loading

الفارس أحمد مساد..  فصل جديد في معجزات جنين

هيئة التحرير:

“لا تعد الخيل عد رجالها، نادوا الفرس يا ناس من خيالها، ورجالها تحمي الحمى نيالها، عنا خيول ما تلاقي أمثالها”، أهزوجة فلسطينية شعبية عالقة في الأذهان، تُغنى وتنقلُ غزلا في الخيل والخيّالة، واليوم ترجل في جنين فارس آخر، ستشتاق له خيلٌ وليلٌ وبيداءُ.

” لا تتخلى عن أحلامك، المعجزات تحدث كل يوم”، كانت هذه آخر كلمات الشهيد أحمد مساد (٢١ عاما) من بلدة برقين على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، ارتقى شهيدا برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها لمدينة جنين ومخيمها اليوم الأربعاء، فصار معجزة من معجزات جنين.

تناول مساد إفطار اليوم الخامس والعشرين من رمضان مع عائلته وسهر معهم حتى الواحدة، فقدته والدته وقت صلاة الفجر فلم تجده، فجاءها خبره مصابا ثم شهيداً برصاص قوات الاحتلال، لم تحتمل مشهد دمائه المتدفقة من صدره فصاحت وراحت تودعه الوداع الأخير.

الفارس الشهيد أحمد مساد

يقول أشرف مساد عن شقيقه الوحيد في حديث لـ بالغراف: “أحمد شب جدع، عينيه لصاحبه، أي حدا بنخاه بلقاه، بحب الزراعة وبحب الخيل، وسبق أن اعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي في مثل هذه الأيام، وقضى ستة أشهر وتحرر، وهو شاب مرح ومحب للحياة”.

وأضاف: ” نحن أربعة إخوة، شقيتان وأنا وأحمد، فهو شقيقي الوحيد، علاقتنا كانت قوية جدا، كان طيباً جداً وحنونا، وكان مرحاً لأبعد الحدود، كان دائم المزاح مع والدي ووالدتي، وكان يعتني بهما بشكل كبير، كان أحمد فاكهة المنزل، وكان معروفا في كل المنطقة بأنه الشاب الجدع.

وأشار إلى أن الشهيد أحمد كان يقضي سهرته مع العائلة قبيل استشهاده، وكان كعادته مازحاً ومرحاً وينشر الفرح وسط الجميع، وكان يحب الخيل كثيرا وكان يقتني فرساً، وأنه أيضا كان يحب السيارات، وكانت علاقته طيبه جداً مع الجميع، ولديه أصدقاء كثر يحبهم ويحبونه.

تحدثت معه بالأمس مطولاً وكان محور حديثنا حول حصانٍ يريد أن يشتريه | أحمد جرار صديق الشهيد مساد

محبة أحمد وعلاقته الطيبة بأصدقائه ظهرت جلياً فور رحيله، حيث نعاه العشرات من أبناء بلدته ورفاقه، وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بصوره وصورهم معه، وفيديوهات تظهره بصحبتهم تارةً وبصحبة الخيل الذي يحبه تارةً أخرى.

ويقول صديقه منتصر: “نحن أصدقاء منذ سنوات، كان حنونا وطيبا مع أصدقائه وخلوقا جداً، كان يحب الخيل كثيراً، ويقي وقتاً طويلاً معها، وسبق أن اقتنى حصانا فرقه السجن عنه العام الماضي، وكان آخر ما يبحث عنه قبل استشهاده هو شراء حصان جديد.

وهو ما أكده صديقه أحمد جرار، صاحب الاسطبل الذي كان مساد يقضي وقتاً طويلا فيه قائلا: “تحدثت معه بالأمس مطولاً وكان محور حديثنا حول حصانٍ يريد أن يشتريه، كان يحب الخيول كثيراً، كنا نسهر معها في كل ليلة، فنحن أصدقاء منذ الصغر ونقضي معظم وقتنا معاً”.

وأضاف: “كان يحب السيارات كثيراً أيضاً إلى جانب الخيل، وكان طيبا وحنونا مع الصغير والكبير، وكان دائم المزاح والضحك حتى أن جلساتنا كانت بأكملها ضحك ومزاح وكان وفيا لأصدقائه، كان وفياً جداً”.

أحمد مساد، فصل جديد من فصول المعجزات في جنين ومخيمها، يتناول المسلمون سحورهم في كل العالم لتأدية فرضٍ من فروض الاسلام، ويتناول الشبان في جنين حجارتهم وما تيسر من بنادق، لتعزيز صيامهم بفرض آخر، ارتقى خلاله كثيرون، وتركه آخرون، وتمسكت به جنين.

الشهيد الفارس بعيون اصدقائه

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة