loading

هيجر تذكر يوم الهجرة

هيئة التحرير

لم ولن تستطيع دولة الاحتلال بكل أجهزتها وأدواتها الإعلامية في كل العالم، أن تنزع جمال التطريز على ثوب هيجر المسلم، الذي تمت حياكته على طريقة البلاد، بعدما تناقلت نسوة المخيم نقشاته عن أمهاتهن وجداتهن، ليحملن حكايا بلدتهن المهجرة وجمال الحياة فيها آنذاك.

من الدوايمة قضاء الخليل، هاجرت هاجر (٨٢ عاما) إلى مخيمين وبلدة، حملت ذكريات طفولتها الجميلة، تركت بعضها على قارعة الطريق، وأضاعت أخرى على أبواب الانتظار قرب سيارات وكالة غوث اللاجئين، كانت طفلة وقتها، لكنها تحتفظ بالكثير من القصص.

على مضض وبصعوبة كان الحديث، فهيجر المسلم كمثيلاتها ملّت كثرة الصحفيين الذين يطرقون بابها، في كل عام تروي قصتها وتتمنى أن يأتي العام القادم وترويه لأحفادها في حواكير الدوايمة، ولكنها كبرت وضجرت في انتظار عودة طال حلم انتظار تحقيقها.

اختلطت قصصها عن جمال ودلال البلاد، بجمال ثوبها المطرز، الذي كان وكأنه يعكس غروب الشمس في قريتها المهجرة تارةً، وأهازيج سهرات الأعراس في ساحاتها تارةً أخرى، تحفظ يوم هجرتها وتقول: “يوم الجمعة أجو اليهود وطلعونا، بكيت وقتها طفلة ما بكيت فايته المدرسة”.

ومضت بالقول: “طلعنا على تفوح، بكينا عايشين حولين طور حوالي ألف شخص، مش بس من بلدنا من قرى كثير حولينا، بعديها رحنا ع مخيم العروب عشنا في الخيم، كنا نستنى سيارات الوكالة تعطينا نتفة زيت ونتفة خبز، ونتفة سمنه، بعد ما كنا مدللين في البلاد”.

وتضيف مستهجنة السؤال عن الحياة وقتها: ” كانوا الناس عايشين في دورهم في حياتهم يحصدوا ويدرسوا ويلقطوا زيتون ومبسوطين وكويسين، لما أكون ببلدي وفش عندي مشاكل بكون مبسوطة، الناس تتعسوا لما هاجروا صارت الحياة تعيسة، تعبنا وجعنا وعرينا وشقينا، والوكالة نتفة أكل بس كانت تعطينا”.

“كانوا الناس يزرعوا كوسا وبندورة، مبسوطين ومكيفين، كنا نلقط زيتون، ونزرع ونحصد، كنا عايشين في البلاد حياة” الدلال، تديرُ هيجر وجهها وتغادر المكان، على أمل أن لا نعودَ مرةً أخرى لسؤالها، وإن كان لا بد من السؤال فليكن في الدوايمة حيث ولدت وعاشت طفولتها.

الدوايمة قرية فلسطينية مهجّرة، تبعد عن مدينة الخليل نحو 24 كيلو متر، وتبلغ مساحة أراضيها “60585” دونم. يمكن أن تعد من أراضي الخليل، ويحيط بها أراضي قرى إذنا ودورا والقبيبة وبيت جبرين وعرب الجبارات.
وقد أسماها الكنعانيون “بُصقة” أي “المرتفع” وقد ذكرت بهذا الاسم في العهد القديم و نزلت بها بعض الحملات الصليبية في العصور الوسطى وأسماها الأوروبيون الغزاة “بيتا واحيم”..
قامت العصابات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 (4304) نسمة. بعد نكبة عام 1948م وتهجير سكانها العرب قسراً منها
ووقعت”مجزرة الدوايمة “على يد العصابات الصهيونيّة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 170 شخصًا من سكّان القرية، وإصابة المئات، عدا عن تهجير آخرين وتدمير منازلهم وإبادتها حيث كان المدنيون فقط من يتواجدون بالقرية، دون إسنادٍ من المقاومة أو الجيوش العربية، ما أدى إلى استفراد الصهاينة بسكّان القرية المدنيين العُزّل

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة