loading

وزارة الثقافة.. شاهد مشافش حاجه

هيئة التحرير

أكثر من عشرة أيام مرت على اعتداء بالضرب والاساءات اللفظية، من قبل مجموعة من الأفراد على المشاركين في مهرجان عشتار الدولي السادس لمسرح الشباب قبل انطلاق  المسيرة  الفنية التي كانت مقررة من المحكمة العثمانية في رام الله الى مقر البلدية، ما أدى لإصابة عدد من المشاركين في التجمع الفني، ولم تصدر وزارة الثقافة الفلسطينية أي موقف.

 وقال مدير ومؤسس مسرح عشتار الدولي إدوارد معلم لموقع “بالغراف”الوزارة لم تصدر أي قرار وموقف واضح حتى هذا اليوم، ولم تصرح أنها ضد الاعتداء، ولا أي جهة رسمية سياسية أظهرت أي اعتراض على ما حصل معنا، على الرغم من مواجهتنا خطر وتهديدات على حياتنا”.

وعن ماهية هذا الاعتداء يروي معلم:” أصبح هناك ناس مسيسين، وناس يستغلون الدين وآخرون يستغلون موقعهم السياسي، ويحاولون الاعتداء على الفنانين الذين لهم صوت مهم في هذا البلد ومن ينادون بالديمقراطية وحقوق الانسان، وتم اتهامنا بأننا شواذ ونحن لنا خط وطني”.

وأضاف:”الاعتداء الذي تعرضت له كان في نهاية الاعتداءات التي تعرض لها المشاركون، حينها توجهت إلى البلدية مع مجموعة من المشاركين والفنانين الأجانب والفلسطينيين، لاحقونا حتى مدخل مسرح بلدية رام الله، وحصل مشادات كلامية بيننا وسحبوا العلم من أيدينا واتهمونا بالعمالة والزندقة، حاولت حماية البعض ومن ثم هاجموني بالضرب”.

تداعت عدد من المؤسسات الثقافية والناشطون نهاية الاسبوع الماضي لاجتماع موسع في عشتار لبحث تداعيات الاعتداء، وحول المطالب التي خرج فيها الاجتماع الذي عقد اليوم يقول معلم:” يجب أن يكون هناك لقاء واضح مع رئاسة الوزراء والرئيس نفسه لكي يتم التوقف عن الاستفزازات والتهجم على الفنانين والأعمال الفنية، وهذا خطر علينا وعلى البلد، نحن ننادي  بمقاطعة الاحتلال ثقافيا وبكل النواحي، والسلطة تتغاضى عما يحصل معنا لأنهم يريدوا أن يمرروا أجندة نحن والشعب عامة نرفضها”.

المسارح الفلسطينية

وعن موقف المسارح الفلسطينية عن ما حصل مع مسرح عشتار، يروي مدير المسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي عامر خليل لموقع “بالغراف” :” ما حصل مع عشتار سيء جداً غير مقبول وطنياً وسياسياً ولا إنسانياً وفنياً، وهذه جهات خارجة عن القانون والنظام والإنسانية، ولا نعلم هل هي جهات مدسوسة أو فئات تتصرف على خاطرها”.

ويكمل خليل:” كمسارح وفنانين ومقدسيين نرفض ما حصل مع عشتار، والمؤسسات الفلسطينية والثقافية والتي تعمل في الثقافة تتحمل جزء مما حصل، وعلينا أن ننفتح أكثر على الجمهور وأن لا نبقى متقوقعين على نفسنا، وعلينا أن نصل لهذه الفئة لأنهم ليسوا بمجرمين، إنما ضحايا مجتمع علينا أن نوصل لهم ثقافتنا، ومن يهاجم الثقافة لم ير في حياته مسرح ونحن شعب واحد وعلبنا أن نستوعب هذه الفئة  “.

اجتماع المؤسسات الثقافية في عشتار

ومن جهته أكد مدير مسرح القصبة سامر مخلوف لموقع “بالغراف” :” ما حصل مؤخراً هو اعتداء على المؤسسات الثقافية، وفي الفترة الأخيرة نشهد تصاعداً للأحداث واستقواء ضد المؤسسات الثقافية والأنشطة الثقافية وأصيح الموضوع خارج عن السيطرة، فأي نشاط ثقافي يخضع لتأويلات وتفسيرات الناس القائمين هذا يدل على غياب القانون”.

ويتابع :” نحن مع تنفيذ القانون، واحترام العادات والتقاليد والأعراف العامة والمزاج العام، والمسؤول عن تطبيق القانون هي الأجهزة الأمنية والشرطة تحديداً، واذا كان أي نشاط يخرق الأمن العام والقانون الفلسطيني فالشرطة هي الجهة المخولة لتطبيق القانون، ومع الأسف ما نشهده حالياً هو مجموعات تعرف نغسها بتعريفات مختلفة وتمنح لنفسها الحق أن تحاسب وتغلق أي نشاط وهذا منحى خطير يقع تحت خانة الفلتان، ويندرج تحت تراجع الحريات العامة في فلسطين وغياب المحاسبة والمسائلة والقانون”.

ويضيف مخلوف: “نتأمل كن وزارة الثقافة الراعي للمؤسسات الثقافية والأنشطة الثقافية أن تقوم بدورها بشكل صحيح، وأن تحافظ على هذه المؤسسات، وتطالب بمحاسبة أي شخص يعتدي بغض النظر عن موقفه بهذا النشاط أو ذاك”.

” تراجع كبير وخطير لم نشهده في فلسطين على مدار سنوات، ويبدو أن هناك صراع مع تيارات فكرية مختلفة ولكن ضابط الايقاع في كل هذا الموضوع هو سيادة القانون ودور الأجهزة الأمنية ووزارة الثقافة، ونتأمل من وزارة الثقافة أن تخرج بموقف علني وتحدد سير الأمور لأن الأمور غامضة”.

ومن جهتها أدانت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان “ديوان المظالم” بخطورة بالغة الاعتداء المؤسف بالضرب والاساءات اللفظية من قبل مجموعة من الافراد،على المشاركين في مهرجان عشتار الدولي السادس لمسرح الشباب (هبة فن) قبل انطلاق  المسيرة  الفنية التي كانت مقررة من المحكمة العثمانية في رام الله الى مقر البلدية، ما أدى لإصابة عدد من المشاركين في التجمع الفني المذكور. 

علماً أن ضيوف المهرجان كانوا من الفنانين المشاركين من دول أوروبية مختلفة ومن أصحاب المواقف السياسية الداعمة للشعب الفلسطيني، إضافة الى مشاركين محليين من طلاب المسرح في فلسطين. 

وطالبت الهيئة الشرطة والنيابة الفلسطينية بفتح تحقيق فوري في الحادثة، وتقديم كل من يثبت تورطه إلى القضاء، وتوفير الحماية للتجمعات والنشاطات الفنية و الثقافية دون تمييز.

ومن ناحيتها اعتبرت بلدية رام الله أن هذا الاعتداء يتنافى مع قيم ومبادئ مدينة رام الله باعتبارها حاضنة للعمل الثقافي الملتزم،  كأساس لمجتمع مدني متماسك ومنيع.

وأكدت بلدية رام الله على ضرورة المحافظة على البيئة الآمنة، وأنه لا يجوز لأي جهة إصدار أحكام على ماهية هذا النشاط الثقافي أو ذاك، فبلدية رام الله حريصة ومؤتمنة على إرث وثقافة المدينة وستتابع  مع المؤسسات المعنية اتخاذ خطوات لتوفير بيئة صحية وآمنة للعمل الثقافي، بما يضمن الحفاظ على هوية المدينة.

وأدان مسرح عشتار والقائمين عليه بشدة هذا الانفلات وكل من يساهم في هذه الظواهر التحريضية، والذي لا يخدم إلا الشرخ المتنامي في مجتمعنا ويخدم الاحتلال.

حاولت هيئة تحرير بالغراف التواصل مع وزير الثقافة والناطق باسمها عبر الهاتف وعبر مواقع التواصل الاجتماعي لمحاولة الحصول على رد أو تعقيب لكن دون جدوى.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة