loading

الحرب الإسرائيلية على الوعي في عملية “السور الحديدي”

ترجمة خاصة بالغراف

عندما يتحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي عما يسميه “إنجازات عملية السور الحديدي” يريد تثبيت ادعاء إسرائيليًا أنه يواجه في مخيمات شمال الضفة الغربية قوة عسكرية حقيقية للمقاومة، مع أن كل المعطيات تشير إلى أن عملية “السور الحديدي” أقل عملية عسكرية تشهد مواجهة مع عناصر المقاومة، وأن الغالبية العظمى من الشهداء هم من المدنيين.

 كما يريد جيش الاحتلال التغطية على الجرائم ضد الإنسانية التي تُرتكب في المخيمات، خاصة قضية تهجير أكثر من (40) ألف من سكان المخيمات، ولا زالت عملية التهجير مستمرة، وعمليات التدمير الممنهج للمباني والبنية التحتية والمؤسساتية في هذه المخيمات لغاية تغيير معالمها، وفتح طرقات تمنح جنود الاحتلال والمركبات العسكرية حرية الحركة داخل تلك المخيمات.

إدعاءات الاحتلال عن إنجازات في عملية “السور الواقي” لم تقتصر على الجانب العملياتي والعسكري، بل امتدت لنسخ تلك الإدعاءات في قضية الصراع على قضية الوعي والجانب النفسي، وهذا ما يظهر فيما كتبه المحلل العسكري لمعاريف العبرية آفي اشكنازي تحت عنوان:” الشرخ بين جنين والإرهاب، معبر الجلمة أعيد فتحه، في الخلفية تغير مفاجئ”.

وتابع أشكنازي في معاريف: “للمرّة الأولى من بداية عملية السور الحديدي سيفتح حاجز الجلمة أمام العرب الإسرائيليين، القرار يأتي على خلفية تَغيّر في سلوك سكان جنين تجاه العمليات الإرهابية في المخيمات” حسب وصفه.

حاجز الجلمة كان مغلقاً بشكل كامل منذ السابع من أكتوبر أمام المدنيين، وكان مفتوح فقط لإدخال البضائع إلى جنين عن طريق “ظهر لظهر”، ومنذ بداية عملية السور الحديدي في مخيم جنين وبقية مخيمات شمال الضفة الغربية، أغلق الحاجز أمام حركة المركبات الخاصة، مدينة جنين تعتبر موقعًا للتنزه والتسوق لآلاف العرب من الداخل والذين يزورون المدينة في الظروف الاعتيادية لغاية التسوق بأسعار أرخص.

إدعاءات المحلل العسكري لمعاريف حول تغيّر سلوك سكان مدينة جنين تجاه المقاومة تستند على ما سماه ملاحظات الجيش الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية، وكتب في هذا السياق: “لاحظ الجيش الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية في الأسابيع الأخيرة تغيّر في سلوك سكان مدينة جنين حول ما يجري في المخيم، في السابق، خلال كل عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين كانت المدينة تعلن الإضراب كتضامن مع سكان المخيم، لكن مؤخراً، في مدينة جنين كبقية المدن في الضفة الغربية، السكان يرفضون ممارسات كتائب المقاومة التابعة لحركة حماس والجهاد الإسلامي في مخيمات اللاجئين، ويمتنعون الآن عن اتخاذ خطوات مثل إغلاق المحلات التجارية، والإضرابات التجارية، وهذا في طولكرم المدينة ونابلس وجنين” حسب الجهات الأمنية الإسرائيلية.

ملاحظات الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية عن تغير سلوك سكان المدينة تجاه المخيم والمقاومة التي استند عليها المحرر العسكري لمعاريف مجرد ادعاءات في إطار الحرب على الوعي والحرب النفسية التي تحاول المؤسسة الأمنية استخدامها ضد الحاضنة الشعبية للمقاومة، وللتأثير على الرأي العام الفلسطيني، وتسويق إنجازات وهمية في هذا المجال للرأي العام الإسرائيلي.

عدم إضراب المحلات التجارية في جنين وفي طولكرم في هذه العملية العسكرية يعود بالدرجة الأولى لطول هذه العملية التي تجاوزت مدتها الشهرين، ولازالت مستمرة،  بالتالي لا يمكن للمدينة وقف الحياة فيها رغم العملية العسكرية، خاصة في ظل تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي باقي في المخيمات حتى نهاية العام  2025، وليس بسبب تغير سلوك سكان المدينة تجاه المخيم والمقاومة الذي يحاول الاحتلال الترويج لها، ناهيك عن أن المدينة بقيت محلاتها التجارية  مغلقة في الأيام الأولى  للعملية، كما في عدة أيام أعلنت فيها المدينة إضرابات تجارية شاملة على خلفية عمليات الاغتيال التي نفذها الجيش الإسرائيلي في المدينة والمخيم.

وعودة لمبررات الاحتلال في فتح حاجز الجملة كتب المحلل العسكري لمعاريف: على ضوء هذا التغيير في سلوك سكان المدينة، وعملية الفصل القائمة، وبمناسبة شهر رمضان، تقرر فتح حاجز الجلمة نهاية الأسبوع، خطوة فتح الحاجز أثارت غضب المستوطنين الإسرائيليين الموجودين في المستوطنات المحيطة بمنطقة حاجز الجلمة، والذين اعتبروا فتح الحاجز خطر أمني عليهم.

لكن في الجيش يدعون أن فتح المعبر سيزيد مستوى التعاون بين الجيش الإسرائيلي العامل في منطقة مخيم جنين والسكان في مدينة جنين، ويقولون في المؤسسة الأمنية، إلى جانب فتح حاجز الجلمة، الجيش الإسرائيلي عزز القوات في مدينة جنين، بحيث تكون الحماية الأمنية مرتفعة بشكل خاص.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة