loading

الحرب على غزة: انهيار الرواية الإسرائيلية و”فقدانها الشرعية”

ترجمة خاصة بالغراف

المستوى السياسي الإسرائيلي بالدرجة الأولى يستند لفكرة مدعياً فيها أن غالبية دول العالم منحت إسرائيل “الشرعية” لشن الحرب على غزة على خلفية السابع من أكتوبر، وبعد ثمانية عشر شهراً من الحرب بدأ يتبلور اعتقاد لدى الإسرائيليين أن الشرعية “الدولية” بدأت تتراجع بسبب طول هذه الحرب وحجم القتل فيها، وسياسة التجويع ضد سكان قطاع غزة، وتراجع الرواية الإسرائيلية في العالم أجمع. 

 في هذا السياق كتب إيتمار ايخنر من قدامى المراسلين السياسيين في يديعوت أحرنوت العربية تحت عنوان:” انهيار رواية إسرائيل-والعيون شاخصة على غزة، الشرعية انتهت”.

وتابعت يديعوت أحرنوت: في الوقت المصدوم فيه العالم من القتل في قطاع غزة، إسرائيل الرسمية لازالت صامته، ولا تعطي وزن مضاد للرسائل ضد إسرائيل على مستوى العالم، “قتل تسعة أطفال لطبيبة”، صرخت ال BBC، “جوع ونار على الأنقاض في قطاع غزة” كتبت الجارديان، جهات إسرائيلية حذرت من أن إسرائيل ستواجه عزلة وقد تواجه عقوبات، وقد تواجه قرار من مجلس الأمن الدولي”.

عمليات الجيش الإسرائيلي نهاية الأسبوع أدت لمقتل عشرات الفلسطينيين، من بينهم حسب الأنباء من قطاع غزة تسعة أطفال للدكتورة آلاء النجار أعمارهم أقل من 12 عاماً، وهي طبيبة أطفال في مستشفى ناصر في خانيونس، في الوقت الموجود فيه الخبر كغيره من الأخبار الكثيرة في عناوين الصحافة العالمية، صوت إسرائيل الرسمي لا زال بعيدًا عن الشاشات، ولم يخرج ولو ناطق رسمي واحد للرد على الرسائل والروايات المعادية لإسرائيل.

في الوقت الذي نشرت فيه صور الأطفال على شاشات التلفزيونات والمواقع الإخبارية، ووسائل الإعلام الكبيرة والمعروفة في العالم صرخت ورفعت صوتها بالرواية الفلسطينية، على سبيل المثال ال BBC كتبت:” قي قصف إسرائيلي على غزة، قتل تسعة أطفال لطبيبة، وفق رواية المستشفى، جراح بريطاني يعمل في مستشفى ناصر قال إنه عالج ابن الطبيبة ابن الل 11 عاماً الذي بقي على قيد الحياة”.

وتابع المراسل السياسي ليديعوت أحرنوت: وفي الغارديان البريطانية كُتب عن حجم الدمار وحجم اليأس في قطاع غزة، العناوين سجلت تعبيرات المواطنين من غزة:” العالم أجمع لا يعنيه شيء لو متنا كلنا”، “جوع ويأس على أنقاض الخراب في قطاع غزة”، وجاء في النيويورك تايمز:” مع استمرار الحصار على قطاع غزة، يجوع أطفال القطاع، ويموت المرضى”.

وعن الجانب الإسرائيلي كتب ايتمار ايخنر: غياب الرواية الإسرائيلية في هذا التوقيت ليس فقط فشل توضيحي، بل سيؤدي لضرر سياسي كبير، مصدر سياسي إسرائيلي رفيع قال ليديعوت أحرنوت: “عندما يشاهد المستشار الألماني، أو أعضاء الكونغرس الأمريكي الأحداث في قطاع غزة، ولم يسمعوا أية رواية إسرائيلية توضح العلاقة، يؤدي الأمر لتآكل إضافي في موقف إسرائيل السيء أصلاً”.

ووفقاً لذات المصدر، الحدث في المستشفى وصمت الجانب الإسرائيلي سيشكل نقطة تحول في الحرب، وقال في هذا السياق:”الشرعية الدولية لعمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية انتهت، واستمرار الحرب سيؤدي قريباً لعزلة سياسية على إسرائيل، ولفرض عقوبات اقتصادية، وربما إلى قرار من مجلس الأمن الدولي لوقف الحرب على غزة”.

هجمة دبلوماسية مشتركة: إسرائيل تحت الضغط الدولي:

ذات الانهيار السياسي مستمر اليوم أيضاً، وزير الخارجية الإسباني طلب من المجتمع الدولي فرض عقوبات على إسرائيل تجبرها على وقف الحرب على قطاع غزة، وقال في تصريحات لراديو France Info”:” على المجتمع الدولي دراسة مسألة فرض العقوبات على إسرائيل لإجبارها على وقف الحرب على غزة”، جاء ذلك قبل مؤتمر أوروبي عربي مشترك ناقش وقف الحرب.

من الجهة الأخرى، رئيس وزراء مالطا أعلن أن دولته ستعترف بالدولة الفلسطينية الشهر القادم، “لا يمكنا أن نغمض أعيننا أمام الكارثة الإنسانية التي تتسع يوماً بعد يوم، علينا مسؤولية أخلاقية، 50 ألف مواطن فقدوا حياتهم حتى الآن في هذه الحرب”، ومالطا من بين الدول التي استقبلت أطفال فلسطينيين للعلاج، وأعربت عن استعدادها لاستقبال المزيد.

عن المواقف الدولية تابعت يديعوت أحرنوت: موقف مشابه لموقف رئيس وزراء إسبانيا كان من طرف بريطانيا، وفرنسا وكندا، وشنت الدول الثلاث هجوم سياسي مشترك على إسرائيل، وقالوا على خلفية التصعيد غير المستوعب على قطاع غزة، يدرسون فكرة فرض عقوبات على إسرائيل، وأصدروا معاً بياناً إعلامياً شديد اللهجة طالبوا إسرائيل وقف كامل لعملياتها العسكرية في قطاع غزة، ورفع القيود عن إدخال المساعدات.

 فرنسا من جهتها تمارس ضغط كبير على عدد من الدول من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتخطط فرنسا للاعتراف بالدولة الفلسطينية في مؤتمر سيعقده الرئيس الفرنسي مع ولي العهد السعودي في 17 حزيران في الأمم المتحدة، وتأمل فرنسا انضمام العديد من الدول الأوروبية للمبادرة، بما فيها بلجيكا والبرتغال ولوكسمبورغ.

رسالة من ترمب أيضاً:

بالتوازي مع الهجوم السياسي من الدول الأوروبية، في الساحة الأمريكية تسمع أصوات تتحدى السياسة الإسرائيلية، توماس بارك، مبعوث الرئيس الأمريكي لسوريا، نشر مقالاً في النيويورك تايمز صور إسرائيل كدولة فقدت حرية العمل على الحدود الشمالية، في أعقاب العناق السياسي الذي منحه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للرئيس السوري أحمد الشرع-الجولاني.

ووفق ما نشره بارك على منصة إكس، والذي يظهر وكأنها عملية إيصال رسالة، إسرائيل نفذت أكثر من 700 هجوم على سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد، لكنها الآن غير قادرة على الاستمرار في نفس السياسة بسبب التغيّر في الموقف الأمريكي تجاه سوريا.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة