سلمان الأنصاري
في تعليق لصحيفة الشرق الأوسط، يرى الباحث الجيوسياسي السعودي سلمان الأنصاري أن هناك تقارباً ملحوظاً في أسلوب ونهج كل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. فكلاهما، بحسب الأنصاري، يفضلان البساطة والوضوح في التعاطي السياسي، ويتجنبان التعقيدات غير الضرورية، مشيراً إلى أن لديهما رؤى طموحة وخططاً عملية لتحقيق مصالح بلديهما.
ويصف الأنصاري ترمب بأنه “عرّاب العلاقات التبادلية”، معتبراً أن هذا النهج يعكس واقعية العصر الحديث، حيث أصبحت المصلحة الوطنية أولوية مطلقة في السياسات الدولية، وهو ما يطمئن السعوديين نظراً لتقاطع هذا المنهج مع رؤيتهم السياسية.
ثلاثة محاور رئيسية على طاولة البحث
يتوقع الأنصاري أن تركز زيارة ترمب للرياض على ثلاثة ملفات أساسية: العلاقات الثنائية، الأمن الإقليمي والدولي، والطاقة. وفيما يخص الشق الثنائي، أشار إلى أن الجانبين يعملان على بناء شراكة استراتيجية متقدمة، لاسيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والتجارة.
أما أمنياً، فمن المنتظر أن تشهد العلاقات الدفاعية السعودية الأميركية نقلة نوعية، من خلال صفقات تسليحية متقدمة، وتنسيق في مواجهة التهديدات الإيرانية والميليشيات التابعة لها، إلى جانب مناقشة الأزمات الدولية كالصراع الروسي الأوكراني.
شراكة اقتصادية ودعم للدولار
اقتصادياً، تواصل السعودية الحفاظ على موقعها كأحد أكبر الشركاء التجاريين لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بتبادل تجاري يتجاوز 25 مليار دولار سنوياً، دون تسجيل عجز يُذكر، وهو أمر نادر في الاقتصاد العالمي، كما يشير الأنصاري. كما تبرز المملكة بدورها المحوري في دعم قوة الدولار الأميركي عبر التزامها الدائم بنظام “البترودولار”.
فلسطين وإسرائيل: دور سعودي لتصحيح الصورة
الأنصاري كشف أن الملف الفلسطيني سيكون حاضراً بقوة في محادثات الرياض، موضحاً أن السعودية نجحت في إيصال وجهة نظرها للإدارة الأميركية بأن الرواية الإسرائيلية، كما تروج لها حكومة نتنياهو، لا تعكس الواقع. وأكد أن الحلول في المنطقة لن تأتي عبر الانصياع لمطالب الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، مشدداً على أن نتنياهو يمثل أحد أبرز معوقات الاستقرار الإقليمي، ويقوّض المصالح الأميركية في المنطقة.