loading

حواجز الاحتلال تشل الحركة في الضفة الغربية وتكبّد الفلسطينيين خسائر يومية بالملايين

محمد عبد الله

تتحول الطرق الرئيسية في الضفة الغربية يومًا بعد يوم إلى مساحات خانقة للحركة والتنقل، حيث تقطع حواجز الاحتلال العسكرية أوصال المدن والقرى، وتعيد تشكيل حياة الفلسطينيين ومساراتهم الاقتصادية.

وبينما يتزايد عدد هذه الحواجز ليقترب من نحو ألف حاجز (بوابة حديدية، حاجز عسكري دائم، إغلاق بسواتر ترابية..)، تكشف بيانات ميدانية حديثة جمعها معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني “ماس” حجم الأثر العميق لهذه السياسة على الاقتصاد والحياة اليومية.

الباحث أحمد علاونة، معدّ دراسة في معهد “ماس”، يشرح في مقابلة خاصة مع موقع “بالغراف” أن فريق البحث ركّز في دراسته على الحواجز الرئيسية الثابتة بين المدن، مستبعدًا البوابات الحديدية والمعابر المؤقتة. 

وبحسب علاونة، يوجد 28 حاجزًا عسكريًا رئيسيًا في مختلف محافظات الضفة الغربية، وجرى اختيار 14 حاجزًا منها تقع في شمال ووسط الضفة والقدس كعينة للدراسة، دون شمول جنوب الضفة. 

ومن أبرز هذه الحواجز التي شملتها الدراسة، هي حواجز: جبع، بيت إيل، بيت فوريك، دير شرف، صرة، المربعة، حاجز 17، أزمة طريق الجلزون، شوفة، عناب، الحمرا، عطارة، وعين سينيا.

منهجية تعتمد على بيانات GPS لـ100 مركبة عمومية

استندت الدراسة- بحسب علاونة، إلى بيانات دقيقة جُمعت عبر أجهزة GPS كانت ثبتت على 100 سيارة عمومي تعمل بشكل يومي في الطرق التي تشملها الحواجز.

وجرت مقارنة بيانات أربعة أيام لهذه المركبات قبل 7 أكتوبر 2023 بأربعة أيام بعده، وعلى فترات طبيعية تتضمن ساعات ذروة، بهدف قياس التغيرات الفعلية في الحركة والوقت المستغرق.

51٪ انخفاض في حركة النقل الخارجي

وأظهرت النتائج تراجعًا حادًا في عدد الرحلات عبر الطرق الخارجية بمعدل 51%. فعلى سبيل المثال، إذا كانت سيارات الأجرة تخرج نحو ألف رحلة يوميًا خارج المدن قبل الإجراءات المشددة، فانخفض الرقم إلى نحو 500 رحلة فقط، وذلك بفعل الإغلاقات والوضع الاقتصادي المتدهور.

191 ألف ساعة عمل ضائعة يوميًا

وتكشف الدراسة أن أول نقطة تباطؤ للمركبات تبدأ بمتوسط 700 متر قبل الحاجز وحتى تجاوزه، وهو ما يتسبب في هدر 191,146 ساعة عمل يوميًا للمواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية جراء حواجز الاحتلال. 

ومع اعتماد متوسط ساعة العمل للعامل الفلسطيني بـ14 شيكلًا، تصل الخسائر الاقتصادية اليومية إلى:

• 2.8 مليون شيكل يوميًا (764.6 ألف دولار)

• 62.2 مليون شيكل شهريًا (16.8 مليون دولار)

22.2 مليون شيكل سنويًا خسائر وقود

إلى جانب الوقت المهدور، يضطر السائقون إلى قطع مسافات أطول بسبب الطرق الالتفافية، كما في حالة الطريق الواصل بين بيتين ورام الله التي لم تعد سالكة بشكل مباشر. 

وتقدّر الدراسة قيمة الوقود الإضافي المستهلك يوميًا بـ71,052 شيكلًا، ما يصل إلى 22.2 مليون شيكل سنويًا (6 ملايين دولار).

الحواجز كأداة لخدمة المشروع الاستيطاني

ويرى علاونة أن هذه السياسة ليست إجراءات أمنية معزولة، بل تمثل جزءًا من البنية الداعمة للتوسّع الاستيطاني على حساب أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية، إذ تُبقي الطرق مفتوحة أمام حركة المستوطنين، مقابل تقليص المساحات المتاحة للفلسطينيين وتعميق الفصل الجغرافي والاقتصادي.

وتقدم نتائج هذه الدراسة صورة واضحة عن حجم الكلفة التي يدفعها الفلسطينيون يوميًا نتيجة انتشار الحواجز العسكرية، من إهدار الوقت إلى استنزاف الوقود، وصولًا إلى خسائر مالية تتجاوز 84 مليون شيكل شهريًا، أو نحو مليار شيكل سنوياً كخسائر مباشرة. 

وفي ظل استمرار توسع الحواجز، تتواصل معاناة المواطنين الذين يواجهون شبكة معقدة من القيود تعرقل أبسط تفاصيل حياتهم وحركة اقتصادهم.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة


جميع حقوق النشر محفوظة - بالغراف © 2025

الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعةحكي مدني