loading

ليلة 7 أكتوبر: التحقيق الذي أراد سلاح الجو الإسرائيلي اخفاءه

محمد أبو علان – خاص لبالغراف

واضح أن إعلام اليمين الإسرائيلي ومنه القناة 14 العبرية يبذلون قصارى جهدهم من أجل إلقاء مسؤولية السابع من أكتوبر 2023 على مكونات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في حينه، كل ذلك لمساعدة نتنياهو بشكل خاص والمستوى السياسي في الائتلاف الحكومي الإفلات من المسؤولية عن أحداث السابع، لهذا يسلط هذا الإعلام الضوء بكثرة على التحقيقات الداخلية لمكونات المؤسسة الأمنية التي أجرت تحقيقات داخلية، وقسم من قادتها أعلنوا تحملهم المسؤولية واستقالوا منهم رئيس الأركان هرتسي هليفي ومنهم رئيس الشاباك رونين بار، في المقابل يرفض هذا الإعلام فكرة تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث السابع من أكتوبر، وهذا بالضبط توجه المستوى السياسي الإسرائيلي الحاكم.


في إطار توجه القناة 14، كتبت عن معطيات تقول إنها تمكنت من الكشف عنها أكدت علم سلاح الجو الإسرائيلي بمؤشرات عن تحركات غير اعتيادية في غزة ليلة السابع من أكتوبر ولم يحرك ساكناً على الأرض، خاصة بعد تطمينات من قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، وتستند القناة 14 في ذلك لنتائج تحقيق مُسرب تقول أن الجيش الإسرائيلي أجراه بعد شهور من السابع من أكتوبر لكنه أخفى نتائجه التي تظهر تقاعس سلاح الجو في ليلة السابع من أكتوبر رغم ما توفر له من معطيات ميدانية.


وطرحت القناة مجموعة من الأسئلة وفق حيثيات تحقيق سلاح الجو الإسرائيلي، ما الذي كان يعلمه سلاح الجو الإسرائيلي ليلة السابع من أكتوبر حتى لحظة تنفيذ الهجوم؟، ما الذي لم يفعلوه لمنع هذا الحدث المروع؟، لمن لم يقولوا ؟، وماذا أرادوا أن يخفوا؟، هذه أسئلة بناءً على تحقيق داخلي أجراه سلاح الجو الإسرائيلي وقت قصير بعد السابع من أكتوبر، وتم حفظ نتائجه.


وتابعت القناة 14: بعد أن اعتقدنا أننا عرفنا كل شيء عن السابع من أكتوبر، وإن لا شيء يمكن أن يفاجئنا، اليوم تكشف القناة عن قضايا جديدة ودراماتيكية في مركزها سلاح الجو لإسرائيلي، سلاح الجو الذي ادعى خلال العامين الماضيين بأنه لم يكن على علم بتفاصيل الموضوع، وإنه وضع في الصورة قريباً من وقت تنفيذ الهجوم، لكن الحقيقة إنه علم عن الأمر، وضباط صغار وكبار بُلغوا باستثناء شخص واحد وهو قائد سلاح الجو آنذاك تومر بار.


في بداية أكتوبر/تشرين أول 2024 اجتمع قادة سلاح الجو الإسرائيلي في معسكر بلماخيم وعرضوا وقائع أولية، الصورة التي اتضحت مقلقة جداً، شهر بعد ذلك، هم قرروا مسح كل شيء وبدء التحقيق من جديد.


البداية كانت إضاءة أجهزة إرسال مرئية لعدة طائرات مسيرة هجومية تابعة لحركة حماس في عدة مواقع في قطاع غزة، هذه التفاصيل بقيت في أيدي استخبارات سلاح الجو الإسرائيلي ولم تنقل لأي جهة أخرى.


في الساعة الخامسة صباحاً رئيس قسم جمع المعلومات يوقظ اثنان من ضباط أسراب الطائرات والذين يسكنون بالقرب منه بالقرب من معسكر بلماخيم، يخبرهم أن شيء غير عادي يحصل في قطاع غزة، ويطلب منهم تجهيز الطائرات، ولكن عملياً هذا الطلب لم ينفذ.


بالإضافة لذلك، رئيس قسم العمليات في سلاح الجو الإسرائيلي يطلب إبلاغ قائد سلاح الجو بما يجري في قطاع غزة، وعند السؤال إن تم الأمر حصل على رد إيجابي بأنه أبلغ، ولكن في حقيقة الأمر قائد سلاح الجو تومر بار كان نائماً حتى الساعة الخامسة فجراً، ولم يكلف أحد نفسه الاتصال عليه.


الساعة 2:50 ليلاً: اتصال هاتفي دراماتيكي أول، مدير العمليات يوقظ مسؤول الدفاعات الجوية في سلاح الجو الإسرائيلي، الأنباء الواردة من الجنوب مقلقة يقول له، ضابط العمليات يقدم له إحاطة: “شيء غير اعتيادي يجري داخل قطاع غزة”.


الساعة 3:20: ليلاً: جلسة إحاطة تعقد بين عدد من كبار الضباط، رئيس قسم العمليات الجنرال شلومي بندر قال:” يجب أخذ الأمور على محمل الجد، وبذل جهود أوسع”، وقال بندر لنظرائه في سلاح الجو: على الرغم من أن فرقة غزة وقيادة المنطقة الجنوبية قالوا بأنه لا يوجد شيء على المدى الفوري، سلاح الجو في جوهر الأمور بشكل كامل، المحادثات بين كبار ضباط سلاح الجو مستمرة، باستثناء شخص واحد نائم، ولم يتلقى اتصال هاتفي واحد، هو قائد سلاح الجو تومر بار.


من الساعة 3:30 وحتى الساعة 4:00: رئيس مكتب قائد سلاح الجو الإسرائيلي يبلغه عن تحركات غير عادية لحركة حماس في قطاع غزة عبر رسائل نصية، ولكن قائد سلاح الجو لم يقرأ الرسائل، فيما بعد أرسل مدير مكتب قائد سلاح الجو رسالة أخرى قال فيها: “تم إغلاق الحدث على مستوى القيادة الجنوبية التي تدعي أنه لا يوجد شيء في الإطار الزمني الفوري”، وهذه الرسالة أيضاً لم يتم فتحها.


الساعة 4:00 فجراً: الجنرال بندر أراد الاستيضاح من ضابط رفيع في سلاح الجو إن كان قائد سلاح الجو يعلم بالتفاصيل، الضابط الرفيع رد بالإيجاب، على الرغم من أن تومر بار لازال نائماً، لم يجب على الرسائل، ولا علم له بتطورات الأحداث، وعلى الرغم من الوقائع الاستثنائية لم يكلف أحد نفسه الاتصال به.


ساعتان قبل بدء أحداث السابع من أكتوبر، وبعد الساعة الرابعة فجراً، حدث دراماتيكي بالتزامن مع التحديثات القادمة من خارج القوات الجوية، في الاستخبارات الداخلية لسلاح الجو يرصدون تحركات استثنائية في قطاع غزة، في أكثر من مكان، وأكثر من مرّة، المراقبات يرصدن تحركات كبيرة وواسعة لمسيرات تابعة لحركة حماس، وبشكل غير اعتيادي، يتم جمع المعلومات في الوقت الحقيقي، ولكن لم يتم تمريرها وبقيت في قسم الاستخبارات في سلاح الجو.


ساعة قبل بدء أحداث السابع من أكتوبر، بعد الساعة 5 فجراً: حدثان دراماتيكيان يحصلان في ذات الوقت، قائد سلاح الجو يصحو من نومه، وأجرى مكالمة إحاطة أولى، مدير مكتبه يضعه في صورة التطورات، وإنه تم تحديد نقاش في رئاسة الأركان الساعة الثامنة والنصف صباحاً، قائد سلاح الجو طلب عدم حضور النقاش، وطلب من ضابط الاستخبارات أن يكون بدلاً منه في النقاش، وأن يضعه في الصورة بعد انتهاء النقاش.


الساعة صباحاً6:30: كل شي تحول إلى تاريخ، هجوم السابع من أكتوبر بدأ، سلاح الجو الإسرائيلي في أدنى درجات الاستعداد، وطلب منه الرد على هجوم مفاجئ قاتل وهو غير مستعد لذلك، ما كشفته القناة 14 من التحقيق أصاب كبار ضباط سلاح الجو بالصدمة، وكان التحقيق أشهر معدودات بعد الهجوم، سلاح الجو الذي يحقق ذاتياً في أحداث متعلقة به أقل من السابع من أكتوبر بكثير ، كانت تحقيقاته نزيه وموضوعية، قرر هذه المرة إهمال النتائج التي عُرضت في ذلك المؤتمر في ٢٤ فبراير، والعمل على مؤتمر آخر أكثر دقة، يتضمن نتائج أخرى نعرفها جميعًا اليوم.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة


جميع حقوق النشر محفوظة - بالغراف © 2025

الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعةحكي مدني