ترجمة خاصة لبالغراف
صحيح أن زيارة مجالس مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية لدولة الإمارات العربية المتحدة كانت بمبادرة ودعوة من الإمارات لحضور إفطار رمضاني أقامه علي النعيمي عضو المجلس الوطني الإماراتي، ولكن قادة مجالس المستوطنات وجدوا فيها “فرصة تاريخية” حسب قولهم لتغير جدول الأولويات، وتطبيع موضوع الاستيطان أمام الدول.
ناهيك عن السعي لتحقيق أهداف سياسية بعيدة المدى، أولها تحييد موضوع إخلاء مستوطنات ومستوطنين من الضفة الغربية في أي اتفاق سلام أو تطبيع مستقبلي مع الدول العربية خاصة السعودية، والعمل من أجل منع إقامة دولة فلسطينية في أي إطار أي اتفاق إسرائيلي مع أي دولة عربية في المستقبل.
وعن تلك الزيارة، كتب الصحفي الإسرائيلي في يديعوت أحرنوت اليشوع بن كيمون تحت عنوان:” رؤساء مجالس مستوطنات في الضفة في زيارة للإمارات، أولويات عالمية جديدة توجب تحالفات جديدة”.
وتابع بن كيمون: “لقاء قادة مجالس استيطانية مع شخصيات رفيعة في أبو ظبي، محاولات لتفكيك السلطة الفلسطينية وإقامة أقاليم في الضفة الغربية بديل عنها، وعلاقة قريبه مع إدارة ترمب، كما يأمل قادة المستوطنين التقدم في اتفاق التطبيع مع السعودية دون أن يؤدي ذلك لإقامة الدولة الفلسطينية”.
رؤساء مجالس المستوطنات في الضفة الغربية وصفوا المرحلة الحالية:” فترة ذات إمكانيات تاريخية ممنوع تفويتها”، وكانوا قد ذكروا أنه:” في الأسبوع الماضي زار وفد من مجلس مستوطنات الضفة الغربية أبو ظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، وهي زيارة الأولى من نوعها في دولة مسلمة، الوفد دُعي لمائدة إفطار اقامة علي رشيد النعيمي، وهو من الشخصيات الرفيعة بالمجلس الوطني في الإمارات العربية المتحدة.
رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية يسرائيل جنتس قال:” نظام عالمي جديد يلزم تحالفات جديدة والتفكير خارج الصندوق”، خلال الزيارة للإمارات التقى وفد رؤساء مجالس المستوطنات مع شخصيات حكومية، ومع رجال أعمال، ومؤثرين، ومع السفير الإسرائيلي في الإمارات يوسي شيلي.
وتابع الصحفي الإسرائيلي: هذه الزيارة يمكن اعتبارها خطوة على طريق فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ولتطبيع الاستيطان في الضفة الغربية أمام الدول العربية، رؤساء مجالس المستوطنات قالوا: اللقاءات كانت مهمة وجدية، وفتحت علاقات وحوارات مع شخصيات رسمية في الإمارات، هم لم يكشفوا عن محتوى تلك اللقاءات، ولكن يريدون التوصل لواقع، في أي اتفاق سلام أو اتفاق تطبيع مستقبلي لا يشمل إخلاء مستوطنات في الضفة الغربية.
وعن الزيارة نفسها كتب اليشوع بن كيمون: دولة الإمارات هي التي بادرت لهذه اللقاءات بعد قناعتها أن المستوطنين قوة مؤثرة في الحكومة الحالية، والهدف الإماراتي المعلن من الدعوة تحقيق الفائدة لسكان المنطقة الفلسطينيين والإسرائيليين، حوار مصور بين رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية والدكتور النعيمي كان عبارة عن مسرحية خيالية، لكنه جزء من عملية أكبر للمستوطنين، ولمجلس مستوطنات الضفة الغربية لتحويل المستوطنين لذات صلة، والتطبيع مع العالم.
محاولات الالتفاف على السلطة الفلسطينية:
الموقف الرسمي ممثلي الدول العربية يدفعون نحو إقامة دولة فلسطينية، ولكن من خلف الكواليس، كفلسطينيين كثر يدركون أن السلطة الفلسطينية موجودة في مشكلة جدية، يدعون أن السلطة الفلسطينية همها الأول السلطة فقط، ولا تعمل لصالح الشعب الفلسطيني، وهنا يلتقي هدف المستوطنين وهدف الإمارات العربية المتحدة يقول الصحفي الإسرائيلي.
في نهاية اللقاء الذي وصف بالتاريخي حسب يديعوت أحرنوت: رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية يسرائيل جنتس قال في لقاء خاصة: “في الشهور الأخيرة العالم تغير، الحقائق تطفوا على الطاولة، ومفاهيم سابقة تنهار، بالتالي هذه الساحة فتحت أمامنا، كل هذا يقود لمرحلة جديدة، ويكتشفون فجأة أن التغيرات الكبرى تؤدي لتعميق الجذور والتخلص من الأعداء، وإن هذه المجموعة تحظى بقبول في المنطقة، وبين المؤثرين وفي الرأي العام بشكل عام”.
السلطة الفلسطينية:
علم موقع واي نت ويديعوت أحرنوت أن جهات أمنية وجهات داخل الحكومة الإسرائيلية يدرسون فكرة تحويل السلطة الفلسطينية لأقاليم، ما يعني تفكيك سلطة أبو مازن في رام الله، ومنح حقوق لكل مدينة فلسطينية وأن يكون التعامل مباشر مع الجيش الإسرائيلي، التجربة الأولى حسب الخطة ستكون من مدينة الخليل، والخطة إقامة إدارة محلية تستمر في الحكم، حسب جهات مطلعة على التفاصيل: ” التفاهمات بين الطرفين، بعد السابع من أكتوبر يجب عمل أشياء مختلفة”.
العلاقة الأمريكية:
في الإمارات يدركون أن علاقة المستوطنين مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قائمة منذ ولايته الأولى، وفي إعلانه عن مصير الضفة الغربية أدركوا في الإمارات أن شيء ما يحصل في هذا الإطار، ومنذ سنوات، رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي دجان زار الإمارات مرات عديدة في السنوات الماضية، وأسس هناك علاقات تجارية، ما يهدف له المستوطنين هو شطب الدولة الفلسطينية، وتحييد فكرة إزالة المستوطنات من أي إطار للتطبيع مع السعودية أو تعزيز للعلاقات مع الإمارات العربية المتحدة، كذلك يُظهر المستوطنون لنتنياهو أن لهم علاقات مع الخليج.
على العكس من الضجة الإعلامية، رؤساء المجالس الاستيطانية في الضفة الغربية لا ينشغلون الآن في موضوع الاستيطان في قطاع غزة، مع إنهم يرحبون جداً بخطوة كهذه، لكن الآن جهدهم منصب مع جهات حكومية لصياغة واقع مختلف في الضفة الغربية.
وختم تقرير الصحفي الإسرائيلي عن موضوع الاستيطان وقادة المجالس الاستيطانية في الضفة الغربية: العلاقة بين رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية يسرائيل جنتس ووزير المالية والوزير في وزارة الحرب سموتريش مباشرة، وغالبية العاملين مع سموتريش من جماعة رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية، هم يعرفون الأهداف ويسعون لتحقيقها، الإعلان عن أراضي دولة، بناء مزيد من الوحدات الاستيطانية، إقامة المزارع الاستيطانية، والسيطرة على أراضي، إلى جانب منع أية خطوات من شأنها المساعدة في إقامة دولة فلسطينية، كل هذا متزامن مع عملية سياسية لتعزيز وضع الحكومة في الخارج، وتمكين نتنياهو توسيع نطاق الاستيطان.