loading

واقعية فكرة نزع سلاح غزة؟

محمد أبو علان/ خاص بالغراف

على ما يبدو أن المستوى السياسي الإسرائيلي يريد أن يجعل من قضية نزع سلاح حماس ونزع سلاح قطاع غزة، ومنع إعادة التصنيع الحجة التي بموجبها يفرض احتلاله لقطاع غزة لأطول فترو زمنية ممكنة، قبل بدء مفاوضات المرحلة الثانية التي ستكون قضية نزع السلاح من غزة أحد بنودها الجوهرية، بدأ المستوى الأمني الإسرائيلي يتحدث عن الصعوبات التي ستواجه عملية نزع السلاح، لدرجة وصفها بالمهمة المستحيلة، وإنها قد تحتاج سنوات.

في هذا السياق كتب المراسل العسكري في القناة 12 العبرية شاي ليفي: بعد عامين من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التقديرات الإسرائيلية ان 90% من منظومة الصواريخ التابعة لحماس قد دمرت، رغم ذلك بقي لدى الحركة مئات الصواريخ لمسافات مختلفة، وتبقى لديها مخزون آخر من السلاح منها عبوات متفجرة وصواريخ مضادة للدروع، وRPG وآلاف المركبات، كذلك منظومة التصنيع تضررت بشكل كبير لكنها لازالت قائمة بأجزاء صغيرة.

على هذه الخلفية يسأل المراسل العسكري الإسرائيلي، كيف يمكن العمل على تفكيك سلاح حركة حماس؟، وما هي الصعوبات التي قد تضعها الحركة أمام خطوة نزع السلاح؟، التقديرات ان جزء كبير من سلاح حركة حماس سيسلم او يدمر، ولكن ستحاول الحركة الاحتفاظ بسلاحها الخفيف والذي يمكنها العمل كجماعة مسلحة.

وتابعت القناة 12 العبرية: على خلفية وقف إطلاق النار وعودة الأسرى الإسرائيليين الأحياء، وجزء من جثث الأسرى الأموات، ينتقل التركيز للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لوقف الحرب على غزة، السؤال المركزي حول مفاوضات المرحلة الثانية سيكون حول نزع سلاح قطاع غزة.

 في الجيش الإسرائيلي لم يعلنوا عن أرقام دقيقيه وبشكل رسمي عن ما تبقى لحركة حماس من قدرات عسكرية، ولكن التقديرات أن لدى الحركة مئات الصواريخ للمدى القصير، وقذائف هاون وعشرات الصواريخ للمدى المتوسط، وغالبية هذه الأسلحة في المناطق التي لم يعمل فيها الجيش الإسرائيلي، أو في أنفاق لم تكتشف، وكذلك عملية التصنيع قائمة ولكن بجزء صغير جداً حسب قول القناة العبرية.

وعن موضوع محتوى مخزون السلاح في قطاع غزة كتبت القناة 12: غالبية مخزون السلاح المتوفر في قطاع غزة اليوم هو من السلاح الخفيف، بنادق هجومية من نوع كلاشنكوف، أسلحة رشاشة وبنادق قنص، وآلاف المسدسات، قليل من الصواريخ المضادة للدروع، وقذائف الر بي جي، نزع سلاح قطاع غزة ستكون مهمة صعبة، والتي ستستغرق وقت طويل، وستعمل حركة حماس وبقية الفصائل في قطاع غزة من أجل إفشال هذه الخطوة.

في إسرائيل التقديرات أن 90% من مخزون الصواريخ لدى حركة حماس دمر، ومعها تم تدمير غالبية مواقع التصنيع، وتدمير ما بين 70-90% من الأسلحة الثقيلة، وحسب تقديرات الجيش الإسرائيلية غالبية الأضرار أصابت الأسلحة الهجومية، وإن لم يعد قدرات لدى حركة لتنفيذ هجوم كهجوم السابع من أكتوبر 2023، أو حتى أقل منه بكثير، وهذا كان محور تركيز الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، والأمر نفسه ينطبق على الأنفاق، حيث دُمِّرت الغالبية العظمى من الأنفاق الاستراتيجية والهجومية، إلا أن نسبة الأنفاق الدفاعية التي دُمِّرت ضئيلة للغاية.

الأسلحة المتبقية في القطاع وكيفية السيطرة عليها:

التحدي الأكبر حسب تقرير القناة 12 العبرية سيكون في موضوع السلاح الخفيف والأسلحة الرشاشة والر  بي جي، والعبوات الناسفة التي يمكن إخفائها في كل بيت وكل نفق ومنها يوجد آلاف، مهمة العثور عليها والوصول اليها ستكون صعبة، وستستغرق وقت طويل، وقد تستغرق سنوات، وكون الأسلحة مخبأة في مواقع عدة هذا يحتاج لجهد استخباري وجهد هندسي كبير جداً، ومن المؤكد أن حركة حماس لن تقدم أية مساعدة في مجال نزع السلاح، وحتى الآن غير معروف أية آلية ستقام من أجل نزع السلاح، ومن هم الأشخاص ومن أي دول سيكونون.

وعن مصير الأسلحة التي ستجمع كتبت القناة: الأسلحة التي ستجمع يجب أن تفكك وتُحييد، بالإضافة إلى إزالة المكونات الخطرة أو نقلها إلى مواقع آمنة وخاضعة لإشراف مقبول من جانب إسرائيل، وهذه العمليات تحتاج دعم لوجستي ونقل ولخبراء، كما لم يتضح بعد الآلية والتمويل لهذه العمليات التي ستكلف ملايين الدولارات، ويتطلب الأمر آلية تنفيذ إسرائيلية دولية تضمن عدم عودة السلاح لغزة وللمخربين حسب وصف القناة.

الفرق بين موديل لبنان وموديل غزة:

متوقع أن تبدأ عمليات نزع السلاح في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، والوصول للمخابئ ممكنة، الإشكالية في المناطق التي لا يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي، المسؤولية فيها تكون للقوات الدولية التي ستدخل لقطاع غزة في إطار الآلية الدولية، وفي حال وجود معلومات استخبارية عن مخزون أسلحة ولا يتم التعامل معه، ستقوم إسرائيل بالتعامل معه كما هو الحال في الجنوب اللبناني أو في وسائل أخرى.

وهنا أيضاً يوجد ما يثير القلق، رغم الهجمات العديدة في لبنان والقضاء على مئات العناصر، لا يزال حزب الله يمتلك آلاف الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات والأسلحة. وهذا ما يُتوقع حدوثه أيضًا في غزة. هناك من يخشى في إسرائيل أن تُعطي الغارات الجوية وتدمير الجيش الإسرائيلي للأسلحة انطباعًا زائفًا بتدمير القدرات، بينما في الواقع ستبقى أسلحة كثيرة في غزة.

وختمت القناة 12: التقديرات الإسرائيلية، على الرغم من أن الأسلحة ستدمر أو ستسلم، حركة حماس ستحتفظ بكميات كبيرة من السلاح في يدها، ما سيمكن الحركة من العمل على طريقة حرب العصابات، وإن السلاح سيبقى يتدفق عبر التهريب، كما هو الحال الآن، يأتي من إيران ويدخل عبر سيناء.

المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ومعها المستوى السياسي على قناعة بأن حركة حماس ستعمل على إعاقة ومنع عملية نزع السلاح، لهذا رؤية المؤسسة الأمنية عمل آلية دولية فيها عرب لنزع السلاح تكون مجدية أكثر من العمل العسكري.

واعتبر المستوى العسكري الإسرائيلي عملية نزع السلاح عملية ذات صعوبة استراتيجية،  تتطلب خطوات جادة ومعقدة من المستوى السياسي،  إذا لم يحدث ذلك، حتى لو بدأ نزع السلاح ونجح في البداية، فلن يصمد أمام اختبار الزمن، وستبقى كميات كبيرة من الأسلحة في غزة، والتي ستُستخدم في النهاية ضد إسرائيل.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة


جميع حقوق النشر محفوظة - بالغراف © 2025

الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعةحكي مدني