loading

جمعية إسرائيلية أستونية تهجر سكان قطاع غزة

محمد أبو علان/ خاص بالغراف

اتضح من تقرير صحيفة هآرتس أن ثلاث عمليات تهجير سكان من قطاع غزة (المكتشفة حتى الآن) تمت من خلال جمعيات وشخوص غير معروفي الهوية لأكثر من دولة منها جنوب إفريقيا واند ونسيا وماليزيا، طالت عمليات التهجير قرابة (360) فلسطيني، منهم (303) هجروا إلى جنوب أفريقيا والباقي لماليزيا واندونيسيا، والتهجير يتم بالتنسيق بين سلطات الاحتلال، وقسم التهجير الطوعي في وزارة الحرب الإسرائيلية، والسلطات في الدول المستعدة لاستقبال مهاجرين من غزة.

ووفق ما جاء في صحيفة هآرتس: جمعية مجهولة الهوية إسرائيلية استونية هجرت مئات الغزيين من القطاع، حيث على كل غزي دفع مبلغ 2000 دولار مقابل مكان آمن في اندونيسيا أو ماليزيا أو جنوب إفريقيا، في موقعها الالكتروني تذكر إنها أسست في ألمانيا، ولها مكتب في شرقي القدس.

لكن تحقيق لصحيفة هآرتس بين أن الجمعية تقف خلفها شركة استشارات مسجلة في استونيا، كما علمت هآرتس أن “إدارة الهجرة الطوعية” في وزارة الحرب الإسرائيلية حولت الجمعية لمنسق الحكومة الإسرائيلية في المناطق لغاية تنسيق تهجير الغزيين.

في الشهور الأخيرة خرج من مطار رامون قرب إيلات عدد من الرحلات الجوية وعليها مجموعات من عشرات الغزيين لعدة مناطق في العالم، وإن عمليات التهجير نظمتها جمعية مكتوب على موقعها الالكتروني” منظمة انسانية مختصة في مساعدة وإنقاذ مجموعات مسلمة من مناطق حرب”، وتبين لهآرتس أن من خلف الجمعية التي تحمل اسم “المجد” يقف شخص اسمه تومر ينار ليند يحمل الجنسية الإسرائيلية والاستونية.

المجموعة الأخيرة من قطاع غزة والبالغ عددهم (153) شخص غادروا لنيروبي من مطار رمون في رحلة جوية في طائرة مستأجرة من شركة “فلاي يو”، وقالت هآرتس أن المسافرين من غزة لم يعلموا إلى أين وجهتهم، ومن نيروبي سافروا بطائرة مستأجرة من شركة الطيران “لفت”.

صباح الخميس حطت الطائرة القادمة من نيروبي في جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، السلطات الجنوب افريقية منعت نزولهم من الطائرة لمدة 12 ساعة، والسبب أن القادمين من غزة وصلوا بدون الوثائق المطلوبة، وبدون تذاكر عودة وبدون جوازات مختومة خروج من إسرائيل، بعد عمليات فحص وافقت جنوب افريقيا دخول الغزيين لأراضيها.

حسب شهادات الغزيين ومنهم عائلات وفيها أطفال خلال فترة الانتظار لم يحصلوا على طعام ولا على مياه، والوضع داخل الطائرة كان صعب جداً، وفي بيان من سفارة فلسطين في جنوب إفريقيا جاء أن:

” عملية خروج المجموعة تمت عن طريق جمعية غير مسجلة، ومضللة، استغلت الوضع الانساني المأساوي في قطاع غزة، وخدعت عائلات وأخذت منهم أموال ورحلتهم بطريقة غير منظمة وغير مسؤولة، وفيما بعد تخلت عنهم بشكل نهائي وعن  المسؤولية عن كل التعقيدات اللاحقة”، وزارة الخارجية الفلسطينية من جهتها حذرت سكان قطاع غزة من الوقوع في فخاخ تجار الدم ووكلاء الترحيل.

وعلمت هآرتس أيضاً أن “إدارة الهجرة الطوعية ” في وزارة الحرب الإسرائيلية هي التي وجهت الجمعية لمنسق الحكومة الإسرائيلية في المناطق لتنسيق عملية تهجير الغزيين، وكان إدارة الهجرة الطوعية في وزارة الحرب أقامها الكبنيت الإسرائيلي في آذار من العام الماضي لتحديد المعايير الأمنية لعمليات الهجرة الطوعية، وذكرت هآرتس إنه كانت محاولات من جمعيات أخرى من خلال التواصل مع منسق الحكومة الإسرائيلية في المناطق لكنها لم تنجح.

وتابعت صحيفة هآرتس: في الموقع الالكتروني لجمعية المجد ذكر إنها أسست في ألمانيا في العام 2010، وأن لها مكتب في الشيخ جراح في مدينة القدس، وبعد فحص صحيفة هآرتس لم تجد جمعية بهذا الاسم لا في ألمانيا ولا في الشيخ جراح، وإن موقعها الالكتروني أقيم في شهر شباط من العام الحالي، روابط صفحات التواصل الاجتماعي للجمعية على الموقع لا تؤدي إلى أي صفحات.

 كما يتفاخر الموقع بمساعدة ضحايا الزلزال الكبير في تركيا عام ٢٠٢٣، ومساعدة لاجئي الحرب الأهلية في سوريا، لكنه لا يقدم أي دليل على ذلك.

كما يظهر على الموقع الالكتروني للجمعية أسماء مديري المشروع، عدنان من القدس ومؤيد من قطاع غزة، مؤيد نشر على حساب الانستغرام الخاص به صوره له وهو يصعد على سلم طائرة رومانية تغادر لإندونيسيا، وكتب” تركت غزة أرض الحرب وأرض الجوع، ولن أعود طالما استمر القتل، العقول تُقتل والشرف يُدفن… السلام على غزة من بعيد”، هآرتس لم تتمكن من الحصول على أية بيانات عن عدنان.

في موقع الجمعية لا يوجد معلومات عن مديرها، ولكن في نص قديم كشف شعار يقول إنها مسجلة في استونيا، واسمها “تالنت جلوبس”، صفحة الجمعية على الموقع الإلكتروني تشرح “شروط الهجرة الطوعية من قطاع غزة”، وتُشير صراحةً إلى أن شركة “تالنت غلوبس” هي الجهة المنظمة للمجموعات. ووفقًا للموقع، تُعنى الشركة ظاهريًا بالاستشارات وتوظيف الموظفين، والموقع يعرض صورًا عامة جُمعت من الإنترنت، ورقم هاتف غير صحيح، وعناوين في إستونيا ولندن وقطر.

وبعد البحث في سجل الشركات في استونيا تبين أن شركة “تالنت جلوبس” أسست قبل عام، تومر ينار ليند سجل الشركة في بريطانيا، في العقد الأخير أقام ليند أربع شركات، ثلاث منها غير عاملة حتى الآن، وحسب المعطيات هو من مواليد العام 1989، صاحب جنسية إسرائيلية وإستونية، وفي صفحته على لينكدين أشار إلى أنه يعمل على مساعدة الغزيين، وقبل وقت قصير أقام شركة في دبي، ولكن رقم الهاتف المسجل في الموقع غير صحيح، وفي اتصالات هآرتس معه على هواتفه في لندن لم ينكر دوره في تهجير الغزيين، لكنه رفض التوضيح من يقف خلف الجمعية، وقال:” لست معنياً الآن بالرد، يمكن أن يكون ذلك لا حقاً.

طريقة العمل:

عنوان موقع جمعية المجد نشر على شبكات التواصل الاجتماعي في الشهور الأخيرة في قطاع غزة، الموقع طلب من الفلسطينيين المعنيين بترك قطاع غزة تعبئة بياناتهم، وكثر تقدموا بطلبات للهجرة من غزة، وعلمت هآرتس كل شخص يحصل على موافقة يطلب منه دفع مبلغ 1500-2700 دولار، بعدها يتم إضافة الشخص لمجموعة واتس أب، وهناك تنشر التعليمات لغايات الخروج، والاتصال بين الأشخاص والجمعية يتم عبر رسائل الواتس أب على الرقم الذي يبدو إسرائيلياً.

المجموعة الأولى (57) شخص من قطاع غزة، خرجت من غزة في 27 أيار، ليلة قبل الخروج حصل الغزيين على عنوان واضح في قطاع غزة، وطلب منهم الوصول اليه، ومن الموقع في حافلة لكرم أبو سالم، بعد الفحص الإسرائيلي غادرت المجموعة لمطار رامون، ومن هناك صعدوا على متن طائرة من شركة “فلاي للي” الرومانية، الرحلة وصلت لبودبست ومنها لإندونيسيا وماليزيا.

المجموعة الثانية من الغزيين كانت (150) شخص سافرت في 27 أكتوبر، والإجراءات كانت مماثلة للدفعة التي سبقت، ثلاث حافلات خرجت من وسط قطاع غزة نحو معبر كرم أبو سالم، وحسب صور وصلت من المعبر ، يظهر الغزيين بقمصان وقبعات بشعار جمعية المجد، وعلى متن طائرة من شركة “فلاي يو” الرومانية من مطار رامون إلى نيروبي، في نيروبي انتقلوا لرحلة على متن طائرة لشركة “لفت”، ومنها سافروا لجوهانسبرغ. 

على عكس الرحلة الأخيرة، الغزيين دخلوا لجنوب إفريقيا بدون إعاقات، وعدد منهم نشروا تغريدات على شبكات التواصل عن حياتهم الجديدة في جنوب إفريقيا، وشرحوا في تغريدات تفاصيل الرحلة من الخروج من غزة وحتى الوصول لجنوب إفريقيا.

في سياق تقريرها عن عمليات التهجير، صحيفة هآرتس تحدثت عن خطة ترمب التي أعلنها عن تهجير سكان قطاع لكي يعيشوا في مناطق آمنة بدون إزعاج وبدون عنف حسب وصفه، وأعلن ذلك خلال زيارة لرئيس الحكومة الإسرائيلية للبيت الأبيض، وإن الحكومة الإسرائيلية قررت تنفيذ خطة ترمب لتهجير سكان غزة، وأسس الكبنيت “إدارة الهجرة الطوعية ” في وزارة الحرب لهذه الغاية.

حسب مصدر أمني إسرائيلي لصحيفة هآرتس:” منذ عدة شهور، ومنذ قرار الكبنيت في آذار، نسب قليلة جداً من الغزيين الذين طلبوا الهجرة من قطاع غزة منعوا بسبب تعليمات جهاز الشاباك، وقبل ذلك كانت عمليات رفض أكبر من ذلك”.

من وزارة الحرب الإسرائيلية جاء لصحيفة هآرتس:” تنسيق خروج الغزيين من قطاع غزة يتم على يد السلطات الإسرائيلية مع الدول التي تقبل اللاجئين، الغالبية منهم أصحاب جنسية مزدوجة أو طلاب حصلوا على تأشيرات، أو أمام منظمة الصحة العالمية المسؤولة عن إخلاء الجرحى والمرضى وتوزيعهم على الدول، وفي حالات نادرة التنسيق تم مع منظمات من طرف ثالث، وفي كل الأحوال تتأكد إسرائيل أن هناك دولة تستقبل كل واحد منهم.

 فيما يتعلق بالمجموعة الأخيرة الني كانت يوم الخميس، قال الجيش الإسرائيلي إن جمعية المجد زودته مسبقا بأسماء الفلسطينيين الذين سيغادرون إلى جنوب أفريقيا، بالإضافة إلى تأشيرات الدخول إلى البلاد وجميع الأوراق اللازمة.

شركات الطيران الرومانية قالت إنها تقوم برحلات جوية بشكل يومي من مطار رامون لدول عدة في أوروبا، وإنها لا تتعامل مع أي جمعية غير ربحية، علاقاتها مع وكلاء سفر إسرائيليين أو خارجيين، أما وزارة الحرب الإسرائيلية فرفضت التعليق.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة


جميع حقوق النشر محفوظة - بالغراف © 2025

الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعةحكي مدني