loading

عادل الطل .. طلة جيدة للتيك توك

هيئة التحرير

في أقصى الجنوب الفلسطيني، وبعد تجاوز جبال الخليل التي ينهشها الاستيطان، تستوقفك خربة زنوتا المقطعة الأوصال بفعل حصار مستوطنات الاحتلال لها، تتربع على رأس جبل فلسطيني يطل على صحراء النقب وباديتها.


يطل الشاب عادل الطل (32 عاماً)، من خربته زنوتا على العالم بهاتفه النقال وثقافته الواسعة، ينقل لهم صور الحياة التراثية الفلسطينية القديمة، عبر مقاطع فيديو قصيرة يعرف فيها المتابعين على قصص وخبايا حياة زنوتا.


وبعد المتابعة الواسعة لعادل، ورواج المقاطع الكبير، بقي عادل محافظاً على بساطة الطرح والتعليق، فتارة تجده يهش على غنماته بعصاة، وتارة أخرى يسقي الدجاجات، وفي أحيان كثيرة يعرض للجمهور معاناة الخربة وأعمال سكانها في الثروتين النباتية والحيوانية.


وتعاني زنوتا من حزام استيطاني ومحاصرة شارع استيطاني صادر نحو 71 بالمئة من مساحتها، وهو ما يكبد سكان الخربة المشي نحو 25 كيلو متر عند كل عملية ذهاب أو إياب للوصول إلى أقرب مركز صحي أو تجاري في قرية الظاهرية الواقعة شمال القرية.


ويثابر عادل على توثيق نمط الحياة السائد في الخربة، ويعيش في ذات الكهف الذي ولد فيه جده قبل نحو مئة عام، ويرفض كل اشكال رغد الحياة والانتقال إلى مكان غيره.

وفي الكهف، يصور عادل مراحل إعداد الشاي أو القهوة في الموقدة، وفراشه الملتصق بالأرض كحال أهالي القرية، رافضين كل اشكال التضييق والإرهاب الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون وبحراسة من جيش الاحتلال عليهم.


ويلقي لمستوطنون الحجارة على الرعاة، ويسممون المحاصيل الزراعية ويقطعون الطرق ويغلقونها عليهم، بالإضافة إلى منع سكان الخربة من مد شبكات مياه وكهرباء وتعبيد الطريق الموصلة اليهم.


والمتابع لحساب عادل عبر تطبيق “تيك توك”، يستطيع مشاهدة مئات الاعتداءات على أهالي القرية، كونه يوثق ايضا اعتداءات الاحتلال على الخربة.


وبات عادل مرجعية للعديد من المتابعين في التعرف على مزايا حياة الخربة المليئة بالهدوء والبساطة، خاصة وأنه يصور والدته وهي تعد اللبن الجميد وتخبز في الطابون او تطهو الطعام على موقدة الحطب وسط طبيعة خلابة نابضة بالحياة يسميها عادل جنة الله على الأرض على الرغم من البطش الاحتلالي عليها، وتلوث المشهد البصري فيها بمشاهد جدار الفصل العنصري والبؤر الاستيطانية.


ورغم عمليات الهدم والردم لبيوت سابقة في الخربة، ومنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي البناء أو التوسع فيها، إلا أن عادل يرفض الخروج من كهفه الذي تمتزج رائحته برائحة الزعتر والزحيف البري إلى أي مكان آخر.


يقول عادل أنه استطاع تغيير الصورة النمطية عن سكان مثل هذه الخرب النائية والمهمشة، واستطاع استقطاب متابعات من أصحاب القرار والنفوذ في الشارع الفلسطيني، وهو ما جعلهم يزرون كهفه الشاهد على أحقية وأقدمية أصحاب الأرض بها.


وتقع قرية زنوتا في المنطقة المصنفة “ج”، والمقدرة بنحو 61% من مساحة الضفة الغربية، وفق اتفاقية أوسلو الثانية، وتخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة