محمد غفري
أصيب 14 مواطنًا وصحفيًا ومتضامنًا، على الأقل، إثر هجمات نفّذتها ميليشيات المستوطنين في عددٍ من المناطق بالضفة الغربية.
وشهدت بلدة بيتا جنوب نابلس أحد أكثر هذه الاعتداءات عنفًا، حيث أصيب مزارعون وصحفيون فلسطينيون ومتضامنون أجانب بكسورٍ ورضوضٍ مختلفة، بعد أن هاجمهم عشرات المستوطنين أثناء مشاركتهم في فعالية لقطف ثمار الزيتون في جبل قماص.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن محمد حمايل، نائب رئيس بلدية بيتا، أن “مستوطنين هاجموا المشاركين في فعالية لقطف الزيتون بأراضي جبل قماص في البلدة”، ما أدى إلى وقوع إصابات بين صفوف الصحفيين والمزارعين والمتضامنين الأجانب.
وفي بيانٍ لها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها “تعاملت مع مجموعة من المصابين، حيث جرى نقلهم إلى المستشفى”، دون أن تقدّم رقمًا محددًا، مشيرةً إلى أن “من بين المصابين متضامنين أجانب وطواقم إسعاف وصحفيين فلسطينيين”.
ومن بين المصابين الصحفية رنين صوافطة مصورة وكالة رويترز، ومراسل قناة الجزيرة محمد الأطرش ومصوره لؤي السعيد، والمصور نائل بويطل، والمصور ناصر اشتية، إلى جانب متضامنين أجنبيين.
يقول الصحفي محمد الأطرش، مراسل قناة الجزيرة، في حديثٍ لموقع “بالغراف”، موضحًا تفاصيل الهجوم:
“كنا نقوم بالتغطية لفعالية شعبية لقطف ثمار الزيتون في جبل قماص من أراضي بلدة بيتا جنوب نابلس، وهذه المنطقة مصنفة (ب) وفق اتفاقية أوسلو، وقد أقام بها المستوطنون بؤرة استيطانية.”
ويضيف الأطرش: “بشكلٍ مفاجئ، وخلال قيام الأهالي ومتضامنين أجانب بقطف الزيتون، هاجم المنطقة نحو 50 مستوطنًا بشكلٍ مباغت. كنا نتوقع أن نرصد تحركاتهم قبل وصولهم، لكنهم تسللوا إلينا دون أن ندري بهم.”
ويروي تفاصيل لحظة الحصار قائلاً: “حاولت الانسحاب إلى اليمين فوجدت أمامي خمسة مستوطنين، وحين توجهت إلى اليسار كان هناك عدد آخر، فحوصرت من كل الجهات. كانوا مسلحين بأدواتٍ حادةٍ وهراوات، ولم أجد طريقًا سوى النزول عبر الطرق الزراعية ومنحدرٍ كبيرٍ نحو الوادي.”
ويتابع الأطرش في وصف محاولتهم النجاة: “كنا نضطر للقفز عن سلاسل حجرية بارتفاع أربعة أمتار، ما أدى لإصابتنا برضوضٍ وكسور، وتحطمت الكاميرا خلال محاولتنا الانسحاب، بينما استمر المستوطنون في ملاحقتنا بالحجارة بشكلٍ كثيف فوق رؤوسنا.”
وأشار إلى أن الصحفية رنين صوافطة “حوصرت من المستوطنين في زاوية، وتعرضت للضرب المبرح”، لافتًا إلى أنه وزملاءه الصحفيين ناصر اشتية ولؤي السعيد أُصيبوا بإصاباتٍ بين بسيطة ومتوسطة، بينما تعرّضت رنين صوافطة ونائل بويطل لكسورٍ نتيجة الاعتداء عليهم بالعصي.
وتأتي هذه الاعتداءات ضمن موجةٍ متصاعدة من العنف ينفذها المستوطنون تحت حمايةٍ مباشرة من الجيش الإسرائيلي، حيث شهدت عدة مناطق في الضفة الغربية السبت اعتداءاتٍ مشابهة استهدفت مزارعين وصحفيين ومتضامنين.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية الحكومية، ارتكب الجيش الإسرائيلي والمستوطنون 766 اعتداءً ضد المواطنين وممتلكاتهم ومصادر رزقهم في الضفة الغربية خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحده.
وأضافت الهيئة أن الاعتداءات توزعت بين الاعتداء الجسدي العنيف، وحملات الاعتقالات، وتقييد الحركة، والتخويف والترهيب، وإحراق منازل ومركبات، وإطلاق النار.
وأشارت إلى أن هذا التصعيد يأتي في إطار موجةٍ أوسع من العنف تشنّها إسرائيل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.




