بشار عودة
في ظل استمرار إغلاق المعابر في قطاع غزة، باتت رحلة نقل الغذاء والخضراوات من جنوب القطاع إلى شماله مغامرة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجه التجار والسكان تحديات قاسية لإيصال المؤن والاحتياجات الأساسية وسط دمار واسع وانعدام لوسائل النقل الحديثة.
ومع منع الاحتلال الإسرائيلي حركة السيارات على شارع الرشيد البحري، اضطرّ الأهالي إلى استخدام العربات التي تجرّها الحمير والدراجات ثُلاثية العجلات لنقل الخضراوات والبضائع، مُتحَدّين المخاطر التي تلاحقهم.
يقول التاجر محمد أبو علوان في حديث ل”بالغراف”: “نضطر إلى جلب الخضراوات إلى ‘تبة النويري’ لبيعها للتجار من شمال القطاع بسبب الأوضاع الصعبة، لأنهم يعانون من ندرة الخضراوات، خصوصًا بعد إغلاق حاجز نتساريم على شارع صلاح الدين”.
وأضاف أنهم ومع استمرار الحصار، باتوا يعتمدون على شارع الرشيد الساحلي لنقل الخضراوات لمدينة غزة وشمالها، رغم خطورة الأوضاع، وذلك حتى لا يعاني الناس من المجاعة كما حدث خلال الشهور الماضية.
وأشار إلى أن نقل سوق الجملة إلى “تبة النويري” جاء بهدف تسهيل بيع الخضراوات وتوزيعها عبر شارع الرشيد إلى غزة وشمال القطاع، حيث تعاني هذه المناطق من نقص حاد في المواد الغذائية، خاصة بعد تقدم الجيش الإسرائيلي في بيت لاهيا وبيت حانون، وهما المنطقتان اللتان كانتا تُعدّان “السلة الغذائية” لغزة قبل الحرب.
زياد جابر، أحد سكان القطاع، يعمل على نقل البضائع بواسطة عربة يجرها حمار، أوضح لـ”بالغراف” أنه كان يعتمد في السابق على شارع صلاح الدين لأنه أكثر أمانًا وسرعة، إلا أن الظروف تغيّرت، وأصبح يستخدم شارع الرشيد رغم خطورته.
مضيفًا بحسرة: “قبل يومين، استهدفتنا طائرات الأباتشي عند مفترق النابلسي بينما كنا نحاول إيصال البضائع”.
وأفاد بأنه ينقل الآن الخضراوات من الجنوب إلى الشمال، لأن الأراضي الزراعية في بيت لاهيا دُمِّرت بالكامل بفعل العمليات العسكرية، فلم يبقَ أي مصدر محلي لتوفير الغذاء لسكان مدينة غزة وشمال القطاع.