محمد أبو علان-خاص بالغراف
فجأة انقلب الحوار في الإعلام الإسرائيلي من حالة الإحباط التي يعيشها المستوى العسكري الإسرائيلي بفعل سياسة المستوى السياسي الإسرائيلي، والسبب عدم وضوح الرؤيا لدى المستوى السياسي حول مسار الحرب على قطاع غزة حسب مستويات رفيعة في الجيش الإسرائيلي.
في هذا السياق كتب المحرر العسكري لمعاريف آفي اشكنازي: رئيس الأركان أيال زامير طلب، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رفض، الكبنيت لم يجتمع لمناقشة استمرار الحرب على غزة، والإحباط في الجيش الإسرائيلي يتزايد.
بعد 669 يوم من الحرب على قطاع غزة يمكن القول إن إسرائيل موجودة على مفترق طرق حول استمرار الحرب، منذ أيام رئيس الأركان أيال زامير طلب عقد اجتماع للمجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر لمناقشة خطط الحرب في غزة، بنيامين يمنع عقد الاجتماع ويمنع عرض الخطط والمصادقة عليها.
المستوى العسكري ينتقد بشدة المستوى السياسي، مصدر أمني قال:” نحن لا نعلم ماذا يريدون، نقلنا تقدير الموقف للمستوى السياسي بأننا انهينها أهداف عملية عربات جدعون، وقلنا للمستوى السياسي هذا وقتكم لبذل الجهود”.
بعد أن تداول الإعلام الإسرائيلي موسعاً حالة الإحباط الذي عبر عنها قادة الجيش، خرج مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في هجمة مرتدة على رئيس الإركان في إحاطات إعلامية منافية للتوجه العسكري لرئيس الأركان الإسرائيلية الذي كان يتحدث عن حصار وتطويق لغزة ومخيمات الوسطى حال فشلت جولة المفاوضات التي كانت في قطر.
ومختصر الإحاطات الإعلامية لمكتب نتنياهو كانت: نتنياهو قرر احتلال كامل قطاع غزة، ولديه الضوء الأخضر لذلك من ترمب، وإعادة الأسرى من خلال العمليات العسكرية، وإنه سيعقد الكبنيت لهذا الغرض، ومن لا تناسبه خطة احتلال قطاع غزة يمكنه الاستقالة (في اشارة لرئيس الأركان).
وفي المقابل، نقل المراسل العسكري للقناة 13 أور هلر: إحاطات إعلامية من مكتب نتنياهو للصحفيين ووسائل الإعلام المقربة منه، القرار اتخذ، لم يعد بالإمكان استعادة أسرى أحياء، ولا صفقة في الأفق، لهذا القرار احتلال كل قطاع غزة.
في المقابل في الجلسات المغلقة، رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير يقول إنه لن يسمح بخطوات تمس بأهداف الحرب، ومنها استعادة الأسرى، لهذا كانت الإحاطات من مكتب رئيس الحكومة، إيال زامير عليه الالتزام بقرارات الحكومة، أو إنه يقال أو عليه الاستقالة.
وختم أور هلر مراسل القناة 13: نحن ذاهبون لأيام مصيرية فيها كيف ستتحول هذه الإحاطات لقرارات على أرض الواقع.
في ذات السياق كانت تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، والتي نقلتها القناة 13: “المستوى السياسي يقرر وعلى رئيس الأركان التنفيذ”، جولة المفاوضات مع حماس فشلت، ووجهت رئيس الحكومة احتلال قطاع غزة.
خلال تواجده في قطاع غزة، بعث وزير الحرب برسالة لرئيس الأركان فحواها:” دوري كوزير للحرب التأكد من أن الجيش ينفذ سياسة الحكومة، وهكذا سأعمل، المستوى السياسي يأخذ القرارات، والمستوى العسكري ينفذ”.
ترجمة هذا الجدل بين المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي ميدانياً: موضوع الذهاب لصفقة شاملة عبارة عن كذبة مشتركة لنتنياهو وترمب وستيف وتكوف، وهذه الكذبة هي التعبير البديل عن عدم وقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
ونتنياهو لا يريد لهذه الحرب أن تنتهي، ويجب أن تستمر بشكل أو بأخر، وعودة الأسرى شعار أجوف للاستهلاك الداخلي الإسرائيلي فقط، وترمب هو الآخر غير معني بوقف الحرب على غزة، وخطة تهجير سكان غزة على رأس الاولويات الإسرائيلية الأمريكية.