loading

نعالٌ على العدى مستعلية

هيئة التحرير

يَا مُدْرِكَ الثَارَاتِ لا تَرْضَ الدِّيَة
في المسجِدِ الأَقْصَى اذْكُر المُصَلِّيَة
يَرْمُونَ في وَجْهِ الجُنُودِ الأَحْذِيَة
نِعَالُهُم عَلى العِدَى مُسْتَعلِ

كتبها الشاعر العربي الفلسطيني تميم البرغوثي، ويواصل المقدسيون إدارك الثأر في كل مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، يكون مسرحها المسجد الأقصى وباب العامود، يرفعون أحذيتهم في وجه المستوطنين والجنود، ويتصدون بصدورهم العارية لمحاولة أطول احتلال على وجه الأرض السيطرة على مدينتهم وطمس معالهما الفلسطينية.

مسنٌ في السبعين يرفع حذاءً في وجه المستوطنين، وشابة في العشرين تركت زينتها في المنزل وتزينت بعلم فلسطين، وشاب في الثلاثين ثار لسيدة رٌشت بغاز الفلفل من غزاةٍ جاؤوا ينشرون حقداً ظاهراً ودفين، اعتقالات في زقاق، ورفاقٌ يعلقون علماً في زقاق آخر، ومستوطنون يتكالبون عليه لإحراقه، صورة القدس ترفع كفها في وجه مخرزٍ حاول تطبيعها ولم يستطع ويتلقى صفعةً كلما حاول.

مستوطنون ينكلون بسيدة فلسطينية في باب العامود

صرخ عاليا لبيك يا أقصى، ووقف رافعاً حذاءه في وجه جنود الاحتلال والمستوطنين ولم يهب شيئاً، وهتف بصوت صادح بالروح بالدم نفديك يا أقصى.

المسن المقدسي حسام محمود أبو دية “أبو أشرف” ٧٠ عاماً من قرية الجيب قضاء القدس، ويقطن في بلدة جبل المكبر، متزوج أب لسبعة شباب وأربع بنات، عشق القدس وحب الوطن ورابط فيه رغما عن كل الصعوبات التي مر بها بسبب هويته.

“الأقصى خط أحمر اذا لم نحافظ عليه نحن من سيحافظ عليه”، هكذا بدأ أبو دية حديثه لموقع ” بالغراف” عقب انتشار صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه لم تكن المرة الأولى حيث نشر له فيديو في العام الماضي خلال مسيرة الاعلام في القدس وهو يصدح بهتافات عاليا في وجه الجنود والمستوطنين في باب العامود.

لم تمنعه العوائق ولا الهوية من التواجد دوما في القدس، رابط في المسجد الأقصى منذ خمس سنوات، لن يهب الاعتداءات ولا الانتهاكات، أثبت وجوده بهتافاته وصرخاته في القدس.

وعن رسالته التي يوجهها يقول أبو دية:” الخزي للمتخاذلين والمطبعين والمتفرجين على الشعب الفلسطيني، هذا مسرى الرسول أولى القبلتين وثالث الحرمين اذا لم نحافظ عليه من سيحميه، الشعب الفلسطيني سيحمي المسجد الأقصى بطاقاته كلها وصدوره العارية حتى الجنين في بطن والدته سيقول لبيك يا أقصى”.

ويتابع أبو دية:” رباطي في الأقصى هو عقيدة فلن أسمح بأن يقسم الأقصى كما حدث في المسجد الابراهيمي، وتواجدي في الأقصى هو انتماء صادق لأرواح الشهداء ومن ضحى لأجل الشعب الفلسطيني لأسرانا وأسيراتنا، ومن دافع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس”.

“رسالتي للاحتلال واضحة الأقصى لن يقسم، هو حقنا وما أخذوه عام ١٩٦٧ سيعود لنا، فلن يحقق الاحتلال في الأقصى أو في الشيخ جراح أو أي مكان يحاولوا تهويده مراده فمحاولته فاشلة”.

عن الصورة التي لاقت رواجاً واسعاً يقول أبو دية:” أنا اليوم كنت لوحدي وكان الاحتلال يعتدي على الشبان باب العامود، هتفت بالروح بالدم نفديك يا فلسطين ورفعت حذائي ولم أكترث لهم”.

وفي سابقة من نوعها أدى مئات المستوطنين طقوسا تلمودية ورقصات وسجدات جماعية ورفع لعلم الاحتلال في ساحات المسجد الأقصى، عقب اقتحامه فجر وظهر اليوم بحماية مشددة من قوات الاحتلال. 

واقتحم أكثر من ألف مستوطن بقيادة عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير باحات المسجد الأقصى وسط رقصاتهم وتأديتهم لطقوسهم التلمودية في مشاهد تحصل في المسجد الأقصى لأول مرة وبحماية شرطة الاحتلال ودون تدخل لمنعهم، فيما أدت مجموعة من المستوطنين سجدة جماعية في باحاته فيما أسموه ب “السجود الملحمي”بمشهد  لأول مرة منذ احتلال القدس قبل 34 عاما.

مستوطنون يحرقون العلم الفلسطيني في باب العامود

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المسجد الأقصى المبارك في ساعات الفجر الأولى ومنعت عشرات المصلين من دخول المسجد  لأداء صلاة الفجر، ما اضطرهم لأداء الصلاة عند أبواب المسجد ” الأسباط، حطة، والغوانمة” فيما قامت بكسر أقفال مئذنة باب المغاربة، واعتلت أسطح المصلى القبلي، وقامت بإغلاق المصلى على كافة المصلين المتواجدين به بعد فشلها في اقتحام المصلى نتيجة تصدي المرابطين لهم، فقامت بحصارهم داخل المصلى طيلة فترة اقتحام المستوطنين، . 

واعتدت قوات الاحتلال على كل المتواجدين بالمسجد الأقصى في محاولة لاخلائه، فاعتدت على كبار السن والفتيات والشبان بالرصاص المطاطي والضرب وقامت برشهم بغاز الفلفل، وقامت باعتقال أكثر من 22 مرابطا منهم أحد حراس المسجد الأقصى فيما استدعت آخرون للتحقيق،  فيما تجدد الاعتداء على المرابطين في المسجد الأقصى ومحاولات اخلائه ظهر اليوم، لتأمين الاقتحام الثاني للمستوطنين.

وهاجم الاحتلال التجار والمقدسيين في البلدة القديمة للقدس وعلى أبواب المسجد الأقصى أيضاً، ونكلت بالمواطنين وأصيب نحو ثمانية مواطنين نتيجة اعتداء المستوطنين وقوات الاحتلال عليهم في البلدة القديمة بالرصاص المطاطي والضرب ورشهم بغاز الفلفل، فيما استمرت في إيقاف الشبان وتفتيشهم والتنكيل بهم عند كافة أبواب المسجد الأقصى والبلدة القديمة، ووصل عدد المعتقلين وفق نادي الأسير الفلسطيني لخمسة وعشرين معتقلا.

وقال خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري في تصريحات صحفية إن رفع المستوطنون علم كيان الاحتلال داخل باحات الأقصى هي قمة التحدي والإفساد، وقيامهم بتنفيذ هذه الأعمال الاستفزازية دليل عدم مقدرتهم على تنفيذ مخططاتهم وتغيير الواقع بالمسجد الأقصى.

ما حصل في المسجد الأقصى صباح اليوم هو اعتداء صارخ وتتحمل مسؤوليته حكومة الاحتلال بسبب دعمها للجماعات اليهودية المتطرفة في تنفيذ أعمال استفزازية داخل الأقصى.

وأكد أن اقتحامات المستوطنين بحراسة مشددة وتحويل شرطة الاحتلال القدس لثكنة عسكرية لا تكسب الاحتلال الحق بالمسجد الأقصى أو تغيير واقعه التاريخي.

فيما منعت قوات الاحتلال حافلات تنقل المصلين من مدينة أم الفحم من الوصول للمسجد الاقصى، ونفذت حملة اعتقالات واسعة في بلدات ومدن الداخل المحتل الليلة الماضية وفجر اليوم. 

فيما نظم المستوطنين مسيرات في باب العامود أحد أبواب المسجد الأقصى، وسط قيامهم بالرقص وتأدية طقوس تلمودية،ورفعوا أعلام الاحتلال، وذلك تمهيداً لمسيرة الأعلام، فيما اقتحم رئيس الوزراء الأسبق رفقة مئات المستوطنين ساحة البراق احتفالاً بما يسمى ” يوم توحيد القدس”.

مستوطنون يرفعون أعلام الاحتلال في المسجد الأقصى
فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة