loading

حكي مدني: غزة مصحة نفسية كبيرة

في الحلقة الجديدة من بودكاست “حكي مدني” الذي يقدمه الزميل علي عبيدات تحدثت أمل أبو عبادة الاخصائية النفسية في برنامج غزة للصحة النفسية عن الأوضاع النفسية الصعبة التي يعاني منها مختلف الفئات في غزة في ظل حرب الاحتلال، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية كالاهتمام بباقي الاحتياجات الأساسية لأنها لا تقل اهتمامًا عنها.

وقالت أبو عبادة أنه ونتيجة ل15 شهرًا من القتل والنزوح والتجويع والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية، فإنه لا شك به أن غزة لن تعاني من مشاكل صحية ومشاكل أخرى فقط إنما أيضًا ستعاني من مشاكل نفسية، مضيفة أنه لا يمكن الفصل بين الوضع النفسي عن الأوضاع الأخرى.

وأفادت أن جميع فئات المجتمع تأثرت نفسيًا نتيجة هذه الحرب، ولكن هناك خصوصية لفئة الأطفال والنساء كونهم الأكثر هشاشة في المجتمع، كما أنه هناك معاناة للرجال والشباب وذوي الإعاقة أيضًا، مفيدة بأن الأطفال يعانون من مشاكل لا منتهية، وهم في برنامج غزة للصحة النفسية يقومون بتقديم الخدمات من البداية في الميدان حيث تخرج من عندهم فرق الإسعاف النفسي مدربين بشكل جيد، لاستقطاب الحالات التي تحتاج لمساعدة، موضحة أن الأطفال ونتيجة لدراسة قاموا بها تبين حاجتهم للاحتياجات النفسية من مأكل ومشرب ومكان آمن ولكنها غير متواجدة.

ولفتت أبو عبادة أن الدراسة وجدت أن أكثر ما يعاني منه الأطفال هو ” التبول اللاإرادي، والعنف، وتغير سلوكياته، والمشي خلال النوم” حيث تعرضوا لاضطرابات ما بعد الصدمة، مشيرة إلى أن الوضع في غزة والمعاناة لا يمكن لأحد أن يتخيلها حتى من كان في غزة وخرج منها فالوضع كان يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، ولا يمكن للصورة أن تغطي الحدث، مضيفة أنهم يحاولون الوصول لأكبر عدد ممكن من الناس نظرًا أيضًا للوصمة الموجودة لدى المجتمع حول تلقي العلاج النفسي، وذلك رغم حاجتهم لتلقي العلاج ولكنهم يرفضون هذا النوع من العلاج، مبينة أن الحاجة للعلاج والدعم النفسي تزداد فيما هناك نقص بأدوات العلاج وأيضًا بالكوادر.

وأفادت أنه ونتيجة للحالة في غزة فهناك عوامل تساهم في زيادة التعرض للاضطرابات النفسية سواء القلق والتوتر والاكتئاب والاضطرابات ما بعد الصدمة، مبينة أن الشخص العامل في الدعم النفسي هو أيضاً عُرضة للتعرض لما يتعرض له أبناء الشعب حيث ارتقى العديد من العاملين في برنامج غزة للصحة النفسية وأيضاً جزءًا منهم نزحوا لأكثر من مرة.

وأوضحت أبو عُبادة أن لديهم برنامجًا لتقديم الدعم للناس الذين يقومون بتقديم الدعم للمواطنين لأنهم بحاجة أيضاً للدعم، وهناك حاجة لتقديم الدعم بطريقة سليمة وصحيحة، مؤكدة على وجود تكامل بين المؤسسات لتقديم الدعم النفسي وهناك تعاون بين المؤسسات لتقديم خدمة متكاملة وفعالة للمواطنين.

ونوهت إلى أنهم يعملون على تنفيذ ورش عمل لتدريب الكفاءات لتعمل في مجال الدعم النفسي، وهناك تعاون بين المؤسسات لتوفير العلاج والأدوية للمواطنين، مؤكدة أن الوضع النفسي لا يقل أهمية عن الوضع الصحي.

وتابعت بأن هناك احتياجات كبيرة للنساء فهن بحاجة للطعام والفيتامينات ومكان آمن، وهي غير متوفرة إضافة إلى أن الكثير منهن بتن يقمن بدور الأب والأم بعد فقدانهم لأزواجهم في الحرب، إضافة إلى انعدام الخصوصية وهناك معاناة للنساء الحوامل والمرضعات.

وأردفت أبو عبادة بأن هناك بعض المبادرات لمساعدة الأهالي في القطاع فهناك مبادرة أردنية لتقديم العلاج والدعم النفسي الكترونيًا من خلال جلسات علاج، وهناك مبادرات لتوفير الأدوية، لكنها تشير في الوقت نفسه إلى أن كل هذه المبادرات لا تغطي كل شيء فهناك حاجة كبيرة للدعم النفسي في القطاع.

وأكدت على أن هناك حاجة لإيجاد مكان مناسب لتقديم العلاج النفسي حيث لا يوجد أي مكان، إضافة إلى وجود حاجة للأطباء والمختصين النفسيين فهناك نقص في الكوادر لتقديم الدعم النفسي، وهناك حاجة لإيجاد أماكن مناسبة لتقديم ورشات عمل وتدريب في مجال الدعم النفسي.

ووجهت أبو عبادة رسالتها لأصحاب الضمائر، بأن مجتمع قطاع غزة يعاني من كافة الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، وهناك ضرورة للوقوف بجانبها، مشيرة إلى أن عوامل الإصابة بالأمراض كثيرة، فهناك إمكانية لإصابة العديد بالاضطرابات النفسية وهناك حاجة للتدخل من الآن.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة