هيئة التحرير
أثارت خطوة رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت بمنع المستوطنين من تنظيم مسيرة أعلام في محيط أسوار القدس المحتلة، ومنع عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير من الوصول إلى منطقة باب العامود الساخنة، ردود أفعال كبيرة في الأوساط السياسية في دولة الاحتلال.
عضو الكنيست المتطرف بن غفير أعلن إقامة مكتبا في ساحة الجيش القريبة من باب العامود، وسيبقى هناك حتى عشية العيد، احتجاجا على “قرار بينت غير القانوني منعه من دخول باب العامود”، وقال إنه لم يتلق أي قرار يمنعه من الحركة في المنطقة مشيرا إلى أن رائد صلاح وأحمد طيبي مسموح لهم الحركة بحرية.
وأشار إلى أن حكومة بينيت تتلقى أوامرها من مجلس الشورى التابع لمنصور عباس، ومن حركة حماس، حيث منعوا دخول اليهود إلى ما أسماه جبل الهيكل، وساهموا بالإفراج عن نحو خمسمائة معتقل فلسطيني ممن أسماهم براشقي الحجارة في المسجد الأقصى.
وكان بينيت قد صادق على توصيات وزير أمنه عمار بارليف ورئيس جهاز الأمن العام ومفتش الشرطة وقرر منع بن غفير من الوصول إلى باب العامود قائلا إن استفزازاته المتكررة ستعرض قوات الجيش وقوات الشرطة الإسرائيلية للخطر، وتثقل حمل مهامهم.
وأجمع وزيري الأمن الداخلي والخارجية في حكومة الاحتلال أن استمرار استفزازت بن غفير الذي يريد أن تكون هناك نارا في القدس تحرق الجميع ستجر المنطقة بأكملها إلى أحداث الخطر، مؤكدين أنهم لن يسمحوا لأجندات سياسية أن تعرض أمن المواطنين الإسرائيليين للخطر.
واقع جديد
صحيفة الجيروسالم بوست أفردت تقريرا موسعاً عن أحداث القدس في الأسبوع الماضي، ختمته بأنه حتى لو هدأ الوضع بعد انتهاء شهر رمضان (كما هو متوقع)، فمن الواضح أن الوضع الراهن قد تغير بالفعل في القدس والمسجد الأقصى، لكن ليست إسرائيل هي التي غيرت الوضع الراهن، بل إن الشباب وحماس هم من تمكنوا من خلق واقع جديد أصبحوا فيه الآن “حماة” و”مدافعون” عن المسجد الأقصى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان غاضباً في اليومين الماضيين من استبعاده من المرحلة الأولى من جهود الوساطة لاستعادة الهدوء. وبدلا من التحدث إليه اختار المصريون والقطريون والأمم المتحدة التفاوض مع زعيم حماس إسماعيل هنية المقيم في قطر.
ونسبت الصحيفة إلى مصادر فلسطينية أن الرئيس عباس كان “غاضبا” لتهميشه من قبل الوسطاء، حيث يسمح ذلك لحماس بتحقيق المزيد من الشعبية ضمن الجمهور الفلسطيني واكتساب المزيد من الشرعية على الساحة الدولية.
وركزت وسائل الإعلام العبرية على تصريح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي دعا للذهاب بأعداد كبيرة لأداء صلاة الجمعة غدا في الأقصى، وقال إن ما يحدث في الاقصى سيؤدي الى تقصير عمر المحتل الذي سيغادر فلسطين في النهاية، وقال كما “هزمنا مسيرة الاعلام فسنهزم سياسة القرصنة فنحن لا نزال في بداية المعركة”.
عضو الكنيست عن حزب الليكود ماي جولان وصفت رئيس الحكومة الإسرائيلية بالجبان بسبب عدم قدرته على توفير حرية الحركة لليهود في مدينة القدس، فيما ذهب عضو الكنيست عن حركة ميرتس اليسارية يائير جولان إلى أبعد من ذلك قائلا: “إلى متى سندير شؤوننا في القدس حسب تصريح الناطق باسم حركة حماس”.
تحركات لتشكيل حكومة بديلة
وأثار دخول رئيس حكومة الاحتلال الأسبق بنيامين نتنياهو مجدداً إلى دائرة الحدث عبر تغريدات على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي ودخوله إلى البث المباشر لأحداث يوم أمس الأربعاء عبر صفحة عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير استفسارات كبيرة عن نواياه في المرحلة القادمة.
موقع واللاه العبري أشار إلى أن عضو الكنيست عيديت سيلمان من حزب يمينا التي انشقت عن الائتلاف الحكومي، التقت يوم أمس (الأربعاء) بوزير الأمني بيني غانتس، ومصدر سياسي قال إن عيديت طلبت عقد اللقاء لتناقش مع غانتس امكانية تشكيل حكومة بديلة وإقامة مستوطنة افيتار التي تم اخلاؤها.
وأشارت القناة العبرية السابعة إلى أن وزيرة العلوم والتكنولوجيا اوريت فركش هكهين استبعدت إمكانية انضمام زعيم حزب كحول لفان بيني غانتس الى حكومة مع نتنياهو، وقالت ان غالبية الجمهور الإسرائيلي لا يريد الذهاب الى جولة خامسة من الانتخابات، حيث ان هذا امر سيء لخزينة الدولة وللجمهور وللأمن، واعتقد انه يجب القيام بكل شيء من اجل منع ذلك.
صحيفة معاريف أوردت أن كتلة الليكود البرلمانية طلبت من رئيس الكنيست عقد جلسة للكنسيت قبل انتهاء عطلتها، لمناقشة مسألة انتهاء ولاية الحكومة، وجاء في الطلب أن الحكومة فشلت في إدارة الدولة وفي الحفاظ على اأنها، كما إنها فقدت الأغلبية في الكنيست>
وقع على الطلب 25 عضو كنيست حيث أن القانون الإسرائيلي يسمح لهذا العدد بطب عقد اجتماع للكنيست خلال العطلة، وفي نفس الوقت تعقد لجنة الكنيست اجتماعا يوم الاثنين المقبل، لمناقشة طلب رئيس الحكومة بالإعلان عن عضو الكنيست عميحاي هشيكلي كمنسحب من كتلة يمينا، علما أن هشيكلي يمتنع منذ تشكيل الحكومة من التصويت لصالح الائتلاف الحكومي احتجاجا على تركيبة الحكومة.
معاريف أكدت أن رئيس حزب يهودوت هتوراه الحريدي موشي جيفني أعلن مجددا عن دعمه لتشكيل حكومة بديلة من الكنيست الحالية، وذلك بدلا من الذهاب لانتخابات خامسة، وذلك علما أن هذا الموقف يتناقض مع حليفه نتنياهو الذي يفضل الذهاب لانتخابات.
وفي مقابلة مع شبكة السي إن إن الأمريكية قال رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت “من الضروري لإسرائيل أن تحافظ على استقرار ونجاح هذه الحكومة” وإنه “مقتنع بأن أعضاء هذه الحكومة والجمهور الإسرائيلي يريدون لها أن تنجح، ولهذا أعتقد أنها ستنجح “.