loading

قرية الطيبة شرق رام الله تحت نيران المستوطنين

محمد عبد الله

تعيش قرية الطيبة، الواقعة إلى الشرق من مدينة رام الله، حالة من الاستنزاف اليومي بفعل اعتداءات المستوطنين، التي تصاعدت وتيرتها منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر قبل نحو عامين. 

حرقٌ للمنازل والسيارات، واستيلاء على الأراضي الزراعية، ومحاولات مستمرة لبث الذعر بين السكان، باتت مشاهد مألوفة في البلدة المعروفة بطابعها المسيحي، وسط غياب تام لأي تدخل يردع المعتدين.

وقبل أيام، داهم عدد من المستوطنين قرية الطيبة، واعتدوا على المنازل الواقعة على أطرافها من الناحية الشمالية الشرقية، وذلك ضمن سلسلة من الاعتداءات التي زادت وتيرتها.

يقول رئيس مجلس قروي الطيبة، سليمان خورية، لـ”بالغراف”، إن عددًا من المستوطنين اعتدوا على إسكان الروم الأرثوذكس، وأحرقوا سيارتين، وخطّوا شعارات عنصرية، كما حاولوا اعتلاء جدار فيلا سكنية وحرقها، لولا تدارك الأهالي وتصديهم لهم.

ويؤكد خورية أن الاعتداءات لم تتوقف، وبشكل يومي يرعى المستوطنون أبقارهم في أراضي المواطنين، ويصلون حتى إلى ما بين المنازل، في محاولة لاستفزاز الأهالي وخلق مبرر لتنفيذ اعتداءات أكبر.

وأوضح أن قرية الطيبة كانت تتعرض منذ سنوات لاعتداءات المستوطنين، لكنها زادت وأصبحت بوتيرة مختلفة بعد بدء الحرب على غزة، حيث استولى المستوطنون على نحو 20 ألف دونم من أراضي القرية البالغة 24 ألف دونم، ومنعوا الأهالي من الوصول إليها، علمًا أن نحو 70% من زيتون المواطنين يقع فيها، مما حال دون قطف محصولهم منذ عامين.

وبيّن خورية أن المستوطنين أقاموا بؤرة استيطانية رعوية على أراضي القرية قريبة من حاجز “كرملو” شرق القرية، ومنها ينطلقون بشكل يومي بأبقارهم، ويسيرون لمسافة تزيد عن كيلومتر للوصول إلى منازل المواطنين والرعي بينها، وسرقة الممتلكات.

وأضاف أنه في بداية شهر تموز المنصرم، أقدم المستوطنون على رعي الأبقار بجانب كنيسة “الخضر” التاريخية، وأحرقوا الأراضي في محيطها، مما أدى إلى وصول النيران إليها، في محاولة متعمدة منهم لحرقها، وهو ما تكرر عدة مرات.

وأردف خورية بأن هذه الاعتداءات مقصودة، حيث يحمل المستوطنون معهم بوقًا من الهواء يساعد على تمدد النيران سريعًا.

ويرى أن هذه الاعتداءات، التي تنطلق من البؤر الاستيطانية الرعوية المحيطة بقرية الطيبة والقرى والبلدات المجاورة، لا تستهدفهم بشكل متعمد لكونهم مسيحيين، وإنما هم جزء من المجتمع الفلسطيني ولا يتجزأ عنه، وكافة القرى والبلدات الفلسطينية شرق رام الله، مثل “سنجل، وترمسعيا، ودير دبوان، وكفر مالك، والطيبة، والمغير، وغيرها”، التي طالتها اعتداءات المستوطنين.

ولفت خورية إلى أن أكثر من 20 بعثة دبلوماسية من أوروبا، والسفير الأميركي، زاروا قرية الطيبة عقب هذه الاعتداءات ونددوا بها، وعبّروا عن استنكارهم، لكن كل هذه التصريحات الصحفية لم تُترجم إلى أفعال، ولم يتم ردع المستوطنين، بل على العكس، واصلوا تنفيذ اعتداءاتهم.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة


جميع حقوق النشر محفوظة - بالغراف © 2025

الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعةحكي مدني