هيئة التحرير
بات موسم قطف الزيتون الذي ينتظره الفلاح الفلسطيني من عام لآخر، مصدر قلق للكثير من المزارعين الفلسطينيين بعدما كان مصدر أمان ورزق ولمة عائلة، حيث حولته اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال لموسم مضرج بالدماء.
158 اعتداء منذ بداية الموسم
رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، في مؤتمر صحفي بين أن جيش الاحتلال والمستعمرين نفذوا 158 اعتداء ضد قاطفي الزيتون منذ بداية الموسم الحالي. حيث نفذ جيش الاحتلال 17 حالة اعتداء، و141 حالة اعتداء من قبل المستعمرين.
بينما تراوحت الاعتداءات ما بين الاعتداء الجسدي العنيف، وحملات الاعتقالات وتقييد الحركة ومنع الوصول والتخويف والترهيب بكافة أشكاله وإطلاق النار المباشر كما حدث في محافظة طوباس.
وأشار شعبان، إلى أنه وخلال الموسم الحالي تم تسجيل 57 حالة تقييد حركة وترويع لقاطفي الزيتون، إضافة إلى 22 حالة للضرب والاعتداء بحق المزارعين.
شعبان شدد على أن هذا الموسم يعد الأصعب والأخطر في العقود الأخيرة، نظرًا لاستغلال الجيش والمستعمرين لأنظمة الحرب في تنفيذ الجرائم مدعومين بالكثير من السياسات والتشريعات التي تعزز حالات الاعتداء والإرهاب والتضييق. كما أن هذا الموسم شهد إمعاناً في فرض المناطق العسكرية المغلقة على الأراضي الزراعية.
ولفت إلى أن 74 عملية اعتداء تعرضت لها الأراضي المزروعة بالزيتون في الموسم الحالي، منها 29 عملية قطع وتكسير وتجريف أراضي مزروعة بالزيتون أدت إلى تخريب ما مجموعه 795 أشجار زيتون.
وأكد أن دولة الاحتلال تستهدف موسم الزيتون بشكل ممنهج وبقصدية كبيرة نظرًا لوجدانية وأصلانية العلاقة بين المواطن الفلسطيني والأرض، مشيرًا إلى أن كل ما تفعله دولة الاحتلال الآن يصب في إطار خلخلة العلاقة المتينة مع الأرض، في مخططات معلنة وواضحة من أجل السيطرة على الجغرافية الفلسطينية ومنع وصول المواطنين إليها.
عفاف أبو عليا.. ضرب حتى فقدان الوعي
لم تكن تعلم الحاجة عفاف أبو عليا خلال ذهابها لقطف ثمار الزيتون أنها ستبيت ليلتها تلك في غرفة العناية المكثفة عقب تعرضها لضرب مبرح على رأسها من قبل أحد المستوطنين.
صباح أول أمس ذهبت عفاف رفقة عائلتها إلى الأراضي الواقعة بين بلدتي ترمسعيا والمغير لقطف ثمار الزيتون التي اعتادوا قطفها خلال السنوات الماضية، إلا أنه وبعد قليل تفاجأوا بهجوم كبير من المستوطنين الذين بدأوا بإطلاق قنابل الغاز والرصاص الحي تجاههم.
يقول زوجها محمود أبو عليا أن زوجته تأثرت نتيجة شمها للغاز المسيل للدموع وترنحت، قبل أن يقوم مستوطن يحمل عصا مغلفة بمسامير حديدية بضربها على رأسها وجسدها ضربًا مبرحًا.
أبو عليا أكد أن زوجته فقدت وعيها عقب ذلك ونُقِلت للمستشفى، ونتيجة لدخول مسمار حديدي في رأسها أدى لحدوث نقطة دم في الدماغ ما استدعى وجودها في العناية المكثفة طيلة الليل.
“صارت أحسن الحمد لله، كان عندها نقطة دم بالدماغ، قطبوها عشرين قطبة في راسها وفوق عينيها، وعندها رضوض، ومشيها خفيف وكلامها” بهذه الكلمات وصف أبو عليا وضع زوجته الصحي. مؤكدًا أنهم يتعرضون لاعتداءات بشكل متكرر ولكنهم لم يتعرضوا لقوة هذا الاعتداء من قبل.
النجاة من موت محقق
” يقوم الفلاح بحرث وتقليم وتعشيب شجر الزيتون وينتظر الزيتونة عامًا كاملًا ويخدمها 6 أشهر حتى يأكل من ثمارها” هكذا وصف الفلاح أيمن أبو عليا موسم الزيتون الذي ينتظره الفلاح من موسم لآخر فهو مصدر رزق للكثيرين.
يقول أبو عليا في حديث ل”بالغراف” صباح السبت وعقب وصولنا للأرض التي اعتدنا زراعتها منذ سنوات هاجمنا مستوطنون وقاموا بتكسير السيارة، واللحاق بي للاعتداء عليّ”.
وأضاف أنه حاول حماية النساء اللواتي أتين معه وجعلِهِم يخرجون من المنطقة. موضحًا أنه عاد لسيارته التي وجدها وقد حطموا زجاجها وأعطبوا عجلاتها. وحينها قَدِم الجيش وظن أنهم قد طردوا المستوطنين إلا أنه بعد قليل ذهب جنود الاحتلال وعاد المستوطنين وبدأوا بمهاجمته وضربه بداخل السيارة ومحاولة سحبه، إلى أن استطاع الفرار من باب آخر والنجاة بنفسه من موت محقق.
وحول ما حدث مع قريبته الحاجة عفاف يؤكد أنها تعاني من السكري والضغط ولم تستطع الفرار حينها قام مستوطن بضربها بالعصا المغلفة بالمسامير الحديدية ما أدى لإصابتها بنقطة على الدماغ وقضت ليلتها في العناية المركزة، إلى أن استقرت حالتها اليوم. فيما أصيب هو ببعض الرضوض على جسده وكسر في إصبعه
أبو عليا يؤكد أنهم قاموا أيضًا بحرق كافة ممتلكاتهم وحتى ثمار الزيتون التي قطفوها
الاعتداء الأول
لم يكن حال المزارع رائد أبو عواد من ترمسعيا بالأفضل حيث أصيب بعدة إصابات وجروح ما استدعى نقله للمستشفى وتقطيب جروحه نتيجة اعتداء المستوطنين عليه.
يقول أبو عواد في حديث ل”بالغراف” أنها المرة الأولى التي يتعرض لهذا الاعتداء في بلده التي تعاني اعتداءات شبه يومية من المستوطنين وقوات الاحتلال. مؤكدًا أنه قبل يومين ذهب لقطف ثمار الزيتون في أرضه وأرض أجداده من قبله والتي اعتاد الذهاب إليها طيلة سنوات عمره، ولكنه هذه المرة تعرض ومن كان معه لاعتداءات من قبل المستوطنين الذين هاجموا المزارعين
أبو عواد أوضح أن اثنين من المستوطنين قاموا بالاعتداء عليه بالعصي ما تسبب بجروح له ورضوض عند عينه.
محاولة للسيطرة على الأراضي
الناشط في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عوض أبو سمرا أفاد في حديث ل”بالغراف” أن بلدة ترمسعيا تتعرض لهجوم شبه دائم ومحاولة للسيطرة على أراضيها، حيث هناك أكثر من 10 آلاف دونم من الأراضي المزروعة بالزيتون والحبوب يحاولون السيطرة عليها منذ سنوات وازدادت محاولتهم للسيطرة عليها منذ السابع من أكتوبر بشكل أكبر.
وأضاف أن منطقة الدلجة الواقعة بين بلدتي ترمسعيا والمغير تعرضت لاعتداء من قبل المستوطنين أول أمس وقبل يومين أيضًا، حيث تعرضت الحاجة أم نبيل وغيرها من المزارعين لاعتداء من قبل المستوطنين بحيث تتم الاعتداء عليهم بوحشية بالعصا والرصاص الحي. ما أدى لاصباتها بمنطقة الرأس ونُقِلت على إثرها للمستشفى فيما تعرض أحد المتضامنين الأجانب لكسور باليد والساق.
هذه المناطق التي تتعرض للاعتداءات هي ضمن المناطق المصنفة “ب” ولكن عقب السابع من أكتوبر أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة شرق البلدة ويحاولون السيطرة على أراضي شاسعة من أراضي البلدتين “ترمسعيا، المغير” وبلدة أبو فلاح، وفق قوله.
ولفت إلى أن الاحتلال يمنع الأهالي من الوصول إلى أراضيهم القريبة من المستوطنات المحيطة بالبلدة حيث يحيط البلدة 6 بؤر استيطانية. وهم يتعرضون لاعتداءات شبه يومية من الجيش والمستوطنين حيث يُمنع الأهالي من الوصول لسهل ترمسعيا أو حقول الزيتون شرق البلدة والتي هي بمثابة مصدر رزق للمواطنين
وأكد أن موسم الزيتون هذا يعد من أسوأ المواسم التي مرت عليه.