loading

“صوت هند رجب” يلهب مشاعر جمهور البندقية

محمد عبد الله

بدموع وتصفيق حار استمر أكثر من 22 دقيقة من قبل الجمهور، شهد مهرجان البندقية السينمائي عرضًا مؤثرًا لفيلم «صوت هند رجب» (The Voice of Hind Rajab)، الذي يجسد مأساة الطفلة الفلسطينية هند رجب (5 أعوام) التي قتلها جيش الاحتلال الإسرائيلي مع عائلتها في مدينة غزة في 29 يناير/ كانون الثاني 2024.

الفيلم من إخراج المخرجة التونسية كوثر بن هنية، المرشحة لجائزة الأوسكار، ويركّز على التوسلات الأخيرة المؤلمة لهند التي حاصرها جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل سيارة مع عائلتها، وقتلها بأكثر من 300 رصاصة رغم استغاثاتها عبر الهاتف مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. كما يروي معاناة موظفي الخدمة الهاتفية الذين حاولوا لساعات طويلة طمأنتها.

وقد لاقى الفيلم استحساناً واسعاً، إذ أكدت الممثلة سجى الكيلاني، في بيان نيابة عن طاقم العمل، أنّ “قصة هند تحمل ثقل شعب بأكمله”. 

أما المخرجة بن هنية فقالت: “صوت هند، هذه الطفلة ذات الخمس سنوات، هو في النهاية صوت غزة تطلب المساعدة. الغضب والشعور بالعجز هما ما ولّدا هذا الفيلم”، مشددة على أهمية السينما في مواجهة التجريد من الإنسانية الذي يتعرض له الفلسطينيون.

وخلال العرض، وقف المنتجان التنفيذيان خواكين فينيكس وروني مارا لتهنئة طاقم العمل، ورفع الفريق صورة هند وسط هتافات “فلسطين حرة”. وقد انضم إلى قائمة المنتجين التنفيذيين أيضًا نجوم عالميون مثل براد بيت وألفونسو كوارون وجوناثان غليزر، ما منح الفيلم زخمًا أكبر في موسم الجوائز.

الفيلم يتضمن التسجيل الصوتي الحقيقي لهند قبل استشهادها بلحظات، إذ ترددت عبارتها المؤلمة: “أنا خائفة جداً، أرجوكم تعالوا”، لتصبح رمزًا للأزمة. وبعد انتظار لثلاث ساعات، سمحت إسرائيل للهلال الأحمر بإرسال سيارة إسعاف، لكن الاتصال انقطع بالمسعفين وهند. وبعد أيام، عُثر على جثتها وجثث أقاربها، إلى جانب أشلاء المسعفين اللذين قُتلا باستهداف سيارتهما.

ردود النقاد كانت قوية ومتنوعة:

• وصف دامون وايز من Deadline الفيلم بأنه “وثائقي قوي أشبه بصاعق البرق”.

• منح موقع Next Best Picture الفيلم تقييم 8/10، واعتبره “صورة آسرة ومؤثرة لمحاولة إنقاذ”.

• صحيفة ذا ناشيونال وصفته بأنه “مدمّر” لا يمكن تجاهله.

• مجلة Vulture اعتبرته “أقوى فيلم في فينيسيا”.

• أما Little White Lies فكتبت: “القصة مرعبة لدرجة يصعب مواجهتها، لكن الفيلم يطالبنا بأن نكون شهودًا”.

• موقع Indiewire منح الفيلم تقييم A-، واعتبره “مرثية رقيقة ومدمرة”.

• مجلة Variety أثنت على قوة التسجيل الصوتي لكنها تحفظت على طريقة التنفيذ.

• فيما أشارت The Hollywood Reporter إلى أن الفيلم سيحظى باهتمام كبير، خاصة مع ترشيحه الرسمي من تونس لجوائز الأوسكار.

وقد أجمع غالبية النقاد على أنّ الفيلم يستحق جائزة الأسد الذهبي، الجائزة الكبرى لمهرجان البندقية، فيما ينتظر الجميع قرار لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج ألكسندر باين.

وإلى جانب النجاح الفني، أثار الفيلم نقاشًا سياسيًا وأخلاقيًا واسعًا. فقد أعلنت أكبر جمعية أكاديمية في العالم لعلماء أبحاث الإبادة الجماعية أنّ ما يجري في غزة يفي بالمعايير القانونية للإبادة، وهو ما تواصل إسرائيل إنكاره.

أما الممثلون الذين جسّدوا أدوار موظفي الهلال الأحمر، فأكدوا أنهم لم يسمعوا تسجيلات هند إلا أثناء التصوير، ما جعل التجربة قاسية للغاية. وقال الممثل الفلسطيني معتز ملحيس: “مرتان لم أتمكّن فيهما من مواصلة التصوير. أصبت بنوبة هلع”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة


جميع حقوق النشر محفوظة - بالغراف © 2025

الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعةحكي مدني