loading

جرسٌ لكل الكنائس

كتبت حلا خلايلة:

 قرعت أجراس كنائس القدس مجتمعة وفي وقت موحد تزامناً مع تشييع الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، حيث اجتمعت عليها كل الطوائف، وقرعت لها كل الأجراس، وشارك في تشييع جثمانها في كل المدن رجال دين من مختلف الطوائف المسيحية، جنباً إلى جنب مع رجال الدين المسلمين الذين التحموا مع شعبهم في الميادين، في سابقة ستجل في تاريخ القدس باسمها.

وقال رئيس دير الروم الملكيين الكاثوليك في رام الله الأب عبد الله يوليوو لموقع بلغراف:” كان حشدا كبيرا ورأيت بأم عيني تلاحم عربي فلسطيني كبير ويدل على قدوم فجر عظيم، وهذا يقوي عزيمتنا حتى نتابع مسيرتنا ونرى أمانينا تحققت”.

ويتابع يوليو: “نحن أبناء الشعب الفلسطيني كلنا أمة واحدة وما رأيناه اليوم هو شيء طبيعي جداً، وعكس ذلك هو غير طبيعي، الشهيدة وحدتنا وعلمتنا من جديد أن الوطن وفي لدماء الشهداء”.

وعن الصحفية شيرين قال يوليو:” هي انسانة وقامة فلسطينية وعربية بالنسبة للصحافة الفلسطينية، دافعت بحياتها عن حق الشعب الفلسطيني بصوتها وكلماتها، شهيدة الشعب والأمة ستبقى شيرين حية في قلوبنا”.

الأب عبد الله يوليو ٧٠ عاما هو رئيس دير الروم الملكيين الكاثوليك في رام الله، هو عربي الاسم من إيطاليا، مناضل دعم قضية فلسطين، فانخرط في ثناياها كرجل سياسي، وتقدم صفوف مقاومتها.

ومن جهته قال مستشار حراسة الأراضي المقدسة الأب ابراهيم فلتس عن جنازة أبو عاقلة في القدس:” الكل شارك في جنازة شيرين ليس طائفة واحدة فقط، كل الكنائس والمسلمين والمسيحيين وحدت كل الشعب الفلسطيني، جنازة تاريخية لإنسانة أسطورية وأصبحت أيقونة لكل الشعب الفلسطيني، لم أرى منذ أكثر من ٣٠ سنة جنازة كهذه، رغم أن عائلتها صغيرة لكن خرج كل الشعب الفلسطيني وأصبح عائلتها ليودع هذه الإنسانة”.

ويتابع فلتس:” شيرين انسانة مهنية عظيمة ضحت بحياتها لنقل الحقيقة، العالم كله خرج ليودع شيرين اليوم كانت الجنازة فيها من كل الأطياف وكل القناصل ولم يكن أحد باستطاعته أن يمنع هذا الوداع، ولم يكن هناك خوف فالكل رغب بأن ينظر النظرة الأخيرة على شيرين الرسالة القوية التي كانت لكل الشعب الفلسطيني”.

من قناة الغد

وعن توحد القدس في مشاهد عظيمة يقول المطران عطا الله حنا:” اليوم توحدت القدس بكافة طوائفها وأطيافها، اليوم اجتمع المقدسيون عن بكرة أبيهم مسيحيين ومسلمين في وداع شهيدتنا المناضلة شيرين أبو عاقلة، كان هنالك عرسا وطنيا بامتياز في القدس حيث عبر المقدسيون وأبناء الشعب الفلسطيني من كل المناطق والمحافظات عبرت وقالت أن القدس لم ولن تكون إلا لأبنائها ولن تكون للمستعمرين المحتلين”.

وأضاف: “قرعت أجراس الكنائس كلها وتكبيرات المساجد والمآذن للمرة الأولى، اليوم اجتمع المسيحيون والمسلمون معا في الكنيسة وفي الطريق إلى المدافن الأرثوذكسية على جبل صهيون، اليوم كان يوماً مقدسياً فلسطينياً بامتياز، كما توحد كل المسيحيون كل رؤساء الطوائف والكنائس وكل البطاركة والمطارنة تواجدوا في جنازة شيرين أبو عاقلة”.

الأستاذ والكاتب المقدسي اسحق البديري قال اليوم دقت أجراس جميع كنائس القدس للمرة الرابعة -خلال اقل من مائة عام – وفي وقت واحد خلال جنازة الراحلة شيرين ابو عاقلة تحية لروحها الطاهرة.

وأضاف على صفحته على موقع الفيسبوك: “كانت المرة الاولى -وفق ما رواه لي والدي – التي قرعت فيها اجراس القدس كلها في يوم التاسع من نيسان ١٩٤٨ في جنازة الشهيد عبد القادر الحسيني وكانت المرة الثانية التي دقت فيها اجراس كنائس القدس وهي التي سمعتها باذناي في الاول من اكتوبر ١٩٧٠ في الجنازة الرمزية للزعيم الراحل جمال عبد الناصر بناء على طلب من مطران القدس الراحل ايلاريون كبوتشيوهي الجنازة وكانت المرة الثالثة التي دقت فيها اجراس كنائس القدس والتي سمعتها باذناي في الاول من حزيران ٢٠٠١ خلال جنازة الشهيد فيصل الحسيني.

واليوم دقت أجراس الكنائس للمرة الرابعة تحية لروح شيرين ابو عاقلة انها القدس الباسلة التي تفخر بانها شهدت اكبر واهم جنازات الشهداء في القدس وهي التي ضمت الالاف ابتداءا من جنازة الشهيد عبد القادر الحسيني ١٩٤٨ والجنازة الرمزية للزعيم الراحل جمال عبد الناصر١٩٧٠ وجنازة الشهيد فيصل الحسيني ٢٠٠١. واخيرا جنازة الشهيدة شيرين ابو عاقلة. والمشترك بينهم جميعا دفاعهم عن القدس وفلسطين ونضالهم من اجل الحق والحقيقة كل بطريقته واسلوبه كان مقاوما ومناضلا مشاهد خالدة لا يمكن ان تنساها الاجيال وهم جميعا عبد القادر الحسيني وجمال عبد الناصر وفيصل الحسيني وشيرين ابو عاقلة والالاف من الشهداء يرنون الى هذه المدينة الى المسجد الاقصى وكنيسة القيامة ويتطلعون اليها من علياءهم ويقينا انهم سوف يكونون بارواحهم مع شعبنا وامتنا يوم تشرق الشمس شمس الحرية

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة