هيئة التحرير
في خطوة من شأنها التخفيف من وطأة البطالة المتزايدة في فلسطين، أطلقت مؤسسة الرؤيا الفلسطينية بالشراكة مع صندوق التشغيل الفلسطيني ووزارتي العمل والمال والبنك الدولي، مشروع “الحماية الاجتماعية لمواجهة جائحة كورونا، المال مقابل العمل” لتوفير فرص عمل جزئية للخريجين لمدة ستة أشهر، في خطوة تعزز رؤيتها بالتعاون لمواجهة تداعيات الجائحة.
وقال رامي ناصر الدين المدير التنفيذي لمؤسسة الرؤيا إن مشروع الحماية الاجتماعية لمواجهة جائحة كورونا ” المال مقابل العمل” والذي تنفذه مؤسسة الرؤيا الفلسطينية بالشراكة مع صندوق التشغيل الفلسطيني ووزارة العمل والمالية وبتمويل من البنك الدولي، يهدف بشكل رئيسي إلى تعزيز الصمود الفلسطيني من خلال تأمين وظيفة جزئية للعاطلين عن العمل خصوصاً في ظل جائحة كورونا التي جرت، وخاصة بعد فقدان العديد من الشبان والشابات لوظائفهم نتيجة هاي الجائحة، وأيضًا في ظل الظروف المعيشية الصعبة
واضاف أن مدة المشروع هي عشرة أشهر، وسيتم توظيف الشبان والشابات لمدة ستة أشهر بدءا من الشهر الحالي، حيث سيتم توفير مئة وظيفة في القدس ورام الله وطولكرم وبيت لحم وسلفيت، وستشمل الوظائف مختلف القطاعات، حيث تم التوقيع مع 46 مؤسسة مجلس بلدي ومؤسسات مجتمع مدني في مدن الضفة الغربية والقدس
وأكد ناصر الدين أن المشروع يستهدف الخريجين الجدد والعاطلين عن العمل خصوصا خريجين الخدمة الاجتماعية والصحة، من عمر “١٨-٦٥ عامًا”، حيث هناك ١٩ مؤسسة استفادت من هذا المشروع، مضيفا أن هناك 5% من الفئة المستهدفة كانت من ذوي الاعاقة وذلك بالتعاون مع مؤسسة “بهمتكم لذوي الإعاقة
وأضاف أن المشروع يتم التحضير له مع المؤسسات الشريكة منذ أكثر من عام، وبدأ العمل الفعلي له منذ شهر نيسان المنصرم حيث مر بمراحل تحضيرية وشرح للمؤسسات الموجودة هذا المشروع
وأكد ناصر الدين أن هناك توقع بنتائج إيجابية لهذا المشروع فتوظيف الشباب في مؤسسات بحاجة إلى كادر مهني وعملي، فهذا يساهم في تطوير أداء هذه المؤسسات من جهة، ومن جهة أخرى يمثل فرص أكبر للحصول على تمويل مالي من المؤسسات بشكل أكبر حينما يكون هناك كادر وظيفي وتصبح الخدمات المقدمة ذا جودة أعلى، وهذا ينعكس جيداً على المؤسسات الذي يتم التعامل معها في هذا المشروع، مشيرا إلى أنه مثلاً كان هناك توظيف جزئي للشبان في المجالس المحلي، بتخصص العلاقات العامة، حيث كانوا يهتمون بوسائل التواصل الاجتماعي، والتسويق والتركيز على أداء المجالس المحلية، والقضايا المجتمعية والخدمات المقدمة في القرى المستهدفة من المشروع
ومؤسسة الرؤيا هي مؤسسة شبابية تأسست عام 1998، في مدينة القدس، تركيزها ينصب على الشباب وتمكينهم وتحقيق تطلعاتهم والحفاظ على هويتهم الفلسطينية، والشروع في تنمية مستدامة يقودها الشباب من خلال عقد تطوعي للأعمال، وتركز على ثلاثة برامج وهي ” الهوية، وتطوير قطاع التعليم، والتطوير وريادة الأعمال”، والبرامج تستهدف فئتين عمريتين وهن من “13-17 عامًا ومن 18-35 عامًا”، ولدى المؤسسة شركات توفر من 25 ألف إلى 30 ألف مستفيد” من المشاريع المقدمة
وقالت تغريد ناصر منسقة المشروع في وزارة العمل أن المشروع جاء بتمويل من البنك الدولي وصندوق التشغيل الفلسطيني ووزارة المالية والعمل، وبالتعاون مع 19 مؤسسة أهلية
واضافت أنه ومن خلال هذا المشروع سيتم تشغيل 3940 مواطن ومواطنة، من الفئة العمرية من “18-65 عامًا”، ويستهدف 20% من المستفيدين من وزارة الشؤون الاجتماعية، كما ويتركز في كامل الضفة الغربية والقدس من خلال المؤسسات الأهلية، مشيرة إلى أنه يستهدف الباحثين عن العمل والمتضررين من جائحة كورونا لمدة 6 أشهر، بدوام جزئي 15 يوم بالشهر وبراتب 413 دولار
المشروع جاء كإستجابة للأوضاع الاقتصادية السيئة التي واجهها الشعب الفلسطيني خلال جارحة كورونا فالكثير خسروا وسُرِحوا من وظائفهم من قبل المشغلين، وهذا المشروع جاء بهدف إنعاش وتوفير فرص عمل وببعض المساهمة المالية للباحثين عن العمل
وأضافت أن المشروع ساهم في التشبييك بين المؤسسات بشكل عال، فالمشروع يضم 251 موقع في الضفة الغربية، وهناك ما يقل عن “500 مؤسسة، وبلدية، ومجالس محلية”، بالإضافة إلى أن المشروع يوفر لهم فرص وخبرات جديدة، ويساعدهم في الحصول على فرص عمل دائمة، إضافة إلى أنه يساهم في اكسابهم الخبرات من خلال التدريب والدورات، فجزء من التسغيل هو التدريب للمستفيدين، وأيضًا دمج للخبرات بين الخبرات الناشئة والناضجة المستفيدة من المشروع الذي يضم الفئات العمرية من 18- 65 عامًا، وهذا يساهم في تنمية القدرات وتبادل الخبرات
وأكدت ناصر أن المشروع مر بمراحل عديدة حيث المرحلة الأولى كانت طلب مشاريع من مؤسسات المجتمع المدني وبعد الفرز تم التوقيع مع 19 مؤسسة أهلية وبدأ العمل على المشروع في شهر نيسان الماضي من ” تدريب للكوادر، والاعلان عن الوظائف والفرز، وصولاً إلى التوظيف”
وأشارت إلى أن المشروع يستهدف 4 قطاعات وهي قطاع الصحة فكان هناك استجابة لاحتياجات القطاع الصحي، خاصة في التضرر الذي واجهه المواطنين في القطاع الصحي، فتم استهداف المناطق المهمشة والمناطق البدوية، إضافة إلى القطاع الزراعي فالمشروع يساهم في دعم صمود المزارع الفلسطيني، حيث تم جمع قاعدة بيانات بالشراكة مع الاتحاد الزراعي، وأيضًا قطاع التعليم حيث يساهم المشروع في تعزيز التعليم المساند وخدمات الدعم النفسي للمدارس من خلال الأنشطة الصيفية وتنفيذ المخيمات الصيفية، إضافة إلى قطاع الخدمات الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال توفير الدعم الإجتماعي المساند للأسر المهمشة، وتخفيف العنف الواقع على النساء والأطفال، وذلك من خلال المؤسسات الشريكة التي تعمل على مساندة المتضررين نفسيا واجتماعياً من الجائحة
وأضافت ناصر أن هناك استهداف لفئة ذوي الاعاقة والتركيز عليهم من خلال التعاون مع المؤسسات التي تختص بتقديم الخدمات لهم، فكانوا جزء من المشروع وكان هناك أولوية لهذه الفئة عند الإختيار، إضافة إلى أن هناك استفادة أيضاً ل ” العمال، والخدمات الطبية والصحية والخدمات الاجتماعية وللمهندسين الزراعيين، والصيانة، والفنييين” وذلك بحسب احتياجات المؤسسات، وبالتالي يكون هناك منفعة متبادلة بين المؤسسات والمستفيدين، فالمؤسسات سيساهم التوظيف في تطوير أداءهم وتقديمهم للخدمات، والمجتمع المحلي أيضًا هو مستفيد من هذا التعاون
وشددت على أنهم حرصوا على عدالة وصول الجميع لفرص العمل من خلال الإعلان عن كافة الوظائف المتاحة وفتح باب التسجيل للجميع عبر التسجيل البوابة الفلسطينية التشغيل ووالتقديم في وزارة العمل، وأيضا وجود الصندوق التشغيلي الذي فتح باب المساعدة للجميع، وذلك في محاولة للوصول لأكبر شريحة ممكنة للعمل في هذا المشروع.
من جهته يقول محمد أبو خليل مدير مؤسسة بهمتكم أن المشروع يعود بالفائدة على المؤسسة لأنه يوفر دعم للكادر الوظيفي في المؤسسة، إضافة إلى توفيره لفرص عمل ولو بدخل محدود لأشخاص ذوي الإعاقة، وهذا يمثل فرصة لهم للانخراط في سوق العمل، والانخراط في مؤسستنا
وأضاف إن الهدف الرئيسي هو دمج أشخاص ذوي الاعاقة في سوق العمل، وهذا المشروع يوفر لهم فرصة الاندماج فيه، ويكون بمثابة تجربة لهم للإحساس بأهميتهم، وأنهم كغيرهم من المواطنين، وبأنهم قادرين على الإبداع والإنتاج، مشيرًا إلى أنه يمكن اعتبار هذا المشروع كجزء من التمكين الإقتصادي لهذه الفئة المهمشة والتي تعتبر تحت خط الفقر، وبالتالي هذا المشروع قد يعود عليهم بالفائدة ولو لفترة محدودة، رغم محدودية الدخل
وأكد أبو خليل أن هذا المشروع يعود بالمنفعة على المؤسسة وعلى أشخاص ذوي الاعاقة، فهو يستفيد ماديا ويطور مهاراته، ويساهم بتطوير قدراته وأداءه، وهذا تعتبر بمثابة فرصة لإثبات أنفسهم للحصول على فرصة عمل دائمة في المؤسسة حال إثباتهم لذاتهم، إضافة إلى مساعدة المؤسسة لهم في الحصول على فرص عمل في مؤسسات مختلفة إذا أثبتوا قدراتهم، مضيفا أنهم كمؤسسة سيسعون إلى توظيف قدراتهم بما يخدم المؤسسة وبما يخدمهم هم كأشخاص، فالمؤسسة هي أصلاً لهم وأسست لأجلهم
مؤسسة بهمتكم هي مؤسسة شبابية تُعنى بالشباب ذوي الإعاقة، بالفئة العمرية من “18-35 عامًا”، كما وتهدف إلى تفعيل دورهم في المجتمع الفلسطيني، وللمطالبة بحقوقهم والمناصرة، إضافة إلى الاهتمام بالجانب الرياضي والنفسي والموسيقى والجوانب الاجتماعية لذوي الإعاقة، وطرح قضاياهم على منصات التواصل الاجتماعي
من جانبه يرى عاهد ازحيمان مدير مؤسسة ” أرت لاب” أنه وبعد جائحة كورونا أضحى هناك عدم استقرار مالي لدى المؤسسات وخاصة الثقافية والفنية منهم، فالقطاع الثقافي يعتبره الناس قطاع مكمل وليس أساسي، ولكن هناك من تعتبر بالنسبة لهم مصدر رزق، وبالتالي جائحة كورونا أثرت عليهم بشكل كبير كمؤسسة وفنانين، لأن طبيعة عملهم تقتضي أن تكون مع الناس
وأكد أن هذا المشروع ورغم أنه محدود الدخل وتحت الحد الأدنى للأجور، إلا أنه يعتبر منفس حقيقي للفنانين للعودة ومباشرة عملهم وإكمالها، مضيفًا أن هذا المشروع هو من أهم المشاريع المقدمة، خاصة وأنه خال من الشروط، فالفئة العمرية لبست محدودة بل واسعة، والمبلغ المالي المرصود للمشروع مقبول للعودة للعمل
واضاف ازحيمان أن هذا المشروع هو تبادل منفعة، فالقطاع الثقافي هو عبارة عن مشاريع ولها أهدافها، فالمشروع سيفتح آفاق سواء للمؤسسة أو للموظفين، حيث المؤسسة ستستمر في عملها وكذلك الموظفين، كما ويفتح الطريق أمامهم لمشاريع مستقبلية مع الموظفين المستفيدين من هذا المشروع، بالإضافة إلى تبادل الخبرات مع بعضهم البعض، وفرصة مناسبة للهم للتعلم واكتساب الخبرات
ومؤسسة ” أرت لاب” هي مؤسسة ثقافية مقدسية تأسست عام 2014، تُعنى بالامور الفنية البصري، ولها خطين خط الانتاج الفني وإيصال رسالة المقدسيين بطريقة مختلفة وبرؤية فنية إبداعية، وهي أيضا تُعطي خدمات للمؤسسات في أمور التسويق والإعلانات وغيرها من هذه الأمور