loading

احتفال إسرائيلي بمقترح ترامب

ترجمة محمد أبو علان/ خاص بالغراف

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعطى انطباع بأنه قادم لإنهاء الحرب على غزة، وإن إصراره على التوصل لصفقة تبادل أسرى مقدمة لسعيه لوقف الحرب عبر المراحل القادمة من الصفقة، إلا أن الساعات الماضية حملت قضيتان أشارت لعكس الانطباعات الأولية، القضية الأولى تحريره شحنة من 1800 قنبلة بوزن 2000 كغم لدولة الاحتلال، والقضية الثانية مقترحه لتهجير سكان غزة لمصر والأردن ودول عربية أخرى.

حتى اللحظة لم يصدر موقف حكومي إسرائيلي رسمي، ولكن صدرت مواقف عن وزير حالي في الكنيست هو وزير المالية سموتريش، ووزير سابق وعضو كنيست هو ايتمار بن جفير، كما كان لجنرال إسرائيلي في الاحتياط وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر السياسيين.

صحيفة معاريف نقلت تصريحات لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، وعضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس القوة اليهودية يتمار بن جفير يطالبون وبصوت مرتفع بتشجيع “التهجير الطوعي” لسكان قطاع غزة كهدف من أهداف الحرب على غزة كمقدمة لعودة الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي لقطاع غزة، وحتى بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية بات مفتوحاً أكثر على الفكرة حسب تصريحات الوزير السابق ايتمار بن جفير.

فكرة “التهجير الطوعي” لسكان قطاع غزة بقيت فكرة اليمين الإسرائيلي حتى دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للبيت الأبيض الرئيس ال 47 للولايات المتحدة الأمريكية، وبدأ بالقرارات والمراسيم التي تخدم دولة الاحتلال الإسرائيلي، أولها كان مرسوم إلغاء العقوبات الأمريكية التي فرضتها إدارة بايدن على عدد من المستوطنين والجمعيات الاستيطانية بسبب الاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية.

 ومن ثم قرار الإفراج عن شحنة أسلحة أمريكية تحوي 1800 قنبلة زنة الواحدة فيها 2000 كغم، وثالثها الحديث عن أنه أجرى اتصالات مع الملك الأردني عبد الله الثاني، وسيتحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ودول عربية أخرى لزيادة عدد الفلسطينيين الذين تستقبلهم من قطاع غزة، وذلك حتى يتم تأهيل وإعادة بناء قطاع غزة من جديد.

تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبرها وزير المالية الإسرائيلي سموتريش، وهو من الداعين لفكرة التهجير الطوعي “فكرة رائعة”، وقال في هذا السياق:” بعد 76 عاماً من احتجاز غالبية سكان قطاع غزة بالقوة، وفي ظروف صعبة من أجل الحفاظ على خيار القضاء على دولة إسرائيل، فكرة مساعدتهم للعثور على أماكن جديدة من أجل البدء في حياة جديدة فكرة رائعة، بعد سنوات من تقديس الإرهاب، هم يمكنهم بناء حياة جديدة وجيدة في أماكن أخرى”.

وتابع وزير المالية الإسرائيلي تعقيبه على تصريحات ترمب:” عبر سنوات عرض السياسيون حلول غير قابلة للتنفيذ مثل تقسيم البلاد، أو إقامة دولة فلسطينية ستعرض للخطر الدولة اليهودية الوحيدة في العالم، وتسببوا بسفك الدماء ومعاناة غالبية السكان، فقط التفكير خارج الصندوق يأتي بحلول السلام والأمن، سأعمل مع رئيس الحكومة ومع الكبنيت لكي تكون خطة عملية لتخرج لحيز التنفيذ بأسرع وقت ممكن”.

رئيس القوة اليهودية، وعضو الكنيست الإسرائيلي ايتمار بن جفير عقب هو الآخر مرحباً بفكرة ترمب، وقال في هذا السياق:” أبارك الرئيس الأمريكي ترمب على مبادرته على نقل سكان من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، إحدى مطالبنا من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هو تشجيع الهجرة الطوعية، وعندما تأتي الفكرة من رئيس أكبر دولة في العالم على الحكومة الإسرائيلية أن تتصرف وفق ذلك، بتشجيع الهجرة الطوعية فوراً”.

الجنرال احتياط جادي شمني القائد السابق للمنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي قال في لقاء له مع راديو 103 FM حول فكرة الرئيس الأمريكي بنقل سكان من غزة للأردن ومصر:” اعتقد أن الفكرة ليست عملية، لو افترضنا أن مصر والأردن استقبلوا مئات آلاف السكان من غزة، من سيتركون قطاع غزة أولئك الذين لديهم قدرات أكثر من غيرهم، وذات قدرات اقتصادية جيدة، من سيبقون هم الإشكاليون، والفقراء، ومن أجل 50 شيكلاً في الشهر يمكن أن يمارسوا الإرهاب، بالتالي كل فكرة تحريك الشعوب ليست فكرة عملية”.

وتابع الجنرال شمني:” الأردنيون يعانون منذ سنوات بسبب ملايين اللاجئين السوريين، ومن الناحية الاستراتيجية، نقل لاجئين من غزة إلى الأردن هذا سيؤدي لحالة من عدم الاستقرار، وفي كل الأحوال الأردن دولة عليها أن تراقب كل الوقت حالة الاستقرار فيها، وهذا الاستقرار في الأردن مسألة مهمة بالنسبة لإسرائيل، بالتالي وبنظرة استراتيجية لا اعتقد أن الأمر صحيح، خطوة ستضعف مصر والأردن، وفكرة قد تكون خطرة وغير صحيحة”.

وختم الجنرال الإسرائيلي كلامه بالقول:” هذا الأمر لن يطبق، والفلسطينيون لا يحبذهم أحد، الأردنيون والمصريون لا يريدونهم، ولا أحد يريدهم، هم يريدون أن تحل قضيتهم، أو أن تبقى في الملعب الإسرائيلي، ترمب رئيس جديد، يخيف دول المنطقة، قد يتلعثمون قليلاً، ولكن في النهاية لا اعتقد أن هذا سيقود لحل جيد أو صحيح”.

القناة 12 العبرية كتبت هي الأخرى: ليس عبثاً تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن نقل سكان من قطاع غزة للأردن ومصر، قطاع غزة تحول بسبب الحرب لمنطقة دمار واسعة، نسبة دمار في المباني تصل 65%، ومئات آلاف السكان فقدوا منازلهم، إزالة الركام الموجود تحتها جثامين ومخلفات عسكرية تحتاج لسنوات ومليارات الدولارات، وغير معروف من سيدفعها.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة