loading

انتهى التوجيهي ولم تنته الزنازين

هيئة التحرير
أنهى طلاب الثانوية العامة في الأرض المحتلة اليوم الاثنين امتحانهم الأخير، فرحين بنهاية أيام صعاب، ومستبشرين بفرحٍ قادم وعيون عائلاتهم تترقبُ ما سيحققونه، إلا أن الاحتلال أبى إلا أن بضع بصمته في تنغيص حيات بعضهم، فاعتقلهم قبيل الامتحانات، فصارت قلوبُ ذويهم تخشى برد الزنازين بدلاً من حرارة الامتحان.

كغيره من الطلاب استعد الطالب أيهم رمزي الزعانين من البلدة القديمة في القدس ليتقدم لامتحان الثانوية العامة، الفرع الأدبي، إلا أن قضبان السجن كانت أقوى من حلمه وحرمته المشاركة في هذا المسير ولم يتقدم لأي امتحان بسبب الاعتقال.

وحول هذه القضية تقول والدة الأسير الزعانين لموقع “بالغراف” :” تم اعتقال ابني في شهر رمضان ١٢ يوما وأفرج عنها ومن ثم أعيد اعتقاله بعد عيد الفطر، ولم يستطع التقدم لأي امتحان رغم كل المحاولات”.

وتتابع:” كنت أنتظر على أحر من الجمر وصول ابني لهذه المرحلة، وأن أساله يومياً كيف كان امتحانه وأشاهد نجاحه، ونشعر بفرحة التوجيهي وهذا أقل حق لنا كمقدسيين”.

وعن تأثير الاعتقال على العائلة في هذه المرحلة تقول والدة الزعانين:” كان صعب علي جدا حين حضرت حفل التخريج وابني لم يكن إلا اسما وجسده كان غائباً في سجون الاحتلال، حين رأيت فوج الطلبة ولم يكن ابني معهم كان أصعب شعور أمر به في حياتي، وهذه هي سياسة الاحتلال أن يحرموا أولادنا من التعليم ويبعدونهم عنه”.

حاول الاحتلال أن يفرج عنه بشرط أصعب من الاعتقال كان ضمنها كفالة مالية عالية وابعاد وحبس منزلي يطول أشهر ولكن تم الرفض، ومن ثم تم تأجيل المحكمة على مدار الدين وتهمته كانت الدفاع عن الأقصى.

وتكمل والدة الزعانين:” حاولنا كثيراً لأن يتقدم ابني لامتحان الثانوية داخل السجون كي لا تضيع عليه سنة من عمره، ولكن أجواء الامتحانات مع الطلاب في هذه الفترة لها طعم خاص من الفرحة ولها وضعها”.

بدموع ورجفة بصوتها قالت والدة الزعانين:” سأكون حزينة جداً يوم النتائج كما حدث في يوم تخرجه، فلن أستطيع أشارك ابني كباقي العائلات هذه اللحظة الذي انتظرناها ١٨ عاماً”.

لم يكن الزعانين الطالب الوحيد الذي حرمه الاحتلال امتحان الثانوية العامة، الطالب ممدوح علي عيسى ابو سكران من بلدة جبل المكبر الفرع الأدبي حرمته سجون الاحتلال أن يكون على المقاعد.

والد أبو سكران يحدثنا:” قبل امتحان الوزاري بتاريخ 8-6-2022 اعتقل الاحتلال ابني، وكانت صدمة للعائلة كلها، لأنه راح تروح عليه سنة دراسية، وفي فترة اعتقاله كان قد أفرج عن شقيقه الأكبر من سجون الاحتلال ولم تكتمل فرحتنا بعد إلا وتنغصت باعتقاله”.

وعن سبب الاعتقال يقول والد أبو سكران:” تهمته أنه تواجد في المسجد الأقصى بمسيرة الأعلام، حاول المحامي إخراجه بكفالة من أجل أن يستمر ويتقدم للامتحان ولكن الاحتلال رفض، وكذلك قدمنا استئناف وقوبل بالرفض، وتأجلت محكمته 30-7-2022 أي أننا لن نستطيع أن نفرح كباقي العائلات في نتائج التوجيهي”.

يقول المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور :”٢٩ طالباً لا زالوا رهن الاعتقال وحرمهم الاحتلال من أداء الامتحانات، بينهم ٢٦ طالباً تم اعتقالهم قبل الامتحانات، وثلاثة طلاب اعتقلوا خلال تقديم امتحان التوجيهي كان اخرهم الشاب اسلام حمارشة من قرية يعبد في جنين والذي اعتقلقبل يومين”.

حلم مؤجل..

استهداف الطلبة..

رئيس لجنة أهالي الأسرى في القدس أمجد أبو عصب يحدث موقع “بالغراف” حول هذا الموضوع، :” يساهم الاحتلال في تسريب الطلبة من خلال اعتقالهم، كون بعض الطلبة يتركون المدارس بسبب الصفوف التي ضاعت خلال تواجدهم في السجن، الاحتلال يستهدف هذا الجيل عبر الاعتقال والابعاد والحبس المنزلي”.

ويضيف أبو عصب:” لم يكتف الاحتلال باعتقال الطلبة بل ويستهدف المدارس ويفتش الطلاب تفتيش مذل على أبواب المدارس، فهناك منظومة كاملة للاحتلال لتجهيل الجيل كي يسهل السيطرة عليه، الاحتلال ينظر إلى هؤلاء الفتية بأنهم هم قادة المستقبل وبالتالي يحاول أن يضرب هذه المنظومة، لأن الفتى الفلسطيني في مدينة القدس يلعب دور مهم في حالة الصمود”

ويكمل أبو عصب:” على الرغم من سياسات الاحتلال التي ظن أنه سينجح بها في تجهيل وتسرب الفلسطينيين من المدارس بعد السجن، إلا أن الأسرى في سجون الاحتلال استطاعوا تشكيل لجان تعليمية داخل السجن والتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وتمكنوا من تعليم طلبة التوجيهي في السنوات القادمة أن يدرسوا داخل السجن ويتقدموا لامتحانات التوجيهي”.

وبمجرد اعتقال الاحتلال للطلبة ودخولهم السجن وهم على مقاعد الدراسة أو كانوا على استعداد لتقديم الامتحانات، فإن هيئة شؤون الأسرى أتاحت لهم بأن يكونوا طلبة نظاميين وأن يقدموا الامتحانات من داخل السجن  خلال الأيام القادمة، وهذا يدعم الأهل والطالب، على الرغم من استهداف الاحتلال للطلبة وتعمده باعتقالهم إلا أنهم استطاعوا أنو يوفروا لهم الأسرى القدامى للطلبة فرصة التقدم للامتحانات”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة