هيئة التحرير
مضى العام 2024 ثقيلًا بما فيه من أحداث وتفاصيل على المنطقة وفلسطين، إلا أن السِمة الطاغية في هذا العام كانت استمرار المجازر والانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة.
الإبادة مستمرة في غزة:
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع ارتكب الاحتلال (7,176) مجزرة ضد العائلات الفلسطينية ، (1,413) عائلة فلسطينية أبادها الاحتلال ومسحها من السجل المدني، بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، وعدد أفراد هذه العائلات 5,455 شهيداً ، (3,467) عائلة فلسطينية أبادها الاحتلال ولم يتبقَّ منها سوى فردًا واحدًا، وعدد أفراد هذه العائلات 7,941 شهيداً، (56,714) شهيداً ومفقوداً ، (11,200) مفقودٍ لم يصلوا إلى المستشفيات ، (45,514) شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات.
كما وسُجِلَ ارتقاء (17,818) شهيداً من الأطفال، و(238) طفلاً رضيعاً وُلِدوا واستشهدوا في حرب الإبادة الجماعية، و (853) طفلاً استشهدوا خلال الحرب وعمرهم أقل من عام، كما وارتقى (44) طفلًا نتيجة سوء التغذية ونقص الغذاء والمجاعة ، و(6) استشهدوا نتيجة البرد الشديد في خيام النازحين بينهم 5 أطفال.
(12,287) شهيدة من النساء قتلهن الاحتلال “الإسرائيلي”، و (1068) شهيداً من الطواقم الطبية، (94) شهيداً من الدفاع المدني قتلهم الاحتلال “الإسرائيلي” ، (201) شهيداً من الصحفيين قتلهم الاحتلال “الإسرائيلي” ، (728) من عناصر وشرطة تأمين مساعدات قتلهم الاحتلال “الإسرائيلي” ، (147) جريمة استهداف الاحتلال لعناصر وشرطة وتأمين مساعدات، و(7) مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات، و(520) شهيداً تم انتشالهم من 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات.
عدد سكان قطاع غزة المقدر للعام 2024، انخفض بنحو 160 ألف فلسطيني، ليبلغ عدد سكانه 2.1 مليون، وهو ما يبين انخفاض بنسبة 6% عن تقديرات عدد السكان للعام 2023، منهم أكثر من مليون طفل دون سن الثامنة عشرة، يشكلون ما نسبته 47% من سكان القطاع.
(108,189) جريحاً ومصاباً وصلوا إلى المستشفيات ، منهم (399) جريحاً ومُصاباً من الصحفيين والإعلاميين ، فيما (70%) من الضَّحايا هم من الأطفال والنساء، بينما استهدف الاحتلال (216) مركز إيواء ونُّزُوح، (10%) فقط من مساحة قطاع غزة يدعي الاحتلال أنها “مناطق إنسانية”.
(35,060) طفلاً يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، (12,125) امرأة فقدت زوجها خلال حرب الإبادة الجماعية ، (3,500) طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء ، مر (236) يوماً على إغلاق الاحتلال “الإسرائيلي” آخر معبر في قطاع غزة، (12,650) جريحاً بحاجة للسفر للعلاج في الخارج ، و(12,500) مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة للعلاج ، و(3,000) مريض بأمراض مختلفة يحتاجون للعلاج في الخارج ، و(2,136,026) حالة إصابة بأمراض معدية نتيجة النزوح ، و(71,338) حالة أُصيبت بعدوى التهابات الكبد الوبائي بسبب النزوح.
(60,000) سيدة حامل تقريبًا مُعرَّضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية، و(350,000) مريض مزمن في خطر بسبب منع الاحتلال إدخال الأدوية، و(6,600) معتقل اعتقلهم الاحتلال من قطاع غزة خلال جريمة الإبادة الجماعية ، و(331) حالة اعتقال من الكوادر الصحية (الاحتلال أعدم 3 منهم داخل السجون) ، و (43) حالة اعتقال صحفيين ممن عُرفت أسماؤهم، و(26) حالة اعتقال لعناصر الدفاع المدني.
(2) مليون نازح في قطاع غزة ، (110,000) خيمة اهترأت وأصبحت غير صالحة للنازحين ، و(213) مقراً حكومياً دمرها الاحتلال “الإسرائيلي”، (135) مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل كلي، (353) مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل جزئي، و(12,780) طالب وطالبة قتلهم الاحتلال “الإسرائيلي” خلال الحرب، و(785,000) طالب وطالبة حرمهم الاحتلال “الإسرائيلي” من التعليم، و(756) معلماً وموظفاً تربوياً في سلك التعليم قتلهم الاحتلال خلال الحرب، و (148) عالماً وأكاديمياً وأستاذاً جامعياً وباحثاً أعدمهم الاحتلال.
و(823) مسجدًا دمرها الاحتلال بشكل كلي، و(2,300) جثمان سرقها الاحتلال من العديد من مقابر قطاع غزة، و (161,600) وحدة سكنية دمرها الاحتلال بشكل كلي، و (82,000) وحدة سكنية دمرها الاحتلال غير صالحة للسكن ، و(194,000) وحدة سكنية دمرها الاحتلال جزئياً ، (88,000) طن متفجرات ألقاها الاحتلال “الإسرائيلي” على قطاع غزة ،(37) مليار دولار الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة الجماعية.
2. الاغتيالات:
وفي العام 2024 استشهد عدد من الاغتيالات منهم قيادات مركزية مهمة ذات تاريخ مهم في القضية الفلسطينية ومن أبرز هذه القيادات: اغتيال العاروري في الثاني من يناير/كانون الثاني عام 2024، كانت بداية تنفيذ سياسة الاحتلال الإسرائيلي باغتيال قادة المقاومة الفلسطينية، والتي كانت بدايتها من بيروت، حينما استهدفت مسيرة إسرائيلية نائب رئيس حركة حماس وقائدها في الضفة الغربية صالح العاروري.
بدورها نعت الحركة كلًا من العاروري والقائدين القساميين سمير فندي وعزام الأقرع، و4 آخرين من كوادر الحركة استشهدوا في عملية الاغتيال، وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن الهجوم نُفذ بطائرة مُسيرة وإن “الغارة المعادية استهدفت مكتب حماس حيث كان يّعقد اجتماعًا للفصائل الفلسطينية”.
اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس الحكومة الفلسطينية الأسبق إسماعيل هنية، حيث أعلنت الحركة في 31 من الشهر نفسه استشهاده إثر استهدافه بغارة إسرائيلية في مقر إقامته بطهران، بعد مشاركته باحتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
يحيى السنوار بعد نحو سنة من إطلاق عملية طوفان الأقصى، استشهد زعيم حركة حماس خلال اشتباك مع جنود الاحتلال الإسرائيلي في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، وفي اليوم التالي نشر الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك بيانًا مشتركًا، قال فيه أنهما يُحققان في احتمال مقتل السنوار، قبل أن تؤكد حركة حماس في يوم الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول استشهاد زعيمها “مقبلًا غير مدبر.
3.جبهات الإسناد:
جبهة اليمن (الحوثيين) لم تقف الأزمات الداخلية في اليمن عائقًا أمام إعلان أنصار الله إسناد غزة، حيث أعلنت الجماعة أنها استهدفت على امتداد العام الماضي أكثر من 200 سفينة مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، كما قصفت مواقع إسرائيلية بعدد كبير من الطائرات المسيرة والصواريخ، في مقابل ذلك، تعرضت مدن يمنية لغارات إسرائيلية وأميركية في أكثر من مناسبة، ما خلف أضرارًا مادية وبشرية زادت من حدة الأزمات التي تعيش البلاد على وقعها منذ سنوات.
الجبهة الإيرانية: شهد 13 أبريل/نيسان 2024 انطلاق مسيرات وصواريخ من الأراضي الإيرانية نحو مواقع إسرائيلية، ليكون بذلك أول استهداف للجانب الإسرائيلي من قِبل إيران على امتداد سنوات الصراع بين الطرفين، وكانت مصادر أميركية وإسرائيلية قد قدرت الهجوم الإيراني بما بين 400 و500 طائرة مسيرة وصاروخ، وجاء الهجوم الإيراني بعد نحو أسبوعين من القصف الإسرائيلي لمقر قنصلية طهران في دمشق، والذي أسفر عن مقتل 16 شخصًا، من بينهم القائد في فيلق القدس محمد رضا زاهدي، و7 ضباط آخرين من الحرس الثوري، وبعد نحو أسبوع من الرد الإيراني قالت إيران إن انفجارات وقعت في سماء مدينة أصفهان، وتم تفعيل المضادات الدفاعية في أجواء البلاد، بينما تحدثت تقارير إسرائيلية وأميركية عن توجيه إسرائيل ضربة داخل إيران.
الجبهة اللبنانية (جزب الله) في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 دخل حيز التنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي بعد شهور طويلة من عمليات عسكرية متبادلة بين الطرفين بسبب إسناد حزب الله لجبهة غزة بعد عملية طوفان الأقصى.
أعلنت إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024، بدء عملية عسكرية برية تستهدف مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، بإسناد جوي ومدفعي، وجاء الإعلان بعد أسبوعين من تصعيد إسرائيلي تمثل في تفجير أجهزة اتصالات الحزب وشن غارات جوية في العاصمة بيروت، وخاصة في ضاحيتها الجنوبية وفي جنوب لبنان وأجزاء من وادي البقاع، أدت تلك الهجمات إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وعدد من قيادييه، كما قُتِل وَجّرَح فيها عدد كبير من المدنيين.
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 مقتل 3768 شخصًا وجرح 15 ألفًا و699 آخرين منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، من جهته أعلن حزب الله عن مقتل نحو 500 من مقاتليه حتى سبتمبر/أيلول 2024، لكنه توقف لاحقًا عن الإفصاح عن مزيد من الأرقام.
ووفقًا لتقرير صدر عن البنك الدولي بلغت تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن في لبنان حوالي 2.8 مليار دولار، مع تدمير أكثر من 99 ألف وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي.
ووفقًا للإعلام الإسرائيلي أسفرت صواريخ حزب الله عن مقتل 45 إسرائيليًا و73 عسكريًا في الجبهة الشمالية والجولان السوري المحتل، إلى جانب تدمير 55 ألف فدان من الغابات والمحميات الطبيعية.
وقدرت الأضرار التي لحقت بالممتلكات في إسرائيل بما لا يقل عن مليار شيكل (273 مليون دولار)، مع تسجيل خسائر كبيرة في المنازل والمزارع والمشاريع، إضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من سكان مستوطنات الشمال.
4.إسرائيل في المحكمة وقادتها مجرمو حرب
وفي 11 يناير/كانون الثاني 2024 بدأت المحكمة جلساتها الأولى بشأن الدعوى المرفوعة أمامها، وفي الدعوى المؤلفة من 84 صفحة، أشارت جنوب أفريقيا إلى أن إسرائيل فشلت في تقديم الأغذية الأساسية والمياه والأدوية والوقود وتوفير الملاجئ والمساعدات الإنسانية الأخرى لسكان القطاع خلال عدوانها عليهم.
وفي 16 من الشهر ذاته، أصدرت المحكمة حُكمًا أوليًا أمرت فيه إسرائيل باتخاذ جميع التدابير في حدود سلطتها لمنع الأعمال التي يمكن أن تندرج تحت اتفاقية الإبادة الجماعية.
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وقالت إن هناك “أسبابًا منطقية” للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
5.تعمق الانقسام الداخلي الفلسطيني
وبعد فشل تشكيل لجنة تقوم على إدارة شؤون قطاع غزة ومرجعيتها الحكومة الفلسطينية ومسؤولة عن كافة المجالات بما يشمل الإغاثة ومعالجة آثار الحرب والإعمار، وتشكل بتوافق وطني، وبعد أن كان الانقسام الدخلي سياسيًا بين حركة حماس في غزة وفتح في الضفة، ازداد الشرخ ليصبح انقسام ضفة_ضفة، حيث شهد مخيم جنين في الأسابيع الأخيرة مواجهات عنيفة بين أجهزة الأمن الفلسطينية ومجموعات مسلحة، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وفقًا للمصادر المتاحة، ارتفع عدد القتلى إلى تسعة، بينهم خمسة من عناصر الأجهزة الأمنية وأربعة مدنيين، من ضمنهم قيادي في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس.
6. اعتراف دولي بدولة فلسطين
وفي أيار/مايو 2024 اعترفت إسبانيا والنرويج وأيرلندا بفلسطين كدولة على حدود 1967، إضافة إلى تصعيد أممي ضد الانتهاكات الإسرائيلية، حيث أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارات تدين ممارسات الاحتلال.
7.توسع الاستيطان والانتهاكات في الضفة
شهدت الضفة الغربية المحتلة خلال عام 2024 توسعًا استيطانيًا غير مسبوق، حيث نفذت إسرائيل أكبر عملية استيلاء على الأراضي منذ ثلاثة عقود، نسبة الأراضي المتأثرة: بحلول نهاية عام 2024، بلغ التوسع الاستيطاني مستوى قياسيًا، حيث استحوذ على حوالي 60% من مساحة الضفة الغربية، كما شهد عام 2024 زيادة ملحوظة في بناء المستوطنات والبؤر الاستيطانية، مع تسجيل أرقام قياسية في عدد الوحدات السكنية التي تم إنشاؤها، إلى جانب خطة “المليون مستوطن” حيث كشفت تقارير عن تفاصيل خطة إسرائيلية تهدف إلى زيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية إلى مليون مستوطن، مما يعكس نية لتكثيف النشاط الاستيطاني في المنطقة.
8.الاقتصاد الفلسطيني يتكبد خسائر قاتلة
يتجه الاقتصاد الفلسطيني إلى تسجيل انكماش بنسبة تفوق 20% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام 2024، بحسب تقديرات رسمية وأخرى صادرة عن البنك الدولي، بسبب استمرار الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة، ورغم أن بيانات الناتج المحلي الإجمالي الفلسطينية للعام 2024 تصدر في وقت لاحق من الربع الأول من العام 2025، إلا أن بيانات الأرباع الثلاثة الأولى تلخص الوضع.
وتشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثالث من 2024 نسبته 31% بالمقارنة مع الربع المناظر من 2023، وبلغت قيمة الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثالث من العام 2024 في الضفة الغربية 2.71 مليار دولار، وفي قطاع غزة 91 مليون دولار، بينما أشارت البيانات إلى انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي في فلسطين خلال الربع الثاني 2024 بنسبة 32% بالمقارنة مع الربع المناظر من 2023.
وعلى صعيد المالية العامة، ارتفع عجز ميزانية السلطة الفلسطينية بنسبة 172% في العام 2024 مقارنة مع 2023، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تبعات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث أدت الحرب إلى انخفاض متوقع بنسبة 21% في الإيرادات المالية – معظمها ضريبية – لتضطر الحكومة إلى إعلان ميزانية طوارئ تضمنت تدابير تقشفية مثل ضبط فاتورة الرواتب والنفقات التشغيلية.
وبحسب البنك الدولي، فُقد نحو نصف مليون وظيفة من السوق الفلسطينية منذ أكتوبر 2023، بما في ذلك ما يقدر بنحو 200 ألف وظيفة في غزة، و144 ألف وظيفة في الضفة الغربية، و148 ألف وظيفة عبر الحدود من الضفة الغربية إلى سوق العمل الإسرائيلية، وبلغ معدل البطالة في غزة 79.1%، بينما بلغ المعدل في الضفة الغربية 32%، بحلول الربع الثاني من العام 2024.
9.تأثر الرياضة بالحرب
فقدت الرياضة الفلسطينية خلال العدوان، أكثر من 700 من كوادرها في شتى القطاعات، سواء أكانوا لاعبين ولاعبات في كرة القدم إلى كرة الطائرة والسلة وكرة اليد، والألعاب الفردية، أو الأطقم الرياضية والفنية من مديرين فنيين وحكام وغيرهم، إضافة إلى اعتقال وإصابة العشرات منهم وتسجيل حالات بتر في الأطراف لعدد من اللاعبين، بحسب اللجنة الأولمبية الفلسطينية، وتوزع شهداء الحركة الرياضية بين قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، إضافة إلى إصابة العديد منهم، واعتقال أكثر من 26 لاعبًا، ومن بين الشهداء الرياضيين، 368 لاعبًا يمارسون كرة القدم في أنديتهم المحلية، و233 من مختلف الاتحادات الجماعية والفردية، و105 شهداء من الكشافة.
في غزة، من لم يغيبه الموت عن الملاعب، فستحرمه إصابته استكمال حلمه، فعشرات اللاعبين أصيبوا بجروح مختلفة، وبعضهم بُترت أطرافهم جراء الإصابة، ما سيحرمهم من استكمال مشوارهم الرياضي وتمثيل فلسطين في المحافل العربية والدولية.
وخلال حربها المسعورة على القطاع، لم تستثنِ قوات الاحتلال من بنك أهدافها المنشآت والبنية التحتية الرياضية، فحولت عددًا من ملاعب القطاع إلى مراكز اعتقال وتنكيل وإعدام، مثلما حدث في ملعب اليرموك بمدينة غزة الذي يعد من أقدمها.
وعلى الصعيد المحلي، لا تزال معظم الأنشطة الرياضية متوقفة منذ بدء العدوان، خاصة الألعاب الجماعية ومنها الدوري الفلسطيني للمحترفين، ودوري الاحتراف الجزئي، وغيرها من منافسات كرة القدم، إضافة إلى توقف معظم نشاطات الألعاب الجماعية ككرة السلة والطائرة، واليد، وعادت بعض الاتحادات الفردية لمنافساتها، تمهيدًا للمشاركات الخارجية التي استطاعت من خلالها تحقيق نتائج مميزة لفلسطين على الصعيدين العربي أو الدولي.
10.المشهد الثقافي:
ثقافيًا كانت سنة 2024 ممتلئة بالإنجازات الثقافية، وتلونت البلاد الفلسطينية بسمات تعكس الوجع الفلسطيني الكبير الذي يعصف بمختلف نواحي الحياة، والذي أنتج، تعطلًا لمرافق الحياة من مؤسسات ووزارات، وبطالة مرعبة، فقد صدرت العديد من الكتب والدراسات في الحقول كافة، في الرواية وعلم الاجتماع والقصة القصيرة والشعر والنقد، كما عُرضت مسرحيات كثيرة وأفلام سينمائية، في أكثر من محافظة وأقيمت العديد من الورشات الفنية في الرسم والكتابة، وعروض موسيقية، وأمسيات أدبية لنقاش كتب ومجموعات قصصية ودواوين شعر وروايات، كما صدرت أغانٍ كثيرة من أكثر من فنان فلسطيني، في الداخل وفي الضفة وحتى في غزة.
مركز خليل السكاكيني الثقافي وهو من المراكز الثقافية المهمة في رام الله – فلسطين، نظّم العام المنصرم عددًا من المحاضرات والورشات والأمسيات الفكرية المختلفة التي اتسمت بسمات الجرح الفلسطيني الواسع، من أهم هذه الفعاليات: (شهادات من تجارب الاعتقال والتعذيب في عصر الإبادة، وليد دقة ضد دولة العرق، من غرفة الغاز إلى ثلاجة الحداثة، ومعرض ملصقات من أجل غزة، و قراءات باسل الأعرج. وغيرها من فعاليات حاولت أن تقارب فكريًا وثقافيًا هذه المرحلة الجحيمية الدموية في حياة شعب فلسطين.
ومن إصدارات غزة تحت الإبادة (تمثل الزلزال اللغوي) والتي قبل أقل من شهرين فقط، كتابان مهمان، كتبا تحت وفوق الدم، (تغريدة النورس الأخيرة) للكاتب القصصي المعروف عمر حمش، الذي يعيش في خيمة مع أسرته الكبيرة، بعيدًا عن بيته المدمر ومكتبته الجريحة وكتاب (الحرب التي لا تنتهي) للشاعر المختلف الذي ما زال محاصرًا في مخيم المغازي، ناصر رباح، أعرف لغة القاص عمر حمش التي تعلمت منها وأحببتها ونهبتها في أيام صباي الثقافي، أعرف طريقته في السرد وفضاءه الجمالي. في كتابه الجديد، الذي صدر عن وزارة الثقافة الفلسطينية نرى بوضوح حجم الهزة في اللغة وتفكك الحبكة وانهيار المجاز، وطريقة السرد، في هذه التجربة الجديدة التي كُتبت تحت النار.