كتبت حلوة عاروري
كانت الصحفية بشرى الطويل تحضر لتصير مصورة توثق لحظات الفرح، إلا أنها بفعل كثرة الاعتفالات، صارت صورةً للصحفيين الفلسطينيين الأسرى من جهة، وصورةً للمعتقلين الإداريين الذين يعانون من الاعتقال بلا سبب من جهة أخرى.
يأبى حلم امتلاك استديو تصوير خاص بالصحفية بشرى الطويل أن يتحقق بسبب الاعتقال المتكرر لها، فهي منذ سنوات تحلم بامتلاك استديو تصوير، يوثق لحظات الفرح والمناسبات السعيدة للأشخاص، ورغم عثورها على مكان خاص به ورغم الحجوزات التي وصلتها من قبل العديد من الأشخاص للأشهر القادمة، إلا أن اعتقال الإحتلال لها قبل شهر ونصف منعها من تحقيق حلمها الذي طال انتظاره مرة أخرى.
لم تتجاوز بشرى الطويل عمرها الثامن عشر عندما اعتقلها الاحتلال للمرة الأولى عام 2011 وحكم عليها بالسجن لمدة 16 شهرًا قبل أن يتم الإفراج عنها في صفقة وفاء الأحرار عام 2012، ثم ما لبث أن أعاد اعتقالها مرة أخرى وأعاد لها ما تبقى من مدة حكمها وهي عشرة أشهر ونصف، قبل الإفراج عنها، وقبل شهر ونصف من الآن اعتقلت بشرى مرة أخرى وحولها الاحتلال للإعتقال الإداري لمدة ثلاثة أشهر
تقول والدتها منتهى الطويل في حديث ل ” بلغراف” إنه منذ ولادة بشرى عام 1993 كان والدها مبعدًا إلى مرج الزهور وعندما عاد كانت تبلغ من العمر خمسة أشهر، وعندما عاد اعتُقِل بعد فترة، ولم تكن بشرى تبلغ من العمر سوى عامًا واحدً، مضيفةً أن غياب بشرى ووالدها في السجن يمثلًا أمرًا صعبًا بالنسبة لها، ويحرمهم لمة العائلة وسفرتها التي تبقى ناقصة فردين
بشرى فيالتاسعة والعشرين من عمرها، درست الصحافة والإعلام في الكلية العصرية، ومن ثم عملت كصحفية في عدة أماكن، وخصصت جزءًا كبيرًا من عملها الصحفي للحديث عن معاناة الأسرى، بحسب ما أكدته والدتها، والتي أضافت أن بشرى تحلم منذ سنوات بأن يكون لها استديو خاص بها، توثق لحظات الأشخاص السعيدة والمناسبات، إلا أن اعتقالها يحول دون ذلك، مشيرة إلى أنها عثرت على مكان خاص لعمل استديو واستأجرته وبدأت الحجوزات تصلها للأشهر القادمة، إلا أن الاحتلال اعتقلها متمنية أن تخرج وتحقق حلمها.
وأكدت والدتها أن بشرى صديقتها فهي ابنتها الوحيدة مع ثلاثة أخوة، وأنها شخصية محبوبة ومحبة للخير وقوية ومتمسكة بمبادئها في ذات الوقت بحسب ما تقول والدتها، مضيفة أنها داعمة لها وتساعدها على استيعاب الأمور وتحثها على الصبر
وأكدت والدتها أن هذا ليس العيد الأول الذي لا تكون بشرى فيه، فقد غابت عن أعياد رمضان ورمضان نفسه مرتين سابقتين وهذه المرة الثالثة التي تغيب فيها، وهذه شيء صعب عليهم وليس يسيرًا فقد حرمهم هذا الاعتقال اكتمال لمة العائلة وأن يكونوا سوية
وأكدت والدتها أن غيابها ووالدها خاصة في العيد ورمضان شيء صعب وصعب جدًا عليهم وليس بالشيء السهل، مضيفة أنهم في ذات الوقت صابرون ويعضون على جراحهم، فهذا الاحتلال يفعل أشياء يندى لها الجبين وهو غير إنساني، فهو لا يهتم لشيء ويقتل الصغير والكبير، ولكن في ذات الوقت الأمل موجود بخروجهم من السجن.
المعتقلة الصحفية بشرى الطويل (29 عامًا) من رام الله، واجهت عمليات الاعتقال المتكررة منذ عام 2011، وفي حينه حكم عليها الاحتلال بالسّجن لمدة 16 شهرًا، وأُفرج عنها بعد عدة شهور في صفقة (وفاء الأحرار)، وأعاد الاحتلال اعتقالها عام 2014، كما وأعاد بحقّها بقية حُكمها، وبعد ذلك توالت عمليات اعتقالها إدرايّا، أخرها كان في 21 آذار الماضي، وهذا الاعتقال الإداريّ الرابع بحقها، وتقبع اليوم في سجن “الدامون” إلى جانب رفيقاتها الأسيرات.
ومن الجدير ذكره أنّ والدها المعتقل جمال الطويل الذي واجه الاعتقال مرات عديدة وأمضى ما مجموعه في السجون الاحتلال نحو (17) عامًا غالبيتها رهن الاعتقال الإداريّ، قد خاض إضرابًا عن الطعام العام الماضي واستمر نحو الشهر مطالبا بحرية ابنته، وبعد تحررها بفترة وجيزة أعاد الاحتلال اعتقالها كما واستمر باعتقال والدها.
نادي الأسير الفلسطيني
اعتقال الصحفيين
وأضاف نادي الأسير أن سلطات الاحتلال الإسرائيليّ، تواصل ملاحقة الصحفيين الفلسطينيين والتضييق عليهم، عبر جملة من السياسات التّنكيلية الممنهجة، وأبرزها عمليات الاعتقال، فمنذ مطلع العام الجاري استمر الاحتلال في اعتقال الصحفيين والنشطاء ونفّذ العديد من الاعتداءات بحقّهم تسببت بإصابات بين صفوفهم، لاسيما مع تصاعد المواجهة الراهنة وتحديدًا خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي.
وقال نادي الأسير الفلسطينيّ في بيان صدر عنه في اليوم العالميّ لحرية الصحافة، والذي يُصادف اليوم الثلاثاء الموافق الثالث من أيار/ مايو من كل عام، إنّ سلطات الاحتلال تواصل اعتقال (15) صحفيًا في سجونها من بينهم الصحفية بشرى الطويل المعتقلة إداريّا، وتفرض عليهم ظروف اعتقالية قاسية، كما كافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.
الاعتقال الإداري
أنّ الاحتلال يواصل تصعيده لجريمة الاعتقال الإداريّ، حيث تجاوزت أعداد الأوامر الصادرة منذ مطلع العام الجاري، لأكثر من (550) أمر اعتقالٍ إداريّ، من بينها (240) أمرًا جديدًا، فيما صدرت بقية الأوامر بحقّ معتقلين صدرت أوامر سابقة بحقّهم، وتركزت نسبة الأوامر الصادرة في شهري آذار/ مارس الماضي ونيسان/ أبريل الجاري.
وأوضح نادي الأسير أنّ الارتفاع في أعداد المعتقلين الإداريين لم نشهده منذ سنوات “الهبة الشعبية” وتحديدًا منذ عامي (2016 و2017)، ومن المرجح إذا ما استمر الاحتلال بنفس الوتيرة أن يصل عدد المعتقلين الإداريين حتى نهاية العام لـنحو 700 معتقل، وذلك وفقًا للمعطيات الراهنّة.
أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في كانون الأول/ ديسمبر 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام لليونسكو. ومنذ ذلك الحين يُحتفل بالذكرى السنوية لإعلان ويندهوك في جميع أنحاء العالم في 3 أيار/مايو باعتباره اليوم العالمي لحرية الصحافة.
ويعود تاريخ اليوم العالمي لحرية الصحافة إلى مؤتمر عقدته اليونسكو في ويندهوك في عام 1991. وكان المؤتمر قد عُقد في الثالث من أيار/مايو باعتماد إعلان ويندهوك التاريخي لتطوير صحافة حرّة ومستقلّة وتعدديّة. وبعد مرور ثلاثين سنة على اعتماد هذا الإعلان، لا تزال العلاقة التاريخية بين حريّة التقصّي عن المعلومات ونقلها وتلقيها من جهة، وبين المنفعة العامة، من جهة أخرى،تحظى بذات القدر من الأهمية. وسوف تقام سلسلة من الاحتفالات لإحياء الذكرى الثلاثين لاعتماد الإعلان خلال المؤتمر الدولي لليوم العالمي لحرية الصحافة.
ان يوم 3 أيار/مايو بمثابة تذكير للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، وكما أنه يوم للتأمل بين الإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة.
اليوم العالمي لحرية الصحافة | الأمم المتحدة (un.org)