loading

نجمة وصبحية.. يحفظن أغاني البلاد  

هيئة التحرير

“يا زريف الطول وقف ت اقلك رايح ع الغربة بلادك احسنلك

خايف يا ظريف تروح وتتملك وتعاشر الغير وتنساني أنا”

ولدت صبحية نخلة (٧٥ عاما) قبل النكبة بسنة واحدة، تهجرت مع عائلتها من الحديثة وتزوجت من بيت نبالا وسكنت في مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله، عاشت تبعات الهجرة، وحفظت وجوه من عايشوها، ونقلت عنهم العديد من الحكايا والقصص عن البلاد وأهازيجها وأغانيها قبل النكبة.

وحفظت عن والدتها وجدتها أغاني البلاد، في طلعة العروس، وزفة العريس، رددتها عشرات المرات في أفراح المخيم، ورسمت صورة باسمة رغم قساوة مشهد التهجير.

تنقل قصصا جميلة عن حياة البلاد، عن الفزعة في الأفراح والأتراح، كيف كانت تصير البلدة محجاً للسهيرة وطالبي الفرح في كل مناسبة سعيدة تمر بها، كيف كان الناس يساعدون بعضهم البعض، ويفرحون لفرح بعضهم، ويحزنون في الأوقات العصيبة، أيام ما كانت البلاد بلاد.

تنشد نسوة المخيم أغاني البلاد، على أمل العودة مع الكلمات والألحان إلى مهدها الأول، إلى بيت نبالا، حيث كان للفرح طعم وعنوان.

“احنا طلعنا من بلد لبلد واحنا خطبنا بنت شيخ البلد”

 و” يا ظريف الطول وين رايح تروح .. لولعت القلب وغمقت الجروح”

“طلعت الجبل طخه ع طخه ودعست ع قلبي ما قلتش أخه .. ع صدر الحلو لانصبلك فخه وأصيدك بحضيني يا أبو العيونا”

“يمه ويا يمه شايب ما بدي ومن أول ليلة شوكلي خدي .. جيبولو فرشه وجيبو مخده ديرو ع القبلة ليتو ما يقوما”.

“ع الزنزلختي وع الزنزلختي ليتك يا حلوة من حظي وبختي وكان بدايل لأبادل بأختي وإن كان مصاري لادفع مليونا”.

“قلتلها الاسم قالت خديجة عشق المتجوز ما في نتيجة .. سافر ع الحرب ليته ما ييجي وييجي خبره بالتلفونا”.

نجمة نخله (٧٨ عاما) تهجرت هي الأخرى عندما كانت طفلة من بيت نبالا، وتشارك قريبتها صبحية حفظ الأهازيج وترديد الأغاني، تتذكر أيام البلاد من حكايات الكبارية، تحنُ لبيت نبالا التي كانوا يزرعون فيها كل شيء، وكانت مطرحا للفرح والحياة السعيدة.

وأضافت أن جميع القرى المحيطة كانوا يعملون في بيت نبالا، وكانوا يشاركونها أفراحها، خرجوا جميعا على أمل العودة، قالوا سنبيت ليلة أو ليلتين، وسنعود قريباً، لكن الغياب قارب الـ ٧٤ عاما.

وعبرت نجمه عن غضبها من نسيان الأغاني والأهازيج التي نقلوها من أيام البلاد نظرا لانتشار الدي جي، كانت أهازيج لكل مناسبة، للحناء، لطلعة العروس، لزفة العريس، الكل كان مبسوطا وسعيداً ومسعدا.

كنا نغني غناني فلاحات، مئة سيدة وأكثر، نغني لحنا العروس ولزفة العريس ولأم العريس وللعائلة بأكملها، كانن النسوان يردين ع بعض.

“وين باكي وين الأسمر المدلل باكي بالحمام والشعر مبلل”

“وين باكي وين يا اسمر يا مزيون باكي بالحمام والشعر مدهون”

“قلي وين ازفك يا أبو عيون السود من الصخرة الشريفة للنبي داهود”

“قلي وين ازفك يا أبو عيون ملاح  من الصخرة الشريفة للشيخ جراح”

“يا ام العريس خلي العريس يتهنى .. طقي الريحان على اللوج والحنى”

قرية بيت نبالا في محافظة اللد..القرية الكنعانية التي دمرها الاحتلال في 12 تموز 1948 وهجر أهلها وكان يطلق عليها زمن الكنعانيين”نبالات”.
تقع القرية شمال شرق مدينة اللد وترتفع 85م عن سطح البحر مما يزيد في أهمية موقع القرية سهولة اتصالها بالمدن المجاورة مثل اللد والرملة
القرية القائمة على تلٍّ صخري ينحدر نحو الجنوب الغربيّ، تشرف على السهل المحيط باللد إلى الشرق من مطارها. وكانت تقع شرقي طريق عام يُفضي إلى الرملة ويافا وإلى غيرهما من المدن.
إن ما تبقّى من قرية بيت نبالا المهجّرة هو مبنى المدرسة الابتدائيّة التي تحوّلت إلى مشتل وبعض القبور وبئر القرية وبعض ركام المنازل المهدومة، وبالطبع هنالك الصبّار الذي تمت زراعته من قبل أهالي القرى الفلسطينيّة في كافة أنحاء فلسطين، وهو الأثر الأبرز في بيت نبالا.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة