loading

خليل العواوده: يقاتل بشوق وأمعاء خاوية

يستمر الأسير خليل العواودة (41 عاما) من بلدة إذنا غرب الخليل في إضرابه المفتوح المستمر لليوم الواحد بعد المئة وسط تدهور خطير على صحته وذلك في ظل تعتيم اعلامي واضح من قبل سلطات الاحتلال و منع أي أحد من زيارة خليل خوفاً من أي تسريبات حول وضعه الصحي، بدأ إضرابه عن الطعام في الثالث من اذار مارس 2022 و يستمر حتى يومنا هذا، وذلك احتجاجاً على استمرار اعتقاله الإداري وعدم تقديم لائحة تهم واضحة له.

اعتقل العواوده في 27 كانون أول ديسمبر 2021 و تم عقد محاكمة له واتهامه بنشر منشورات تحريضية عبر فيسبوك ولكن ولعدم كفاية الأدلة تم تبرأته لكن سرعان ما قدمت النيابة الطعن بالحكم وتم تحويله للاعتقال الإداري بتاريخ الخامس من يناير 2022 حينها قرر خليل خوض إضراب مفتوح عن الطعام في سبيل حريته، وبسبب اصابته بفايروس كورونا كان من الصعب البدء بالإضراب حينها فانتظر حتى شُفي تماما.

وفي الثاني من اذار كانت آخر مكالمة هاتفية لخليل مع والده محمد العواودة و أخبره عن عزمه ببدء الاضراب فقال له والده: “يابا بدك تبلش إضراب بدك حدا يتفاعل معاك والشارع ميت! ” فما كان من خليل إلا أن أجابه: ” يابا أنا مش معتمد على الشارع الاعتماد على رب العالمين”، فبدأ خليل اضرابه بإصرار شديد حتى أنه قام بتوزيع حلوان على الأسرى قائلاً أنه حلوان نصره بإذن الله في معركته المُقبل عليها وأمامه خياران إما الشهادة وإما النصر.

خليل الصائم منذ شهر رمضان يعاني اليوم من صعوبة بالنطق، صداع شديد، تقيؤ مستمر وفي بعض الأحيان يتقيأ دم، بدء ضمور في العضلات، آلام شديدة في خاصرتيه بسبب الجفاف، وانخفاض حاد في الوزن،  وظهور بقع سوداء نتيجة نقص الأملاح في جسمه بالإضافة لمعاناته من عدم وضوح بالرؤية فهو لا يستطيع تمييز من يقف بالقرب منه إلا من خلال صوته كما أخبرت محاميته والده.

منذ أن بدأ خليل إضرابه المفتوح قامت سلطات الاحتلال بعزله ومنع أي زيارة له من قبل أهله ومنع وسائل الاعلام من الوصول إليه خوفاً من تسريب أي صور لخليل أثناء إضرابه حتى أنها حاولت منع أهله من إقامة مظاهر الدعم والصمود لابنها من خلال تهديدهم واتصالهم عليهم و مطالبتهم بإزالة الاعلام واليافطات المعلقة بمنزل والده! وحاول الاحتلال مساومة خليل مقابل النقل من السجن الى المستشفى بأن يقبل العلاج الذي تفرضه المستشفى، علمًا أن رفض العلاج والفحوص الطبية تشكّل أبرز أدوات المعتقل في معركة الإضراب؛ وحاولت مساومته بنقله من مستشفى سجن الرملة الى مستشفى مدني مقابل تناوله للمدعمات، لكن خليل رفض ذلك وأصر على الاستمرار بإضرابه حتى يوم الجمعة حيث جرى نقله إلى المستشفى على إثر تدهور خطير على وضعه الصحي.

يخوض خليل معركته في سبيل حريته وحيداً فهو يفتقد للدعم المحلي و العالمي ولعل أبرز أسباب استمراره بإضرابه لليوم هو قِلة الدعم من الشارع الفلسطيني كذلك هناك تقصير واضح اتجاه خليل من قبل الحكومة والفصائل وحتى المنظمات الحقوقية فعلى سبيل المثال لم يقُم الصليب الأحمر بزيارة خليل سوى مرة واحدة خلال اضرابه والتي تقوم بالأساس على عناية شؤون الأسرى والمحررين، كما قالت دلال العواودة زوجة الأسير خليل ل بالغراف.

“واصل طريقك على هذا الدرب واستمر في هذه المعركة في سبيل انتزاع حريتك من هذا الاحتلال فأنت الذي تمدنا بالمعنويات والعزيمة من خلال رسائلك لنا، فجميع الاضرابات السابقة انتهت بانتصار الأسرى المضربين وإن شاء الله  مصيرك يكون مثل هؤلاء الأسرى والنصر يكون حليفك بإذن الله “

كانت هذه رسالة دلال لزوجها و أب بناتها الأربعة التي أظهرت قدراً كافياً من العزيمة والقوة و الصبر في ظل الخطر الذي يهدد حياة خليل.

كما وجه والده رسالة لابنه من خلال بالغراف يحثه فيها على الاستمرار بمعركته قائلاً له: “أنت بدأت طريق شرف وعزة وكرامة لك و لكل فلسطيني ومسلم أكمل هذه المسيرة , ولا تزعل من قلة الدعم فالرسول صلى الله عليه وسلم بدأ وحده و من ثم انتشر الاسلام بالعالم أجمع، وأنت بدأت وحدك وستكمل حتى نيلك حريتك”

عُرف خليل ببلدته إذنا بنشاطاته الاجتماعية وحرصه على مصلحة البلدة وتقديم العون والمساعدة لكل محتاج كذلك مشاركته بالعديد من الوقفات التضامنية لقضية الأسرى وغيرها من القضايا التي تمس وطنه فلسطين .

وخليل هو أسير سابق أمضى حوالي 12 عاما داخل سجون الاحتلال ، ستة منها كانت عبارة عن اعتقال إداري، وبسبب ذلك لم يتمكن خليل من اكمال دراسته الجامعية في علم الاقتصاد والذي كان من المفترض تخرجه خلال هذا العام لكن الاحتلال حالَ بينه وبين فرحة التخرج.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة