loading
غفران وراسنه

بين غفران والأثير.. جندي ورصاصة

هيئة التحرير:

 وانت في خطواتك الأولى في طريقك للمستقبل، قد يكون الموت أسرع منك، وينتظرك قبل ان تصل الى وجهتك خلف حاجز عسكري لجيش الاحتلال، يتربص بك في رصاصة جندي استيقظ باكرا ضجرا فأراد ان يتسلى، فيرديك قتيلا وانت تنظر الى حلمك الذي كنت قد استيقظت صباحا للذهاب اليه بعد انتظار.

استيقظت الفتاة غفران وراسنة (٣١ عاما) باكرا في منزلها في مخيم العروب في مدينة الخليل، استعدادا لأول أيام عملها في إذاعة دريم في المدينة، حيث كان من المفترض ان يعانق صوتها الأثير لأول مرة في موجز أخبار الساعة الثامنة، لكنها تحولت الى خبر عاجل على كل وسائل الإعلام، بعد ان قتلتها رصاصة جندي على مدخل المخيم.

وقالت والدة غفران للصحفيين ” لقد خرجت غفران صباحا للالتحاق بعملها في راديو دريم، كانت تريد استلام عملها في يومها الأول ولم تريد ان تتأخر عنه، وقد ودعتني صباحا وقالت لي يجب ان استلم عملي اليوم”.

وأضافت والدتها ان غفران خريجة صحافة وإعلام من جامعة الخليل عام 2014، وعملت سابقا حسب والدتها في راديو سراج لعام ونصف وفي راديو مرح، وفي الفترة الأخيرة تقدمت بطلبات عمل عديدة، وقد وعُدت قبل يومين بالعمل مراسلة ميدانية في تلفزيون فلسطين، كما قدمت في الأيام الماضية اختبارا في راديو دريم وكان يجب ان تلتحق بعملها اليوم.

قناة الغد

حرمت رصاصات الاحتلال وراسنة من أولى خطوات حلمها في الوظيفة التي انتظرتها ثمانية أعوام، وبان توصل صوتها الى العالم، فأصابت صدرها وتركتها جثة هامدة على مدخل مخيم العروب دون السماح بتقديم الإسعاف لها، حتى فارقت الحياة، لكن صوتها خرج للأثير رغم ذلك.

طلب الجعبري، مدير إذاعة دريم وخلال برنامجه الصباحي على الإذاعة، بث “اختبار الصوت” الذي أجرته غفران قبل أيام قليلة فقط، والذي نجحت به وقُبلت على أساسه في الإذاعة، فخرج صوتها على الأثير أخيرا كما تمنت، بينما كان جسدها مسجى في المستشفى.

وقال طلب الجعبري لـ “بال غراف”، كان من المفترض ان يكون اليوم هو أول أيام عمل غفران في تقديم المواجز الإخبارية في الإذاعة لكن رصاصة الغدر سبقتها.

وأضاف ” قبل أسبوعين تقدمت بطلب للعمل في الاذاعة وأجرت “اختبار صوت” ونجحت به، وجرى الاتفاق معها على ان يكون اليوم اول يوم عملها، وبعد ان وردنا خبر استشهادها قمنا ببث “الموجز الذي قامت بتسجيله قبل أيام ونجحت بسببه”.

من جانبه قال خليل محيسن خال الشهيدة في حديث لـ ” بالغراف” أن “غفران وأثناء ذهابها إلى عملها في الخليل أطلق عليها جندي حاقد رصاصة في صدرها، ومنع الإسعاف من التدخل لمدة 20 دقيقة وتُرِكت تنزف، حتى تمكنوا من إسعافها ونقلها إلى المستشفى”، مضيفا “وصلت إلى المستشفى وهي على قيد الحياة، لكن لم يتمكن الأطباء من إنقاذها وأعلن استشهادها”.

وأكد محيسن أن جندي الاحتلال أطلق النار عليها وهي ذاهبة باتجاه موقف السيارات، مضيفاً “لو تم إسعافها في الوقت المناسب وسُمِح لرجال الإسعاف بالتدخل وإسعافها لكانت على قيد الحياة، ولكن بسبب منع الاحتلال ذلك وتأخير إسعافها فقدت حياتها”، مضيفا ” لقد اصطفاها الله فأصبحت شهيدة”.

وأضاف محيسن أن غفران التي تخرجت من كلية الإعلام، عملت في العديد من وكالات الإعلام، وقد كانت في طريقها إلى عملها حينما أنهت رصاصة حاقدة حياتها، مضيفا أن “غفران كان تكمل دراسة الماجستير في الصحافة أيضاً إلى جانب عملها”.

وأكد أن الشهيدة غفران كانت فتاة طموحة ومحبوبة واجتماعية ومميزة وكان لديها أحلامها التي قتلها الاحتلال برصاصة حاقدة، وقتل طموحها.

يذكر أن غفران اعتقلت بداية العام الجاري لمدة ثلاثة أشهر، وأفرج عنها في شهر نيسان، حسب ما أكده نادي الأسير.

ونعت جامعة الخليل عامة وقسم الاعلام خاصة الشهيدة الاسيرة المحررة خريجة قسم الإعلام الصحفية غفران هارون وراسنة، بعد قيام قوات الاحتلال بإعدامها برصاصة اخترقت صدرها، ومنعها الطواقم الطبية من الوصول اليها وتقديم الاسعافات الضرورية لها امام مدخل مخيم العروب.

كما نعى التجمّع الصحفي الديمقراطي الشهيدة الصحفية والأسيرة المحرّرة غفران وراسنة، مؤكدا أنّ جرائم الاحتلال متصاعدة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وبحق الأسرة الصحفيّة تستوجب التحرّك الجدي والفوري لفضح كل هذه الجرائم أمام المجتمع الدولي من أجل وضع حدٍ لكل هذه الجرائم ومُحاسبة مقترفيها لضمان عدم تكرارها.

وشدّد التجمّع على أنّ الاحتلال يُصعّد من هجمته على الأسرة الصحفيّة الفلسطينيّة، فبالأمس قتل الزميلة شيرين أبو عاقلة بدمٍ بارد، واليوم أعدم الزميلة غفران وراسنة غير آبهٍ بكافة القوانين الدوليّة التي توفّر الحماية للصحفي الفلسطيني، إذ يأتي هذا في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن محاسبة الاحتلال على كل هذه الانتهاكات الجسيمة.

الاحتلال اعترض جثمان الشهيدة وراسنه على مدخل مخيم العروب | عدسة حازم بدر ا ف ب
فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة