كتب محمد أبو علان- خاص لبالغراف:
إعلان الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول القادم أثار حفيظة المستوى السياسي الإسرائيلي، وعبروا عن رفضهم للإعلان الفرنسي عبر تصريحات شديدة اللهجة، وعلى الرغم من أن تصويت الكنيست الإسرائيلي على دعم ضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليه سبق إعلان مكرون بأكثر من 24 ساعة، هناك من اعتبر الإعلان الفرنسي سبباً للمضي قُدماً في قرار ضم الضفة الغربية.
هذا ما جاء على لسان وزير المالية الإسرائيلي والوزير في وزارة الحرب بتسلئيل سموتريش والذي غرد على منصة X:” أنا أشكر الرئيس الفرنسي ماكرون الذي قدم لنا أخيراً سبباً لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ولإلقاء نهائياً لمزبلة التاريخ فكرة اقامة الدولة الإرهابية العربية في قلب أرض إسرائيل، الضم سيكون رد صهيوني وقومي لمحاولات الحلول من طرف واحد لمكرون وشركاءه”.
معاريف أون لاين كتبت تحت عنوان:” الخطوة التي كانت إسرائيل تخشاها أكثر من غيرها، ماكرون أعلن عن تاريخ محدد للاعتراف بالدولة الفلسطينية”، وإن ماكرون كان ينوي الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مؤتمر نيويورك في حزيران الماضي، إلا أنه تم تأجيله بسبب الحرب الإسرائيلية على إيران.
وتابعت معاريف أون لاين: بعد أشهر من التأجيل عادت فرنسا لاتخاذ خطوات ضد إسرائيل، خبير تحدثت معه معاريف أون لاين قال، “اعتبارات فرنسية داخلية تدفع ماكرون للاعتراف بالدولة الفلسطينية، الضغط العربي والإسلامي داخل فرنسا يأتي ثماره، ورغبة الرئيس الفرنسي إرضاء المواطنين العرب في فرنسا جعل ماكرون على رأس منتدى الفلسطينيين الذين أصبح رائجاً مؤخراً”.
وتابع الخبير الإسرائيلي: “لا شك قائد مبادرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ماكرون يستغل ضعف إسرائيل على المستوى الدولي في المرحلة الحالية، 147 دولة دعت للاعتراف بفلسطين دولة مستقلة، وهنا يريد ماكرون أن يركب موجة النجاح لتمجيد اسمه”.
أما على صعيد المستوى السياسي الإسرائيلي، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رد على إعلان الرئيس الفرنسي:” أدين بشدة قرار الرئيس الفرنسي الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى جانب تل أبيب بعد السابع من أكتوبر، لكي نكون واضحين، الفلسطينيون لا يطلبون دولة إلى جانب إسرائيل، هم يريدون دولة مكان دولة إسرائيل”.
وتابع نتنياهو:” خطوة كهذه تكافئ الإرهاب، ومخاطرة بإنشاء رسول إيراني آخر، بالضبط كما تحولت غزة، دولة فلسطينية بهذه الظروف تكون نقطة البداية لتدمير دولة إسرائيل، وليس لحياة سلام بجانبها”.
وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس اعتبر قرار الرئيس الفرنسي الاعتراف بالدولة الفلسطينية:” عار واستسلام للإرهاب، وعبارة عن جائزة ودعم للقتلة والمغتصبين من حركة حماس الذين نفذوا المذبحة الأبشع باليهود منذ الهولوكوست”.
وتابع كاتس في منشور له على منصة X:” بدلاً من الوقوف إلى جانب إسرائيل في لحظة الاختبار هذه، الرئيس الفرنسي يعمل من أجل إضعافها، لن نسمح بقيام كيان فلسطيني يمس أمننا، ويهدد وجودنا، ويمس بحقنا التاريخي على أرض إسرائيل، كلنا متحدون لمنع خطر كهذا”، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي رد على الإعلان الفرنسي هو الآخر بمنشور على منصة X:” نعترف بفرنسا كدولة فلسطينية”.
نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير القضاء الإسرائيلي يريف لفين قال رداً على إعلان ماكرون:” إعلان الرئيس الفرنسي نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية الوهمية تشكل نقطة سوداء في تاريخ فرنسا، ومساعدة مباشرة للإرهاب، أرض إسرائيل مُلك للشعب اليهودي، وحتى إعلان الرئيس الفرنسي لا يمكنه تغيير ذلك”.
أفيغدور ليبرمان عضو الكنيست ورئيس حزب إسرائيل بيتنا قال:” الاعتراف بالدولة الفلسطينية هي جائزة للإرهاب وتشجيع لحركة حماس، التنظيم الذي نفذ أبشع مذبحة باليهود منذ الهولوكوست، هذا ليس عدلاً، هذا خضوع للإرهاب”، إلى جانب هذه التصريحات، كانت سلسلة طويلة من التصريحات الإسرائيلية الغاضبة من إعلان الرئيس الفرنسي ومن كل الأحزاب الإسرائيلية في السلطة وفي المعارضة، وضم الضفة الغربية كرد على إعلان الرئيس الفرنسي كان موقف لأكثر من سياسي إسرائيلي.
ولم يتوقف الرفض لإعلان الرئيس الفرنسي على المستويات السياسية الإسرائيلية بل وصل للإدارة الأمريكية نفسها، وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبين عبر عن غضبه من إعلان الرئيس الفرنسي عن نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقال في هذا السياق:” الاعتراف بالدولة الفلسطينية صفعة لضحايا السابع من أكتوبر، ويشكل القرار دعم لدعاية حماس ويعيق تحقيق السلام “، وإن الإدارة الأمريكية تحت إدارة ترمب ستبقى إلى جانب إسرائيل