loading
حنان الخضور

شهيدة الدرس الأخير

هيئة التحرير

“منذ الصباح أقف على الشباك أترقب وأتخيل أن يفتح الباب وتدخل حنان وتخبرني ماذا فعلت بامتحانها، وكأنني غير مصدقة بعد رحيلها” بصوتها المتحشرج الباكي هكذا وصفت عبير الخضور والدة الشهيدة حنان الخضور حالتها منذ الصباح، قائلة بأن هذه الأيام أصعب من يوم وداعها واستشهادها.

وتقول خضور أن حنان كانت تحب النجاح و التفوق، وكانت ذات شخصية قوية ومؤدبة ومطيعة، وعلاقتها معها كانت علاقة صداقة فهي الابنة الوحيدة على ثلاثة أشقاء ذكور، وكانت مقربة منها بشكل كبير، وتخبرها بمشاكلها لتحلها، وكانت تحب الحياة و تطمح لدخول الجامعة ودراسة التسويق، ورحيلها ترك فراغًا كبيرًا في المنزل ولدى أشقائها، الذين يذهبون للنوم في غرفتها، فهي كانت حنونة معهم.

وأكدت انها قامت بزيارة للمدرسة التي درست بها حنان مقدمة درع شكر لهم، وطالبة منهم مسامحتها، فيما أكدت لها معلماتها ومديرتها أن الجرح لديهم عميق بفقدان حنان، وأن زميلاتها في الصف ومنذ استشهاد حنان لا يستطعن دخول الصف حتى الآن.

كانت حنان تأخد دروسا خصوصية وكان درسها الأخير في المعهد حينما استشهدت فتقول خضور أنها في الصباح رأت آليات الاحتلال تتوجه لاقتحام جنين، وبقيت وحنان تنظران إلى الآليات، وبعدها طلبت منها عدم التوجه للمعهد لأنه سيكون مغلق نتيجة الاقتحام، ولكنها رفضت وأصرت على الذهاب لأنه درسها الأخير في المعهد، ولأنها تريد النجاح لإدخال الفرحة في نفوس العائلة، مؤكدة أنها خرجت من البيت وهي فَرِحَة، وأضافت أنها وبعد خروجها بفترة وردها اتصال من شقيقتها تخبرها به بإصابة حنان.

وأشارت إلى أن حنان بقيت في غرفة العناية المكثفة لمدة سبعة أيام وهي بغيبوبة، قبل أن تستعيد وعيها، وتتحدث معهم وتوصيها بالاهتمام بنفسها وبوالدها وبأشقائها وعمتها، وأن لا تحزن، وكأنها أم توصي ابنتها العروس.

من جانبه يقول محمود خضور والد الشهيدة حنان خضور  أنه كان من المفترض أن تكون حنان اليوم على مقاعد الدراسة تقدم امتحانها ولكنها رحلت، وهذا اليوم كان بمثابة جرح عميق بالنسبة لنا.

وأضاف أن والدتها زارت المدرسة وقدمت لهم درع شكر لمدرسة حنان، كما أنهم باشروا ومنذ استشهادها في بناء حديقة باسمها.

شهيدة الدرس الأخير

كانت تحلم  بأن تنهي مدرستها بالنجاح وتذهب لدراسة التسويق في الجامعة، الطموحات صغيرة ولكن الاحتلال يقتلها.

وأشار خضور إلى إنه يوم استشهادها كان هو ذاهب الى الدكتور وكانت ستذهب هي للمعهد فهي تأخذ دورات دراسية، وكان هناك اقتحام لجيش الاحتلال فالبيت قريب من الجدار، فرأت حنان وأمها آليات الجيش المقتحمة لجنين، وحاولت ثنيها عن الذهاب للمعهد ولكنها أصرت على الذهاب، مضيفاً أنها ركبت في المقعد الذي كان سيركبه هو ولكنه قد نسي شيئا وعاد لشرائه، مضيفاً أن هذا حسسه بتأنيب الضمير فهو الذي كان سيجلس على هذا المقعد، وأشار إلى أنه وبعد تحرك السيارة وذهابها في الطريق أطلق جيش الاحتلال النار على السيارة وأصابت حنان في يدها.

وأشار إلى أن حنان أصيبت في يدها اليمنى، فاخترقت الرصاصة اليد فقطعت الكبد والقولون والأمعاء وخرجت من بطنها واستقرت في يدها اليسرى، وبقيت بعدها في العناية المكثفة لمدة سبعة أيام، ثم خرجت واستعادت وعيها، قبل أن تسوء حالتها وتتعرض لنزيف بعد خروجها من العناية بيومين، قبل أن تفارق الحياة.

وأكد خضور أن حنان كانت كطفلة صغيرة بالنسبة له وكانت مرحة ومطيعة وتقدم النصائح والإرشادات لعائلتها في بعض الأوقات، مضيفاً أن قضية حنان هي قضية شعب بأكملها وقضية وطن كاملة.

فيما تقول معلمتها ومربية صفها فاتن زعرور  أن حنان طالبة  هادئة وخلوقة وهي فتاة نادرة، وتترك أثرها في النفس، وكانت محبوبة لدى زميلاتها ولا تفتعل المشاكل بالمطلق، وتحلم بالنجاح والحصول على علامة مميزة لإدخال الفرحة على نفس والدتها.

وعن استشهادها تقول صدمنا عند سماعنا بخبر إصابتها، فهي كانت ذاهبة لتدرس، وهذا يترك الأثر الكبير في النفس، مضيفة أنها بعد إصابتها كان صعب عليهم الدخول ورؤية مقعدها فارغ، مشيرة إلى أن خبر استشهادها نزل كالصاعقة عليهم، خاصة بعد علمهم بأنها تحسنت وتسأل على زميلاتها ومعلماتها، فكان هذا بمثابة أمل بعودتها ولكنها رحلت.

الشهيدة حنان الخضور

واضافت زعرور أن زميلاتها تأثرن كثيرا بعد استشهادها إلى حد الانهيار وعدم مواصلة الدراسة، ولكن عملت الهيئة التدريسية جهدها لتشجيعهن  على استكمال دراستهن واهداء نجاحهن لحنان. 

بدورها تقول كفاية جرادات نائبة مدرسة الخنساء الثانوية التي كانت تدرس بها حنان أنها كانت فتاة طموحة هادئة ومجدة وحنونة ولديها ابتسامة جذابة، وكانت تطمح للحصول على معدل في الثانوية العامة، لإدخال الفرحة على نفوس عائلتها.

واضافت أن إصابة حنان كان شيء صعب استيعابه، لأنه مثل تحدي بالنسبة للمعلمات والهيئة التدريسية للحفاظ على نفسية زميلاتها والقيام بالواجب الدراسي في ذات الوقت، مشيرة إلى أنهم كانوا يحاولون الحفاظ على رباطة جأشهم، مؤكدة أن لحظة استشهادها كانت لحظة عصيبة وقاسية عليهم كهيئة تدريسية، فهي ابنة لهم وكان لها حضورها

يذكر أن أكثر من 87 ألف طالب وطالبة تقدموا لامتحانات الثانوية العامة، في كافة محافظات الوطن، والتي تستمر لعشرين يومًا.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة