loading

خالد حبيب .. صياد فلسطيني يصنع مركب من أبواب الثلاجات

بشار عودة

بعد أن دمر الجيش الإسرائيلي قاربه، لم يستسلم الصياد الفلسطيني خالد حبيب لليأس، بل لجأ إلى الابتكار، وحوّل باب ثلاجة قديم إلى لوح عائم يستخدمه للصيد في ميناء غزة.

 في ظل الحرب والدمار، يصبح البقاء على قيد الحياة تحديًا يوميًا، لكن الإبداع هو ما يمنح الأمل. هذه هي قصة خالد، الذي لم تمنعه نيران الاحتلال من ممارسة مهنته، فابتكر وسيلة جديدة للصيد رغم الدمار وشح الإمكانيات.

يقول حبيب في حديث لـ “بالغراف”: “خلال الحرب كان الصيد شبه مستحيل، فقد دمر الاحتلال الإسرائيلي مراكب الصيادين في الميناء، ولم يكتفِ بذلك، بل استهدف أيضًا شباك الصيد والأدوات التي نستخدمها”.

وأشار إلى أنه لم يكن أمامه خيار سوى البحث عن طريقة جديدة تمكنه من الصيد والاستمرار في توفير قوت يومه لإطعام عائلته خصوصًا في ظل المجاعة في قطاع غزة خلال الحرب.

وأمام هذه الصعوبات، لجأ خالد إلى إعادة تدوير المخلفات ليصنع قاربًا بسيطًا باستخدام باب ثلاجة قديم، حيث قام بحشوه بالفلين ليطفو، وغطّى سطحه بالخشب، بينما عزّز الجزء السفلي منه بالنايلون لحمايته من الماء.

وتحدث عن فكرته قائلًا: “وجدنا أبواب الثلاجات العريضة بين المخلفات التي تركها القصف الإسرائيلي، فقمنا بتقطيع الفلين من داخلها، ثم قمنا بتطبيقه فوق بعضه البعض، وأضفنا إطارًا خشبيًا على الجوانب لمنع تفككه. اعتمدنا في التصميم على شكل رقم سبعة ليساعدنا على التجديف بسرعة وسهولة في المياه”.

لم يقتصر إبداع حبيب على القارب فحسب، بل وجد حلاً بديلاً لشباك الصيد التي لم تعد متوفرة، فابتكر نظام صيد جديد أطلق عليه “القفاص”، حيث صنع أقفاصًا من الأسلاك يستخدمها بديلًا للشباك التقليدية. وتعتمد فكرته على رمي أقفاص مزودة بعجينة خاصة في حوض الميناء، مما يجذب الأسماك إليها.

وأضاف أنه بهذه الطريقة أصبح الصيد أسهل، خاصة وأنهم لا يستطيعون الخروج خارج الميناء، لأن الاحتلال يطلق النار عليهم بشكل مباشر. 

لم تبقَ فكرة حبيب مجرد تجربة فردية، بل لاقَت استحسانًا بين الصيادين الآخرين، خاصة الجيل الأصغر سنًا، الذين بدأوا في صناعة ألواح عائمة مماثلة لاستخدامها في الصيد داخل الميناء.

ورغم تحسن طريقة الصيد، لا يزال الصيادون في غزة يعانون من نقص الإمكانيات والمجاعة المتفشية، إلا أن حبيب يتمسك بالأمل، قائلًا:”قبل الحرب كنت أصيد باستخدام السنارة وأستفيد، لكن الحرب غيرت كل شيء، واضطررت للبحث عن حلول بديلة. الآن ليس موسم الصيد، لكن الأيام القادمة ستكون أفضل، وسنواصل البحث عن طرق جديدة للبقاء”.

يختتم حبيب حديثه بجملة تلخص حال الصيادين في غزة:”نحن مثل السمك في الماء، وإذا انتهى السمك، انتهت فلسطين، لكن السمك لا ينتهي، وكذلك إرادتنا”.

وتفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي قيودًا صارمة على حركة الصيادين، حيث يمنعهم من دخول البحر لأي مسافة كإجراء عقابي منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة