loading
سماح والفسيفساء

سماح والفسيفساء: هِمَمٌ تطوع الحِجارة

هيئة التحرير

قاد الشغف الشابة سماح الأقرع (32 عاماً)، إلى صناعة لوحات فائقة الوصف من الفسيفساء بالطريقة اليدوية، متحدية الظروف ومتغلبة على الصعاب في العلم والعمل، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة (صم بكم)، فشقت طريقها مبكراً وتنقلت بين عدة أعمال لتجد نفسها متربعة أمام صناعة لوحات الفسيفساء.
وتنقلت سماح بين فن الكوافير والخياطة إلى الفسيفساء، لتشكل بأناملها الناعمتين لوحات ترمز إلى فلسطين، طالما وضعت فلسطين نصب عينيها في رحلة البحث عن الحرية والحياة، لتحكي لوحاتها لسان حالها في الانتماء إلى هذه الأرض.


وتضرب سماح بأناملها على الحجارة لتحصل منها على قطع مربعة صغيرة، وتبدأ بحفها بواسطة آلة حادة “كماشة”، وترمي عليها ابتسامة لا تفارق محياها لتنضج اللوحة فنا يحاكي تاريخ مدينتها بيت لحم وحواريها.


وعلى وقع أصوات الأجراس وصخب الباعة المتجولين والجالسين على قارعة الأرزاق، وباتجاه الطريق المؤدي إلى كنيسة المهد، تواظب سماح منذ خمس سنوات على صناعة اللوحات من الفسيفساء، ليضحي في رصيدها مئات اللوحات التي تتزين فيها جدران مركز بيت لحم للفسيفساء الذي طور من شغفها ورغبتها الجامحة في تعلم صناعة الفسيفساء.


ويرتاد المركز آلاف السياح سنوياً، بفعل المكانة الدينية التي تشغلها مدينة بيت لحم، وتستغل أسرة المركز معرضها داخل المركز للإشارة إلى القضية الفلسطينية، وتعرض لوحات لها علاقة بالقضية الفلسطينية، مثل شجرة الزيتون والكوفية والمسجد الأقصى وقبة الصخرة وكنيستي المهد والقيامة والعشاء الاخير وغيرها عشرات اللوحات المنثورة داخل عتبات المركز وسط شارع النجمة في مدينة بيت لحم.


ويشارك سماح في صناعة لوحات الفسيفساء زميلتها الرسامة المعمارية ياسمين زواهرة (23 عاماً)، والتي تعلمت بدورها لغة الإشارة وباتت تشرح لرواد المركز عن أعمال سماح وهدفها من وراء تشكيل لوحاتها، وتترجم لغة إشارتها لزوار المركز وسواحه.


ووجدت ياسمين سعادتها بين لوحات الفسيفساء وقربها من زميلتها سماح، الأمر الذي بات بالنسبة لهن شيء من ثقافتهن اليومية، يتقاسمن الحجارة والرسم، ويتناقشن في التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، للوصول إلى لوحات كاملة الجمال، تعكس شغف العمل وسط ضبابية الوصول إلى المراد.


من الجدير بالذكر أن الشابتين الأقرع وزواهرة تمرنن وتعلمن بشكل كبير على صناعة الفسيفساء في مركز بيت لحم للفسيفساء، ويقدم المركز ما يلزم للشابتين من متطلبات، الأمر الذي ساعدهن على التعلق بصناعة الفسيفساء على الرغم من الأخطار التي قد تلحق بهن، من آلام للظهر أو التعرض للدغات “الكماشة.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة