية، وعلى رأسهم يحيى السنوار، إيران فقدت عدد من معاقلها في “محور الشر”، وتعرضت أصول استراتيجية لضربات قاسية على أراضيها.
الحوثيون أيضاً تعرضوا لهجمات إسرائيلية، والمسلحين في الضفة الغربية تعرضوا هم أيضاً لضربات موجعة، وحتى الرئيس بشار الأسد سقط، ومع أن السقوط لم يكن مخطط له، إلا إنه أدى لتآكل الدائرة المعادية لإسرائيل، ومقابل النجاحات الإسرائيلية في السنة الماضية، يمكن تسجيل عدد من قضايا الفشل في العام المنصرم، (100) من الأسرى الإسرائيليين لم يعودوا من قطاع غزة، عشرات آلاف الإسرائيليين لازالوا مهجرين من منازلهم في الشمال، وفي الجنوب أيضاً، وإعادة التأهيل الذي لازال يراوح مكانه، فتح حرب مباشرة ضد إيران، والتي هاجمت إسرائيل مرتان بالصواريخ والطائرات المسيرة.
المواجهة التي تتوسع مع الحوثين في اليمن، والتزايد بشكل كبير “للإرهاب” في الضفة الغربية أضر بصورة إسرائيل ومكانتها وبقوتها الاقتصادية، وكذلك الملاحقات القضائية الدولية ضد شخصيات إسرائيلية رفيعة، وحتى الآن صدرت أوامر اعتقال ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب السابق يوآف جالنت.
العام الجديد يأتي بمجموعة من التحديات في العديد من الساحات، هذا العام سيكون عام الحسم في الموضوع الإيراني، على جدول الأعمال المشروع النووي الإيراني، وكل الخيارات مفتوحة في هذا المجال، من احتمال قدرة إيران الوصول للقنبلة النووية، واحتمال ضربة إسرائيلية، أو ضربة أمريكية إسرائيلية مشتركة، ولا يستبعد اتفاق جديد.
كل هذه المعطيات ستمر من خلال البيت الأبيض بإدارة دونالد ترمب الذي سيكون اللاعب الرئيسي في كل ما يجري في الشرق الأوسط خلال العام القادم وما يليه، في هذا العام سيُطلب من إسرائيل البت في مصير قطاع غزة، وإعادة المخطوفين، ووقف العمليات الحربية، والعمل بشكل جدي في موضوع اليوم التالي للحرب، إما كخطوة منفردة، أو في إطار اتفاق تطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى.
الحسم في سوريا ولبنان:
في العام 2025 سيكون ترتيب الأمور على الحدود الشمالية، على لبنان أن تقرر إن كانت ستبقى أسيرة لحزب الله أم إنها ستتحرر من ذلك، وبناءً على ذلك سيكون شكل العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي، والوضع في سوريا الذي سيعاد تشكيله تحت السلطة الجديدة فيها، والتي عليها ترتيب علاقاتها مع إسرائيل، علاقات باردة أو ساخنة أو الحرب.
في الشأن الفلسطيني:
العام 2025 سيكون عام الساحة الفلسطينية، الذي يبدأ فيه العد التنازلي لموت أبو مازن، والذي قد يشكل غيابه لحالة من الفوضى، في إسرائيل من يرحب بذلك كجزء من خططهم لضم الضفة الغربية، ولكن على ما يبدو أن فرحة هؤلاء مبكرة، متناسين الثمن المرتفع الذي يمكن أن يرافق ذلك، على كل المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وهذا العام هو العام الذي على الجيش الإسرائيلي النظر للداخل، ويبدأ بالتأهيل، واستكمال التحقيقات في السابع من أكتوبر، واستخلاص العبر من هذه التحقيقات، وكبار الضباط وعلى رأسهم رئيس الأركان الإسرائيلي هارتسي هليفي عليهم الذهاب إلى بيوتهم.
القيادة العسكرية الإسرائيلية القادمة:
القيادة العسكرية الإسرائيلية القادمة عليها العمل بعمق من أجل أن يستعيد الجيش الإسرائيلي الثقة في نفسه، واسترداد ثقة الجمهور الإسرائيلي بالجيش، وسيكون مطلوب منهم قضايا أخرى منها دمج المتدينين في الجيش، ومستقبل قوات الاحتياط، وحجم الجيش النظامي، والاستقالات الجماعية لضباط كبار في الجيش.
وفي العام 2025 سيستمر المستوى السياسي الإسرائيلي في محاولة إخضاع الجيش الإسرائيلي، وجهاز الشاباك كجزء من السيطرة على الجبهة الأخطر إسرائيلياً وهي الجبهة الداخلية، بدايات الحرب الحالية أظهرت مصير إسرائيل عندما تكون منقسمة داخلياً، تكون فريسة لأعدائها، واستمرار هذه الحرب أظهرت النتيجة عندما تتوحد إسرائيل أمام التحديات، يمكنها التعامل مع كل التحديات، ولكن المؤسف والمقلق هو أن المستوى السياسي عاد للسادس من أكتوبر.
مع استمرار سقوط جنود إسرائيليين في قطاع غزة، الكنيست الإسرائيلي مستمرة في نقاش قانون تهرب المتدينين من الخدمة العسكرية، وتناقش فرض قيود على الجهاز القضائي ووسائل الإعلام، ومحاولات للتهرب من تشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في الفشل في السابع من أكتوبر، وتأكيد عدم تكراره.
على حافة الدوران الخطير:
الفجوات بين طاقم الدبابة الإسرائيلية في غزة، والدوريات في جنوب لبنان، وقوة الاقتحامات في جنين، وبين السلوكيات في الأروقة السياسية، غياب حل لقضية المخطوفين، وتزايد الإحباط في صفوف قوات الاحتياط وعائلات الجنود في الخدمة النظامية، ولا يوجد حلول للمهجرين وتأهيلهم، وإعادة العقول المهاجرة، والشعور العام بأن إسرائيل لازالت عالقة في دوامة خطيرة جديدة.
وختمت الصحيفة العبرية تقريرها عن التحديات التي تواجه إسرائيل في العام 2025: في يد إسرائيل اختيار آخر، الحظ خدمها في بداية غير سيئة للعام 2025، دونالد ترمب في البيت الأبيض، ووضع أمني جيد على كل الساحات.
إن استطاعت إسرائيل ترتيب أولوياتها، وتعطي الأولوية للأمور حسب أهميتها، أولوية الوطني على السياسي، والعام على الخاص، وإن تم التصرف بعقلانية يمكن لإسرائيل أن تقوم بكل شيء.