هيئة التحرير
للحظة الأجمل في العالم أن يحضر الأب ولادة ابنه فكيف إذا كان طفله الأول، هذه اللحظة التي ربما يُحرم منها الصحفي الأسير أيمن قواريق، فبين الفينة والأخرى من الممكن أن يرزق بطفله الأول ” محمد” وهو بعيد عنه، فالسجن ربما يُغيبه عن هذه اللحظة التي يتمناها أي أب في هذا العالم
فيصل قواريق والد أيمن يقول في حديث ل ” بلغراف” إن الاحتلال اعتقله أثناء عودته من القدس على حاجز قلنديا ليتم نقله إلى المسكوبية قبل أن يتم لاحقًا تمديد اعتقاله ثمانية أيام أي إلى السبت القادم ونقله إلى سجن عوفر حيث يقبع الآن بحسب ما تم تبليغهم به
أيمن ابن السادسة والثلاثين، ابن بلدة عورتا شرق نابلس، درس الصحافة في جامعة النجاح وعمل في أكثر من وكالة إعلامية ويعمل في وكالة القسطل الإخبارية، احتجز قبل أشهر أيضًا عند عودته من المسجد الأقصى لأيام قليلة قبل أن يُفرج عنه
وأشار والده فيصل قواريق إلى أن يوم العيد كان يومًا صعبًا عليهم فغياب أيمن ليس بالشيء السهل فهذا هو عيدهم الأول بغياب أيمن عنهم، فهو ابنهم البكر وسندهم ومن يتكئون عليه رغم وجوداشثائه وشقيقاته، إضافة إلى أن والدته ومنذ غيابه تعرضت للمرض وأضحت مُتعَبة ونُقِلت إلى المستشفى أكثر من مرة بسبب تعبها من مرض ” الربو” الذي لديها وتأثرها الكبير لغياب بِكرِها أيمن، وقضت يومها ما بين البكاء وبخاخة الربو ولسان يلهج بالدعاء لابنها
أيمن بين الفينة والأخرى سيرزق بطفله الأول، ربما يغيبه السجن عن حضور ولادة ابنه البكر، فزوجته حامل بطفلهم الأول وعلى وشك الولادة بأي لحظة بحسب ما قاله والده
من جهتها وبصوت متنهد تقول والدته هدى قواريق إن العيد بلا أيمن لا يَصلُح فهو الحنون محب الخير والمعطاء، وبكرها الأول الذي له معزة خاصة، وغيابه صعب عليهم
وأكدت أنها قضت يوم العيد الأول متبعة نتيجة مرض “الربو” الذي لديها، مضيفة أن أكثر ما يؤرقها أن يُرزق أيمن بطفله الأول وهو بعيد عنه، فزوجته من الممكن أن تلد بِكرَهم بين اللحظة والأخرى، مشيرة إلى أنها في الوقت ذاته صابرة حامدة لله رغم كل شيء وتدعوه أن يفرج عن ابنها وباقي الأسرى
وتمنى الوالدين أن يفرج الله عن ابنهما ويحضر ولادة زوجته وطفله الأول.
زميله الصحفي عدي جعار قال في حديث لـ بالغراف: “اعتقال الزميل الصحفي أيمن قواريق يعتبر جزء من مسيرة القمع التي يتعرض لها الصحفي الفلسطيني من قبل قوات الاحتـــلال حيث تم اعتقاله بعد نشاطه لمدة تزيد عن اسبوع في نقل صورة الأوضاع داخل المسجد الأقصى وانتهاكات الاحتـــلال واعتداءاته على المرابطين في باحاته إلى العالم”.
وأضاف: “الزميل أيمن قواريق من الأشخاص الذين يعيشون قضية القدس والأقصى في جميع تفاصيل حياتهم الشخصية قبل الصحفية واعتقاله يهدف لضرب هذه الجهود بعد أن نجحت القسطل بشكل كبير بنقل رسالة المقدسيين إلى العالم باللغتين العربية والإنجليزية وعن طريق تشبيكها مع كبرى القنوات العربية والإقليمية وعشرات المواقع الإلكترونية التي أصبحت تستمد أخبار القدس بشكل مباشر”.
وأكد أن القسطل بطاقمها المتميز ستواصل تأدية هذا الواجب الإعلامي على أكمل وجه فالعمل الصحفي إن كان وظيفة في كل مكان بالعالم فهو بالقدس واجب وفرض وعبادة وأمانة نواجه بها شعبنا ونقف بها أمام الله”.
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيليّ، ملاحقة الصحفيين الفلسطينيين والتضييق عليهم، عبر جملة من السياسات التّنكيلية الممنهجة، وأبرزها عمليات الاعتقال، فمنذ مطلع العام الجاري استمر الاحتلال في اعتقال الصحفيين والنشطاء ونفّذ العديد من الاعتداءات بحقّهم تسببت بإصابات بين صفوفهم، لاسيما مع تصاعد المواجهة الراهنة وتحديدًا خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي.
وقال نادي الأسير الفلسطينيّ في بيان صدر عنه في اليوم العالميّ لحرية الصحافة[1]، والذي يُصادف يوم غد الثلاثاء الموافق الثالث من أيار/ مايو من كل عام، إنّ سلطات الاحتلال تواصل اعتقال (15) صحفيًا في سجونها من بينهم الصحفية بشرى الطويل المعتقلة إداريّا، وتفرض عليهم ظروف اعتقالية قاسية، كما كافة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.
وتهدف سلطات الاحتلال عبر عمليات اعتقال الصحفيين، محاولة تقويض دورهم في كشف وفضح جرائم الاحتلال، وتقييد حرّيّة الرأي والتعبير[2]، حيث شكّل دور الصحفيّ الفلسطينيّ وما يزال دورًا نضاليًا خاصًا نتيجة لكثافة العنف الذي يواجهه خلال عمله، ومواجهته المستمرة لسياسات الاحتلال التّنكيلية منذ عقود، سواء كان ذلك عبر الملاحقة والتهديد والاعتقال.
نادي الأسير الفلسطيني
أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في كانون الأول/ ديسمبر 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام لليونسكو. ومنذ ذلك الحين يُحتفل بالذكرى السنوية لإعلان ويندهوك في جميع أنحاء العالم في 3 أيار/مايو باعتباره اليوم العالمي لحرية الصحافة.
ويعود تاريخ اليوم العالمي لحرية الصحافة إلى مؤتمر عقدته اليونسكو في ويندهوك في عام 1991. وكان المؤتمر قد عُقد في الثالث من أيار/مايو باعتماد إعلان ويندهوك التاريخي لتطوير صحافة حرّة ومستقلّة وتعدديّة. وبعد مرور ثلاثين سنة على اعتماد هذا الإعلان، لا تزال العلاقة التاريخية بين حريّة التقصّي عن المعلومات ونقلها وتلقيها من جهة، وبين المنفعة العامة، من جهة أخرى،تحظى بذات القدر من الأهمية. وسوف تقام سلسلة من الاحتفالات لإحياء الذكرى الثلاثين لاعتماد الإعلان خلال المؤتمر الدولي لليوم العالمي لحرية الصحافة.
ان يوم 3 أيار/مايو بمثابة تذكير للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، وكما أنه يوم للتأمل بين الإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة.
اليوم العالمي لحرية الصحافة | الأمم المتحدة (un.org)
