loading

في ذكرى النكبة: رسائل تحملها الطائرات لسكان المستوطنات

هيئة التحرير

نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي الخريطة الكاملة لاستعراض الطائرات في ذكرى إقامة دولة الاحتلال الرابعة والسبعين، والتي حملت مفاجأة كبيرة بأن العرض الذي ينظمه سلاح الجو سيمر لأول مرة فوق مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة والمستوطنات المقامة على أراضيها غوش عتصيون وكريات أربع.

وقدم رئيس مجلس مستوطنات “كريات أربع”، إلياهو ليبمان تحية عسكرية “لسلاح الجو والجيش الإسرائيلي كله” وهذا العام من سماء “مغارة المكفيلا” (الحرم الإبراهيمي)، شاكرا قادة سلاح الجو الذين وافقوا على طلبات السكان (المستوطنين) بعبور الاستعراض الاحتفالي في سماء كريات أربع في يوم الاستقلال لأول مرة، وهذه طوبة أخرى في بناء البلاد والاستيطان”.

ونقلت القناة الثانية عشر في تلفزيون الاحتلال ترحيب حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت بالقرار قائلين: “إنه تحت قيادتهم مئات الاف المستوطنين في يهودا والسامرة سيشاهدون الطائرات تحلق فوق منازلهم، نحيي الجيش الإسرائيلي على هذه القرار العظيم”.

ولقي القرار معارضة من حركة السلام الآن التي قالت إن هذا الاستعراض فوق الخليل هو وصمة عار ويعطي شرعية للمستوطنات التي تمت اقامتها بشكل يتعارض مع القانون الدولي الإنساني، مطالبة وزير الجيش الإسرائيلي بضرورة العمل على الغائه”.

في حين أشار عضو الكنيست من الائتلاف الحاكم موشي راز أن القرار مستفز جداً مطالبا بإلغائه، وقائلا إنه من المتوقع أن تحلق طائرات سلاح الجو فوق مئات آلاف السكان الذين يعيشون تحت الاحتلال، وإن هذا عمل استفزازي واستعراض غير ضروري للقوة”.

الناطق باسم الحكومة الفلسطينية قال في حديث لـ بالغراف:” لم تترك حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل حيلة ولا وسيلة إلا ومارستها لتقويض حل الدولتين وفر ض وقائع زائفة بغطرسة القوة في الأراضي المحتلة منذ عام67 وهي سياسات تنطلق من عقيدة الضم والتوسع والاستيطان والتطهير العرقي التي تعتنقها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة وازدادت شراهة مع صعود حكومة بينيت الهشة لسدة الحكم مستفيدة من التطبيع العربي المجاني ومن اختلال المعايير من تطبيق القانون الدولي”.

وأضاف: “ليس تحليق الطائرات في سماء الأراضي المحتلة الأول في سياسات إسرائيل الاستعمارية فانتهاك الاجواء الفلسطينية واستباحة البر والبحر وتكريس الاستيطان ممارسة يومية مضافا اليها استمرار السيطرة على مياهنا الجوفية ومصادرة اراضينا وسلة غذائنا في الأغوار وكذلك السيطرة على ما تكتنزه الارض من ثروات كل تلك السياسات تندرج في إطار الاستباحة الكاملة للأراضي الفلسطينية.

وأشار ملحم إلى أن إنكار وجود الاحتلال كما جاء على لسان بينيت خلال مقابلته مع CNN هي تصريحات تعكس غطرسة القوة التي لن تفلح في أن تفت من عضد شعب يناضل من أجل نيل حريته وتحرير ارضه وإقامة دولته المستقلة على كامل حدود عام 67 وعاصمتها القدس مهما غلت التضحيات واستطالت السنوات.

وختم بالقول: “في ذكرى النكبة نقترب أكثر من تحقيق أهداف شعبنا وعودة اللاجئين إلى بيوتهم العتيقة فالوطن لا زال معلقا في قلوب الصغار وعلى أهداب عيونهم ولن يسقط من ذاكرتهم”.

من ناحيتها الدكتورة هنيدة غانم، المديرة العامة لمركز مدار في حديث لـ بالغراف: ” تعكس هذه الاحتفالات فوق سماء الضفة فكرة الضم الزاحف وتحول المستوطنات والاستيطان الى جزء من الاجماع الاسرائيلي العام، كما تجسد هذه الاحتفالات التطابق السياسي بين حكومة التغيير وحكومة نتنياهو وعدم وجود فوارق بينهما فيما يتعلق بالاحتلال.

وأشارت إلى أن هذا التوافق يعكس ما اعتبره تقرير مدار الاخير تسييل الخط الاخضر المستمر الذي يعني فعليا محوه ، واعادة ترسيمه بحسب ما تريد اسرائيل وفق خارطتها الاستيطانية وسياستها التهويدية في الأراضي الفلسطينية وابتلاع كل ما تستطيع من الأراض مع حشر الفلسطينيين في معازل محددة.

للمزيد عن تسييل الخط الأخضر | صوت د. هنيدة غانم

وهو ما وافقه المختص في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور الذي أكد أن هذا الاستعراض الهدف منه أن هذه الحكومة ترفض حل الدولتين، وتأكيد مصطلح تسييل الخط الأخضر، الذي بدأ يطهر حديثا، حيث أن الخط الأخضر بدأ ينتهي، ولم يعد هناك شيء اسمه أراضي الـ ٦٧ سواء من حيث تشريعات أو ممارسات.

وأضاف أن الخط الأخر ظهر مع ظهور دولة الاحتلال، وأن استعراض احتفالي بهذه المناسبة فوق أراضي الـ ٦٧، فهذا يؤكد رؤية هذه الحكومة لأرض إسرائيل كاملة، وأن هذه الحكومة لا تجد مناسبة ولا رمز ولا ذكرى ولا حدث إلا وأكدت رفضها للحل السياسي والعودة لحدود العام ٦٧.

الصحفي ياسر مناع لفت إلى أن مرور الطائرات من فوق مناطق الضفة في هذا العرض تحمل دلالة رمزية تعبر عن الرؤية الاستعمارية الاستيطانية في ارتباط أراضي الضفة الغربية بالأراضي المحتلة عام 48 “إسرائيل”، وان كان عرض الطائرات جديد الا أن هذه الفعاليات ليست بالجديدة فمثلًا اقيمت العديد من المارثونيات التي تربط رمزيًا بين الضفة و”إسرائيل”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة