loading

مزارعو قرى بيت لحم: اعتداءات مُجحِفة وصمود في وجه المعاناة

هيئة التحرير

ليست أزمة سير خانقة هي فقط ما تُسبِبُه حواجز الاحتلال، فهي تُساهِمُ في تقطيع أوصال القرى والمدن والمحافظات الفلسطينية، كما وتتسبب في التضييق على مصادر دخل ورزق المواطنين والمزارعين، يُرافق هذا التضييق وإغلاق الحواجز اعتداءات متواصلة من المستوطنين وقوات الاحتلال على المزارعين.

تعاني قرى بيت لحم من تضييق خانق إثر إغلاقات الاحتلال في كثير من الأحيان، الأمر الذي أدى إلى تقطيع الأوصال بينها وعزلها عن بعضها البعض كما أدى إلى معاناة المزارعين فيها نتيجة هذا الإغلاق وأيضًا نتيجة اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال.

وادي فوكين إحدى قرى مدينة بيت لحم، وتقع جنوب غربي المدينة، تعاني القرية ومنذ السابع من أكتوبر 2023 من اعتداءات جنود الاحتلال بحق المزارعين وعزل القرية عن قراها المجاورة، إضافة لهدم المنازل وإخطارات لهدم منازل أخرى مأهولة بالسكان.

المتطوع والمدافع عن حقوق الإنسان ماجد المصري بين في حديث ل” بالغراف” أن القرية تعاني من صعوبات كثيرة حيث تُحيطها مستوطنات من كافة الجوانب، كما أن للقرية مدخلًا واحدًا فقط على الشارع الرئيسي بجانب المستوطنة ويعتبر محاذيًا للسياج الفاصل بين القرية و المستوطنة، مفيدًا بأن هذا يؤدي في كثير من الأوقات لإغلاق القرية لدواع أمنية غير موجودة أو لوجود مشاكل داخل القرية وتكون غير موجودة أيضًا، وهو ما أدى لصعوبة وصول المواطنين إلى أعمالهم والطلبة إلى جامعاتهم ومدارسهم.

المصري أوضح أنه ومنذ السابع من أكتوبر اعتمد الكثير من العمال الذين كانوا يعملون في الداخل على الزراعة، والتي باتت مصدر دخل لهم، إلا أنها تتعرض لمضايقات من خلع للأشجار واعتداء المستوطنين عليها وإغراقها بالمياه العادمة، مفيداً بأن توجه المواطنين لمصدر دخل مختلف عن البناء وتوجههم للزراعة والمعيشة ساهم في هذه الاعتداءات حيث هم لا يريدون أن يحصل المواطنون على سبيل للمعيشة ووسيلة للبقاء والصمود في الأرض.

بدوره يقول رئيس مجلس قروي وادي فوكين إبراهيم الحروب في حديث ل” بالغراف” أنه ومنذ السابع من أكتوبر 2023 تعرضت القرية لهجمات شرسة حيث تم إخطار عددًا كبيرًا من أراضي المواطنين كما تم هدم منزلين ومنشأة صناعية، إضافة لوجود حاجز عسكري على مدخل القرية، وأيضًا وجود شارع استيطاني يستولي على أراضي كثيرة من القرية حيث يمتد من أراضي جبعة ويمر من أراضي وادي فوكين ويمتد إلى حوسان، مشيرًا إلى مضايقات المستوطنين للأراضي والأهالي في أراضيهم الزراعية.

بلدة زراعية واعتداءات متواصلة

الحروب أفاد بأن 95% من أهالي القرية يعتمدون على الزراعة حيث يقومون بزراعة الخضروات بجميع أصنافها، مفيدًا بأن الشارع الاستيطاني الذي يمر من أراضي القرية سيؤدي لمصادرة عدد كبير من أراضي المواطنين الزراعية فاعتماد المواطنين يكمن على هذه الأراضي، إضافة إلى أن المواطنين لم يعودوا قادرين على رعي أغنامهم في الأراضي، مشيراً إلى أن العديد من الأراضي في المناطق الجبلية تم إخطارها ومصادرتها.

وأوضح الحروب بأن القرية كانت بمثابة السلة الغذائية لمحافظة القدس وبيت لحم، حيث يوجد بالقرية خمسة ينابيع مياه ما يُمَكّن الأهالي من اعتمادهم على الزراعة كمصدر دخل لهم.

من جانبه أكد مناصرة أن المزارعين بالقرية يتعرضون في كثير من الأوقات لاعتداءات كثيرة من قبل الاحتلال، يتمثل بمنعهم من الوصول إلى أراضيهم، مؤكدًا أن اعتداءات المستوطنين كانت متواجدة منذ فترات طويلة ولكن اعتداءات الاحتلال وتضييقهم على المزارعين والاستيلاء على كثير من مركبات المزارعين والتي يستخدمونها في أراضيهم الزراعية بداع أنها غير قانونية والقاء الغاز عليهم ازدادت بالآونة الأخيرة، مضيفاً إلى أن هذه السُبل والطرق تهدف إلى توفير بيئة طاردة للخروج من هذه القرية ومغادرتها حيث يريدونك أن لا تشعر بالأمان خلال وجودك بالقرية.

تنقل صعب

وحول التنقل من وإلى القرية أكد مناصرة أنه صعب جدًا حيث الحاجز المتواجد على مدخلها في أغلب الأوقات يزيد من صعوبة التنقل، فيتعرض المواطنون للتفتيش الدقيق لهوياتهم ومركباتهم ومعرفة تفاصيل من أين أتوا وإلى أين يذهبون، كما أنهم يقومون بإغلاق الحاجز لدواع أمنية كثيرة ما يؤدي إلى زيادة الوقت الذي يقضيه المواطن في الطريق للذهاب إلى مشواره، حيث مثلاً الطريق الذي كان يأخذ ساعة بات يحتاج لساعتين نتيجة الإعاقة الحركية، مبينًا أنهم يواجهون صعوبة في الوصول إلى مركز مدينة بيت لحم في الكثير من الأحيان بسبب الإغلاقات التي يفرضها الاحتلال.

فيما يرى الحروب بأنه تم فصل القرية عن القرى المُجاورة بعد السابع من أكتوبر 2023 حيث كانت أقرب قرى عليهم “حوسان، ونحالين، وبتير” إلا أن القرية اليوم باتت مفصولة ومعزولة عن القرى المجاورة، حيث البوابة الغربية على مدخل قرية حوسان مُغلقة ولا يستطيعون الدخول للقرية منها، ما يضطرهم للذهاب لمحافظة بيت لحم ليستطيعوا الوصول إليها رغم أنها كانت القرية الأقرب إليهم.

صمود بالأرض رغم الانتهاكات

مناصرة أوضح بأن القرية بعد السابع من أكتوبر 2023 عانت من الكثير من إخطارات الهدم بدواع قربها من السياج الفاصل واعتراضات المستوطنين عليها بأنها خطرة لهم، حيث هدم الاحتلال منزلين ومُنشأة صناعية، مفيداً أنه في الوقت الحالي يوجد إخطارين لهدم منزلين مأهولين بالسكان، مشيرًا إلى أنهم على تواصل مع مؤسسات لمتابعة هذه القضية كما وتوجهوا لمحاكم الاحتلال لمتابعة هذه القضية.

فيما شدد الحروب على أن المزارعين ورغم الإخطارات التي وصلت لأراضيهم إلا أنهم بقيوا فيها واستكملوا العمل بها، رغم تعرضهم للمضايقات من هدم السلاسل الحجرية واقتلاع اشجارهم إلا أنهم أصروا على الاستمرار في زراعتها ولم يخرج أحد منها، مُفيدًا بأنهم وعن طريق هيئة الجدار قاموا برفع شكاوى للمحاكم الإسرائيلية وذلك بما يخص الشارع الاستيطاني في القرية، وأيضًا شكاوى خاصة بالأراضي المُخطَرة بالمُصادرة وذلك لإيقاف هذه الإخطارات والهدم
مُشدِدًا على صمودهم في أرضهم مهما تواجد من إخطارات وهدم فكل مواطن يتواجد في أرضه.

المخرور: منطقة معزولة

بدورها تعاني منطقة المخرور غربي المدينة، من إغلاقات الحواجز ومضايقات من قبل الاحتلال و المستوطنين، ما أدى إلى تأثر مزروعات المواطنين التي يعتمدونها كمصدر دخل لهم.

عيسى الشتلي أمين الصندوق في جمعية المخرور التعاونية بين أن إغلاقات الحواجز تؤثر على عملهم حيث يعانون منذ عام نتيجة هذه الإغلاقات، كما وازدادت بشكل كبير خلال هذه الفترة حيث قاموا بإغلاق كافة المنافذ ولم يتبقى إلا حاجز المدخل الشمالي الdco، والذي يُفتَح أحيانًا ويُغلَق أحيانًا أخرى إضافة لأزمة السير التي يُسببها هذا الأمر.

وأكد أن الكثير من المزارعين الذين يودون الاهتمام بأراضيهم ومزروعاتهم لا يستطيعون الوصول إليها نتيجة هذه الإغلاقات، ما تسبب بضرر كبير لهم، مفيدًا أيضًا بأنهم يُعانون من البؤر الاستيطانية الموجودة بالمنطقة حيث سابقًا كان يتواجد بؤرة استيطانية واحدة والآن باتت اثنتين حيث يقوم المستوطنون بمضايقات كثيرة وتخريب للمزروعات وتخريب للسياج إضافة إلى الرعي الجائر الذي يقومون به، إضافة إلى العوامل الأخرى التي تؤثر على المزارعين في منطقة المخرور.

صعوبة بالوصول للأراضي

وبين الشتلي أن بيت جالا مشهورة بالزيتون والمشمش والكثير من المزارعين ونتيجة للإغلاقات لم يتمكن 60% من الأهالي من الوصول لأراضيهم وقطف


تم إعداد هذه المادة من خلال مشروع حماية حق التجمعات الفلسطينية في التنمية من خلال المناصرة ودعم المدافعين عن حقوق الإنسان المنفذ من خلال مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان ومؤسسة ” WeWorld” بدعم من الإتحاد الأوروبي، محتوى هذه القصص لا يعكس بالضرورة وجهة نظر وآراء الإتحاد الأوروبي.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة