خاص-بالغراف
قبل الخوض في تفاصيل خطط حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية لإعادة المستوطنين الإسرائيليين لما كان يعرف بمستوطنة صانور في منطقة جنين حتى العام 2005، عام فك الارتباط، وحاولنا التعريف بالمكان، أصل المكان وأصل التسمية قبل أن يلتهمه غول الاستيطان الإسرائيلي ويطلق عليه مستوطنة صانور.
الإجابة والتفاصيل وحدت لدى الباحث الفلسطيني أ. مفيد جلغوم الذي عرفنا بأصل الموقع والتسمية، الذي كان يسمى ترسيلا قبل أن يطلق عليه الاحتلال مستوطنة صانور:” موقع ترسيلا موقع أثري عسكري يعود الى عهد المماليك، أنشأ المماليك هذا الموقع في القرن الثالث عشر عندما كانوا بالمنطقة الموقع من ناحية جغرافية هو عبارة عن تلة قليلة الارتفاع عن الشارع الرئيسي الرابط بين جنين ونابلس.
وتحيط به عدة قرى فلسطينية منها جبع سيلة الظهر عجة الفند قومية، مساحة التلة ترسيلا -تعني سابقًا ترس الله- ٥٠ دونماً وتتبع لأراضي الفندقومية، شهرة الموقع تعود لعهد الانجليز لانهم أعادوا بناء معسكر انجليزي لهم في نفس الموقع المملوكي واقاموا فيه موقع عسكري وسجن للفلسطينيين، وبنوه على الطراز المعماري الانجليزي بحيث يكون مربع الشكل والساحة بالوسط والغرف من جميع الجهات وله باب رئيسي من جهة الشرق، الأردن استخدمه لنفس الهدف (الهدف العسكري) وأضافوا عليه بناء المسجد من جهة الشرق وما زالت المأذنة قائمة حتى الآن لكن فيها بعض الدمار”.
وختم الباحث أ. مفيد جلغوم عن موقع ترسيلا:” جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدمه معسكرًا للجيش، سمي معسكر سانور، وفي عام ١٩٧٨ أقام بجانبه مستوطنة، وبقيت قائمة حتى الإخلاء التام عام ٢٠٠٥، سنة فك الارتباط”.
وفي موضوع المخططات الإسرائيلية للعودة لموقع ترسيلا: كتبت القناة 14 العبرية: الخميس 7-8-2025 مجموعة من عائلات المستوطنين الذين تم تهجيرهم (حسب وصف القناة العبرية)من مستوطنة صانور قبل 20 عاماً يعودون لموقع المستوطنة، وبدأت العائلات بعملية إعادة تأهيل الموقع من أجل إعادته ليد اليهود بعد أن أهمل وتم تخريبه من العرب.
العودة الاستيطانية لموقع مستوطنة صانور أصبح ممكناً بعد إلغاء قانون فك الارتباط من العام 2005 بقانون سُن في أيار من العام 2003، وقبل ثلاثة شهور أخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً بالعودة لمستوطنة صانور، وكان ذلك في إطار المصادقة على (22) نقطة استيطانية.
وتابعت القناة 14 العبرية: ننشر هنا للمرّة الأولى ووفق طلب قائد المنطقة الوسطى آفي بلوط، المعسكر التابع للجيش الإسرائيلي القريب سينقل إلى جبل صانور، وذلك من أجل توفير الأمن للمكان، الجبل الذي يعتبر معقد من الناحية الأمنية، عبارة عن جيب يهودي في قلب بناء عربي مكتظ.
في مقدمة من دخلوا إلى موقع مستوطنة صانور كان وزير المالية بتسلئيل سموتريش والذي قاد من خلال الكينيت قرار إعادة بناء المستوطنة من جديد، ومعه رئيس مجلس المستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي دجان والذي اُبعد هو نفسه من مستوطنة صانور قبل 20 عاماً حسب القناة 14 العبرية.
“نواة العائلات المهجرة” خرجوا صباح الخميس 7-8-2025 من حي في مستوطنة شافي شمرون، ومنه إلى موقع مستوطنة صانور، وفي الموقع أقامت “نواة العائلات المبعدة” الاجتماع الأول لهم في مبنى القلعة القديم في المكان، وبعدها بدأت عملية تنظيف النفايات التي ألقاها العرب في المكان حسب وصفهم.
بمبادرة من مجلس مستوطنات الضفة الغربية، في ساعات الصباح أقامت “العائلات المهجرة” فعالية على أنقاض المستوطنة، وفي نهاية الفعالية أقيم لقاء القى فيه وزير المالية سموتريش ورئيس مجلس مستوطنات الشمال كلمات.
سموتريش قال:” المعركة ضد الترحيل كانت حاسمة للغاية، وكنا على أمل منع هذه الفظاعة، ولكن في حينه كنا على علم حتى لو كان هذا التهجير، سنعود لكل مكان هُجرنا منه، هذا ينطبق على قطاع غزة، وكذلك على شمال الضفة الغربية، بعون الله سنستمر في الاستيطان في وطننا، وسنعمل لفرض السيادة على كل أراضينا”.
رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي دجان قال:” من 20 عاماً، منذ التهجير ونحن نحارب، وأقسمنا أننا لن نصمت ولن نهدأ ما دمنا نتنفس، نعمل من أجل العودة وإعادة البناء، ومن أجل أن يعود علم إسرائيل يرفرف، عدنا إلى هنا اليوم، بدأنا تنظيف المستوطنة وجعلها صالحة للاستخدام، نحن هنا من أجل أن نعود، سنستمر في كل الجهود من أجل العودة، عدنا لحومش وسنعود لكاديم وجانيم، ولجوش قطيف أيضاً سنعود”.
عودة المستوطنين والبدء بإعادة تأهيل الموقع في صانور لكي يكون صالح للاستخدام حسب وصف المستوطنين، تأتي بعد اجتماع عقدته مجموعة عائلات مستوطنين تطلق على نفسها “نواة العائلات المهجرة” في مكتب رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي دجان، والذي قال في ذلك الاجتماع:
“العودة لصانور هي استمرار للعودة لحومش، وبعون الله لمستوطنات أخرى في شمال الضفة الغربية، وأماكن لمستوطنات أخرى، هذه الخطوة ليست تصحيح فقط للعائلات التي رحلت، أو لنواة هذه العائلات، وليست فقط تصحيح على مستوى شمال الضفة الغربية، بل تصحيح على المستوى الوطني، تصحيح على مستوى العالم المستنير والثقافي، كلنا نعلم اليوم أن هناك صراع بين قوى النور وقوى الظلام، بكل ما تحمله من معاني”.