هيئة التحرير
توشحت بالكوفية الفلسطينية لحظة الإفراج عنها من السجون اليابانية بعد قضاء ( ٢٢ عاماً)، فوساكا شيغينوبو وكما أطلق عليها “مريم” مناضلة أممية يابانية قدمت من طوكيو إلى بيروت وعشقت النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي، هي مؤسسة الجيش الأحمر الياباني الذي قاتل مع الجبهة الشعبية والثورة الفلسطينية في بيروت.
كانت فوساكو ” الثائرة الحمراء” جزءا من الجيش الأحمر الياباني الذي كان يربطه علاقات بالجبهة الشعبية الفلسطينية في زمن القيادي وديع حداد، الذي كان مسؤول العمليات الخارجية في الجبهة، وكان هناك مجموعة من الأحزاب الثورية العالمية من الجيش الأحمر الياباني وغيرها من الحركات الثورية.
وعن نضالها يقول الكاتب راسم عبيدات في حديثه ل”بالغراف”:” كانت تقود نضالا على أساس النضال الأممي من أجل خلق نضال اشتراكي موحد لتحرير الشعوب المضطهدة والمظلومة”.
ويتابع:” انضمت فوساكو للجبهة الشعبية كمتطوعة عام ١٩٧١ وبعد انضمامها قدمت إلى بيروت وأقامت قاعدة للجيش الأحمر الياباني حتى عام ١٩٩٣، كانت مناضلة يسارية حاصلة على شهادة بكالوريوس في الاقتصاد السياسي والتاريخ”.
تزوجت فوساكو من أحد القادة بالجبهة الشعبية وأنجبت طفلة أسمتها “ماي” تيمناً بالشهر الذي حصلت فيه عملية مطار اللد
ويكمل عبيدات:” كانت فوساكو مطلوبة للسلطات اليابانية بسبب تنفيذها عملية اقتحام للسفارة الفرنسية في هولندا واحتجزوا السفير في حينها من أجل مبادلته على رهين ياباني محتجز لديهم”.
وتمت ملاحقتها منذ ذلك الحين بحجة اتهامها بمسؤوليتها عن العملية، وتجولها باسم مستعار وجواز سفر مزور وتم القاء القبض عليها عام ٢٠٠٠ وحكم عليها لمدة ٢٢ عاما.
ويتابع عبيدات:” قضية المناضلة اليابانية شبيهة بقضية اللبناني جورج عبد الله الأسير في السجون الفرنسية بعد انضمامه للجبهة الشعبية وتنفيذ عمليات لصالحها، مناضلة يسارية طلابية يابانية”.
عام ١٩٩٣ تم حل الجيش الأحمر اليابانية نتيجة خلافات في القاعدة فيه، وبقيت معتقلة فوساكو في السجون اليابانية ٢٢ عاما
عملية مطار اللد..
رغم اختلاف اللغة وعدم اتقانها للعربية، لم يمنعها ارتباطها بالنضال ضد الاحتلال الاسرائيلي من انضمامها لدعم النضال الفلسطيني للقيادة في الجبهة.
المناضلة اليابانية فوساكو ارتبط اسمها بعملية مطار اللد وكانت جزءا منها التي نفذت في ٣١ ايار ١٩٧٢، اتهمت بالتخطيط للعملية التي قام بها ثلاثة فدائيون يابانيون، وصلوا مطار اللد على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، واندلع اشتباك بينهم وبين قوات الاحتلال الذين قتل وجرح العشرات منهم، مع استشهاد اثنين من منفذي العملية واعتقال ثالث.
أصبحت فوساكو الناطق الرسمي باسم مجموعة اليابانيين واليابانية الوحيدة ضمن مجموعة الثوار المتبقية في لبنان، هدفا للاحتلال مما دفعها للتخفي طيلة فترة إقامتها في بيروت.
بعد قضائها ( ٢٢ عاما) في السجون اليابانية لأجل فلسطين، يقول الكاتب عبيدات عن هذه التضحية:” هذه انسانة مناضلة أممية دفعت جزءا كبيرا من حياتها لنصرة قضية عادلة كالقضية الفلسطينية، أعلى شكل من أشكال التضحية وخاصة أن جزء من رفاقها نفذوا عمليات واستشهدوا، وبالتالي في زمن الثورة والمد الثوري كانت الثورة الفلسطينية تعج بالمناضلين الذين انضموا اليها سواء كانوا عرب أو أجانب من أجل حق الشعب الفلسطيني لنيل حريته واستقلاله”.