هيئة التحرير
اختُتِمت أعمال ملتقى لمة صحافة بنسخته الثانية والذي حمل عنوان “الإعلام الفلسطيني في زمن الإبادة”، بالشراكة مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.
وشهد الملتقى حضورًا لافتًا بمشاركة أكثر من 300 مشارك من مؤسسات إعلامية وصحفيين وطلبة إعلام من مختلف جامعات الوطن.
مواصلة المسيرة الإعلامية
وأوصى الملتقى بضرورة مواصلة إيصال الصورة والرسالة الإعلامية والتي دفع ثمنها 257 شهيدًا صحفيًا من قطاع غزة، كما وأوصى الحكومة والنقابة بضرورة تنظيم قطاع الترجمة عن الصحافة العبرية، وضرورة إيلاء قضية الصحفيين المستقلين أهمية. فيما أوصى الحكومة بضرورة ضمان وصول الصحفيين الفلسطينيين للمعلومة.
كما وأوصى الملتقى الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بضرورة متابعة حق الوصول المعلومة مع الحكومة ومضاعفة الجهود لضمان الحرية للصحفيين في التعبير عن آرائهم، إضافة إلى توصية الجامعات والكليات بضرورة تعديل المناهج التعليمية بما يتوافق مع التطور التكنولوجي الحاصل في العالم.
الكلمة الأولى لغزة
الشريك المؤسس في لمة صحافة علي عبيدات أكد أن الملتقى يأتي في ظروف صعبة جدًا على الصحفيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأوضح عبيدات أنهم حرصوا في المؤسسة وكصحفيين في الضفة والقدس والداخل على أن تكون الكلمة الأولى في الملتقى لقطاع غزة، وذلك لأنه ليس هناك أقدر من أن يصف ويتحدث عن أوضاع الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الإبادة إلا الزملاء المتواجدين في القطاع وفي قلب حرب الإبادة والتجويع المستمرة منذ أكثر من عامين.
وأضاف أن أهل غزة أدرى بشعابها وصحفيو غزة أدرى بظروفهم وظروفها فهم من فقدوا وضحوا وناضلوا حيث 257 صحفياً ارتقوا لتصل الصورة والسردية الفلسطينية.
الملتقى حقق الأهداف
مدير دائرة التدريب والتوعية والمناصرة في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان إسلام التميمي بين أن الملتقى حقق توقعاته من خلال الأعمال والجلسات والنقاشات التي دارت وتفاعل الجمهور والأسئلة التي طُرِحَت، وبالتالي فهو حقق أهدافه وطموحاته. مضيفًا أن هذا أيضًا يضعنا أمام تحديات مستقبلية تجاه التوصيات، وضرورة متابعة مخرجات أعمال هذا الملتقى سواء تلك الموجهة إلى الحكومة في إطار إقرار القوانين والتشريعات والسياسات التي توفر ضمانات حماية للصحفيين والعمل الصحفي وأيضًا تجاه المؤسسات الصحفية بضرورة دعم وإسناد الصحفيين لاسيما الصحفيين المستقلين “الفري لانسر”.
وأكد أن الملتقى حقق الكثير من الأهداف من خلال وضع الصحفيين في إطار أين وصلت جهود نقابة الصحفيين والمؤسسات الحقوقية لمتابعة الانتهاكات التي تعرضوا لها لا سيما في قطاع غزة على مستوى القضاء الدولي.
وأضاف التميمي أن المؤتمر حقق الكثير من التوقعات ولكن هناك حاجة لاستكمال التوصيات ومتابعتها مع الجهات ذات العلاقة.
وأشار إلى أن الملتقى رفع شعار الصحافة بين الذكاء والبقاء وزاوج ما بين العمل الحقوقي والعمل الصحفي لأن هناك أرضية مشتركة فيما يتعلق بعملية السردية الفلسطينية والرواية الفلسطينية التي من أحد أعمدتها الإعلام الفلسطيني.
وأوضح أنه في هذه الجزئية بالتحديد حقق المؤتمر توقعاته وأهدافه وهناك حاجة لأن تتلقف المؤسسات الإعلامية ونقابة الصحفيين وأيضًا الإعلام الرسمي والإعلام الحكومي هذه التوصيات وأن ترى النور وتكون على الأرض، مبينًا أن المقاربة بين العمل الحكومي والإعلامي أوصل إلى نتيجة بأنه لا بد من وجود إجراءات وقراءات معمقة لأهمية وضع آليات مشتركة من أجل إيصال الصوت الفلسطيني ومن أجل العمل تجاه التوثيق الإعلامي والتوثيق الحقوقي من أجل نقل الرواية الفلسطينية والسردية الفلسطينية بتفاصيلها للعالم.
هناك حالة تعطش للنقاش
مدير مركز الاتصال الحكومي د. محمد أبو الرب بين أن نقاش وضع الصحفيين في قطاع غزة بوجود النقابة ومؤسسات الإعلام والصحفيين والتمثيل الحكومي مهم لأنه يساهم في تكثيف العمل الجماعي ويوضح بعض المواقف التي قد يكون بها لُبس، إضافة إلى تشاركية الجهود التي تُبذل لأن كل جهة تستعرض جهودها وتستمع لملاحظات وانتقادات ونصائح فكان الملتقى مهمًا.
وأكد أن هذا يزيد العبء على المؤسسات حتى تتكاثف وتعمل معًا خاصة في موضوع التوثيق باللغات الأجنبيّة ومخاطبة الجمهور الدولي لاستخدام الوسائط المتعددة، مشيرًا إلى أهمية نقاش موضوع الترجمات من اللغة العبرية وضرورة التحقق مما يُترجم حتى لو كان صحيحًا إلا أنه قد تكون هناك أخبارًا موجهة. موضحًا أن هناك الكثير من التفاصيل التي كانت قيمة سواء للصحفيين أو طلاب الإعلام.
وتابع أبو الرب بأن التوصيات بحاجة لتحديد وتوصيف أكبر لأن التوصيات يجب أن تكون موجهة لمؤسسات محددة، مؤكدًا أن الملتقى كان مهمًا ولكن الوقت ليس كافيا لإغناء كافة المحاور فالموضوعات متشعبة وهو ما يؤكد أننا بحالة تعطش لكثير من النقاشات وبحاجة لجلسات متخصصة أكثر.
وأردف أنه بالمحصلة كان هناك بعض التوصيات الواضحة للجامعات لتوجيه التعليم بنحو تفاعلي أكبر وتوظيف التقنيات الحديثة والسرد بشكل أكبر، مضيفًا أن المؤسسات الإعلامية عليها عبء وخاصة الفلسطينية للإنتاج بلغات ووسائل متعددة فاللغات الأجنبية مهمة جدًا وهي لا تحظى بالإهتمام الكافي من الإعلام المحلي.
النقابة ستتبنى التوصيات
من جانبه أكد نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر أن المؤتمر مهم وعُقد في ظرف مهم وحساس، وهو ركز على الصحفيين في قطاع غزة وأوضاعهم وركز على قضايا يعاني منها الصحفيون في فلسطين. مبينًا أن المؤتمر في كافة نقاشاتها كان ناجحًا ومهمًا.
وأفاد بأن الحضور كان لافتًا ومهمًا كما أن حضور طلبة الجامعات مهم حتى يطلعوا على التجربة ويستمعوا للنقاشات الدائرة، إضافة إلى أن الشخصيات التي تحدثت بالمؤتمر لها أهمية كبيرة وحضور كبير وقدمت شيئًا مفيدًا جدًا للجسم الصحفي فكانت تجربة مهمة وناجحة.
وأكد أن كافة النقاشات مهمة والنقابة ستتبنى التوصيات وسيعملون على تنفيذها بشكل مشترك.
الملتقى حمل عناوين وتفاصيل مهمة
المحاضرة ومسؤولة التدريب في مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت نبال ثوابتة بينت أن المؤتمر مهم لكل صحفية وصحفي فلسطيني حيث خلال حرب الإبادة كانت الظروف على الصحفيين كما المجتمع الفلسطيني صعبة، فبالتالي كان اليوم اجتماعًا للإطمئنان على بعضنا البعض، إضافة إلى أن الجلسات برمتها كانت مهمة وقيمة وركزت على مفاصل أساسية في خارطة الإعلام الفلسطيني من السردية الفلسطينية وأهمية الترجمات والانتقال من الترجمة الحرفية إلى ترجمة المعنى وترجمة الروح ضمن السياق.
وأضافت أن جلسة الصحفيات تضمنت قصص للصحفيات بما يتعلق بأدوات الصمود وأيضًا البوح والألم والمعاناة، كما أن الجلسة الختامية ركزت على قضايا أساسية وهي ما عكست حجم الشفافية الموجود في الجسم الصحفي الفلسطيني سواء من جهة النقابة أو من الجهة الرسمية الحكومية أو من الجهة الحقوقية ومن الجهة المهنية والبعد الأكاديمي على مستوى الجامعة فكان الملتقى فرصة مهمة للجميع.
وأشارت ثوابتة إلى أنه كان هناك عناوين مهمة نفكر بها سوية، حيث أحيانًا نكون في خضم العمل والتغطيات مستمرة وورشات عمل سريعة بإيقاع سريع، إلا أن فائدة الملتقى كان النقاش والتفكير والاستماع الجيد.
وأكدت ثوابتة أن نقاش اليوم والجدية في الجلسات يفترض أن تستمر وتؤدي إلى متابعة حثيثة لتطبيق التوصيات، ففي كل المؤتمرات هناك توصيات عديدة، إلا أن التوصيات التي تم تلخصيها في ختام الجلسة الختامية كانت مهمة خاصة فيما يتعلق بتنظيم آليات العمل ومتابعة موضوع مخرجات المؤتمر، مشيرة إلى أن الحمل ليس سهلًا والمسؤولية صعبة كما أن الفترة ليست الفترة المثالية لمثل هذا النوع من التحسين ولكن مجرد نقاشه اليوم وتسليط الضوء عليه يعني أنه سيتم تذكر هذا الموضوع دومًا وهذه فحوى توصيات اليوم.
وأضافت أنه كان هناك تنوع وتكاملية في المشاركة حيث نحو 300 مشارك/ة شاركوا بالجلسات بأطياف متنوعة “جهات رسمية، جهات قانونية، جهات أكاديمية، وعاملين صحفيين فري لانس، عاملين في وسائل اعلام محلية وعالمية” فالنقاش الذي يحصل اليوم يعكس الكل سواء الاسئلة التي طُرِحَت أو الإجابات التي تسليط الضوء عليها.
ملتقى ناجح لنقل تجارب الصحفيين
مراسل التلفزيون العربي أحمد دراوشة بين أن المؤتمر مهم جدا من ناحية نقل التجربة من جيل لآخر من الصحفيين، حيث الصحفيين المشاركين في المؤتمر لديهم تجربة واسعة جدًا في مختلف الميادين سواء في التغطية الميدانية والانتقال من ساحة لأخرى لتغطية الحرب والمواجهات أو الصحفيين الآخرين الذين لديهم تجربة واسعة في التعامل مع مختلف الأخبار.
وأكد أن ما يُفرح القلب هو الأعداد الكبيرة جدًا من الطلاب الذين أتوا من مختلف كليات الإعلام في فلسطين للمشاركة في هذا المؤتمر.