loading
امتحان الثانوية العامة

كانوا ينتظرون التوجيهي صاروا ينتظرون الجثمان

هيئة التحرير

كان من المفترض أن يكون الطالب معتصم عطا الله، من بلدة تقوع شرق بيت لحم، جالسا على مقعده الدراسي يقدم امتحانه في الثانوية العامة وأولى الخطوات لتحقيق أحلامه، لكن أربع رصاصات اخترقت جسده وزفته شهيداً، في الثامن أيار الماضي، ومحتجزا في ثلاجات الموتى، بلا قبر يضم جسده.

يقول محمد عطا الله والد الشهيد معتصم عطا الله “١٧ عامًا” أن هذا يوما مأساويا بالنسبة لنا، فمعتصم كان يجب أن يكون الآن يقدم امتحانه الأول في اللغة العربية ولكنه الآن في ثلاجات الموتى، وهذا شيء حزين جدا ويوم صعب كثيراً بالنسبة لنا، ولكن مشيئة الله كانت أكبر.

كان معتصم شابا ذكياً في مدرسته وكان يحلم بالمستقبل كثيرا، وكانت لديه أحلامه الكثيرة، منها بعد انتهاء التوجيهي، أن ينتسب إلى الجامعة وإلى الكلية العسكرية، فكان يطمح أن يكون شرطيا فلسطينيا

وأضاف عطا الله أن يوم استشهاده كان مفاجئا بالنسبة له،  لأنهم كانوا في البيت سوية بعد صلاة المغرب وكانوا يتبادلون الحديث والضحك والمزاح فيما بينهم، وكانوا يستعدون لزيارة جيرانهم بعد العشاء وكان متحمساً للخروج في هذه الزيارة، مضيفاً أنه تفاجأ عند سماعه بوجود شهيد، والصور المتداولة هي لابنه معتصم”.

وأشار إلى أنه بعد رؤية صور ابنه على مواقع التواصل تلقى اتصالاً هاتفياً من الاحتلال وذهب لرؤية ابنه فتأكد أنه هو، مضيفاً أنه كان مغطى بالدماء فهو تلقى أربعة رصاصات إحداها في وجهه وثلاثة في صدره، وأنه عندما رآه بدأ بمسح الدماء عن وجهه، مشيراً إلى أنه كان بإمكانهم إصابته في قدمه فقط واعتقاله، ولكنهم أعدموه، ومن ثم احتجزوا جثمانه”.

تلفزيون فلسطين

“معتصم لم يكن ابني فقط كان قريباً جداً مني، وكنت اعامله وكأنه أخ لي، لأنه لم يحزنني قط، كنت أراه حياتي الجميلة، كانت حياتي جميلة جداً وهو بقربي وكان عن الدنيا كلها بالنسبة لي، فهو فاكهة البيت، ولكن بعد استشهاده تغيرت حياتي بدرجة كبيرة”، هكذا وصف محمد عطا الله علاقته بابنه البكر، مضيفاً أنه كان محبوبا وبارا بوالديه وكان خلوقا ومحبوباً في مدرسته وبين أصدقائه وزملائه وأخوته وفي بلدته

وناشد عطا الله كافة المؤسسات وكل من له ضمير حي بالإفراج عن جثمان ابنه ليتسنى لهم دفنه، وذلك للتخفيف عنهم مأساتهم، لأنه طالما بقي في الثلاجات فإن جرحهم يستمر بالنزف وكأنه استشهد اليوم وليس قبل أكثر من شهر.

وتقدم أكثر من ٨٧ ألف طالب وطالبة لامتحانات الثانوية العامة في جولتها الأولى في كافة محافظات الوطن، في امتحانات تستمر لعشرين يوماً.

تحتجز سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ العام ٢٠١٥ جثامين مئة وأربعة شهداء فلسطينيين وترفض تسليمهم لذويهم لمواراتهم الثرى في إطار سياسة العقاب الجماعي.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة