loading

معبر بلا كرامة !?

هيئة التحرير

انتهى العيد ولم تنته الأزمة، عاد الحجاج ولم تعد الراحة إلى الاستراحة، في كلِ العالم يعدُ السفر مُتعَه، إلا في فلسطين فإنه همٌ كبيرٌ ونَقمه، يزدحمُ الناسُ على شبابيك التذاكرِ هرباً من ضغوطات الحياة، فتلاقيهم ضغوطاتٌ أكبَر، ووقتٌ أكثر، ازدحام على نقاط حدود ثلاث، يذلُ الناسُ بلا اكتراث.

ازدحام كبير وانتظار وتعب وإغلاق مفاجئ ذلك هو حال معبر الكرامة  منذ أيام عديدة، في أزمة ليست بالجديدة على المواطن الفلسطيني،الذي لطالما كان يعاني خلال السفر والتنقل، حيث يرى المواطنون أنهم يتعرضون لذلٍ ومساس بكرامتهم.

وقال العميد مصطفى دوابشه الناطق باسم المعابر والحدود أن الأزمة الحالية هي على القادمين إلى فلسطين، فيما الأمور تسير بشكل جيد للمغادرين، وتزامن عودة المسافرين والحجاج والمغتربين في نفس الوقت ما زاد الأزمة الموجودة حالياً. 

واضاف أن سبب الأزمة يعود إلى عودة عدد كبير من المواطنين في نفس الوقت وعودة الحجاج وعودة المغتربين، إضافة إلى أن الحجم الاستيعابي للجسر لا يكفي لاستيعاب هذا العدد الكبير، وإضافة إلى أن الكوادر في الطرف “الإسرائيلي” ليست كافية للتعامل مع العدد الكبير من المسافرين، مؤكداً أنهم والطرف الأردني يبذلون جهدهم للتعامل مع الأعداد الكبيرة ولكن هذا لا يكفي إن لم يكن هناك إنجاز لدى الطرف “الإسرائيلي”.

ولفت إلى أن الجسر ليس فقط للأفراد ولكن هناك شحن تجاري عليه، فهناك مئات الشاحنات التجارية التي تدخل وتخرج من الجسر، وهذا سبب آخر للإزدحام الكبير على الجسر، والمعبر لم يعد قادراً على استيعاب الحركة الكبيرة للمواطنين والمسافرين خاصة مع رفع إجراءات كورونا.

وأشار دوابشه إلى أن الإغلاق المفاجئ الذي يحصل في المعبر على الطرف الأردني في بعض الأحيان يكون بسبب الأعداد الكبيرة التي تصل في نفس الوقت والتي يعملون على تسهيل سفرهم، ويعملون على ضمان إدخالهم من الجانب “الإسرائيلي” حتى لا يتم إعادتهم بعد تسجيلهم، نتيجة الأعداد الكبيرة والمعبر لديه سعة استيعابية ليست كبيرة.

للحد من هذه الأزمة يجب فتح المعبر على مدار ٢٤ ساعة والتي بحاجة إلى موافقة إسرائيلية عليها، ويجب فصل المعبر التجاري عن معبر الأفراد، ويجب أن يكون هناك توجه لضبط أعداد الحقائب الخاصة بالمسافرين، ففي بعض الأحيان يصل عدد الحقائب للمسافرين سبعة أو عشرة حقائب، مما يؤدي إلى عرقلة حركة المرور، مشيراً إلى ضرورة وجود مطار يخدم الفلسطينيين والمصلحة العامة وذلك لتسهيل حركة وتنقل الفلسطينيين.

وعن تقديم الرشاوي لتسهيل السفر أكد دوابشه أنه ليس هناك شيء من هذا القبيل، مشيراً إلى أنه إن كان هناك شيء فيجب التوجه لتقديم شكوى لدى الجهات المسؤولة في أي طرف كانت، ويجب عدم تقديم الرشاوي فمن يقدمها مدان ومن يقبلها مدان أيضاً فهي مخالفة للقانون والأعراف كافة، مضيفاً أنه في حالة ملاحظة ذلك يجب التقدم بشكوى ومؤكداً استعدادهم لمتابعة أي شكوى تُقدَم.

العميد مصطفى دوابشه

من جانبه يقول منسق حملة ” بكرامة” طلعت علوي أن معاناة الناس تتفاقم بشكل كبير، ولم يكن هناك استعداد كافي لفترة الصيف وبعد كورونا، ففي كل مطارات العالم كان التحرك  بصورة مختلفة، فهناك اكتظاظ بكل العالم وبمختلف الموانئ البرية والبحرية وغيرها، ولكن على معبر الكرامة المواطن هو الذي يدفع الثمن وليس غيره، وهذا له أبعاد اجتماعية واقتصادية وسياسية ولوجوستية على المواطن الفلسطيني ومعنوية ونفسية، وهذا شيء مرفوض ولا يمكن تحمله.

وأشار إلى أنهم استطاعوا في الحملة عام ٢٠١٧ انتزاع قرار بتمديد العمل بالجسر على مدار ال ٢٤ ساعة، ولكن مع مجيء كورونا وإجراءاتها، عادت الأمور للخلف، مشيرا إلى أنه تم إعطاء الوقت الكافي للجهات الرسمية للعودة إلى العمل في الجسر على مدار ال ٢٤ ساعة، ولكن لا يوجد أي جهد يُبذل في هذا الموضوع. 

وأكد أنهم قاموا بدراسة مطالبهم مجدداً وإضافة مطالب أخرى منها:- تمديد العمل على الجسر على مدار الساعة دون توقف، وإلغاء ضريبة المغادرة، والحق بالسفر بالمركبات الشخصية وهذا حق طبيعي وليس هناك أي عائق سوى غياب الإرادة والتخطيط والتنظيم لهذا الأمر،  إضافة إلى توفير خطوط مباشرة من الاستراحة الأردنية إلى مطار الملكة علياء وبالعكس، وأيضا ضرورة إعادة النظر وعمل دراسات لأزمة في كل ما يتعلق بتكلفة السفر على المواطن الفلسطيني، وتشكيل فريق وطني من كل الجهات ومؤسسات المجتمع المدني وحملة بكرامة ليكون عين الرقيب ومرصد حقيقي لكافة الإجراءات التي تتم على معبر الكرامة وأن لا يتم تركه بشكل موسمي، مشيرا إلى أنه لو كان هناك من يحمل هذا العبء ما تم الانتظار إلى مجيء الصيف وانتهاء قيود كورونا وازدحام السفر بهذا الشكل. 

وحول مدى استجابة الجهات الرسمية لهذه المطالب أكد بأن ذلك يعود إلى مدى الثبات والقدرة على الاستمرارية لديهم كحملة، مشيرا إلى أنهم لديهم تجربة بذلك فهم مستمرون منذ عام ٢٠٠٩، وبأنهم طالما يطالبون فهم سيحققون هذه المطالب، مشيرا إلى أن الضغط لتحقيق هذه المطالب سيكون بكافة الاتجاهات لأن المطالب تمس جهات عديدة، فالجهات الرسمية لديها سيادة على الإرادة والسياسة والدبلوماسية، ويستطيعون تشكيل معسكرات  ضغط دبلوماسية من خلال وزارات وسفارات ومنظمات حقوق انسان مختلفة، ومؤكداً أنهم كحملة شعبية سيمارسون دورهم الإعلامي والشعبي والجماهيري حتى يستطيعون إيصال الرسالة لكافة العالم، بأنهم قادرون وأن هذه المطالب من حق الشعب وأنهم قادرين على تحقيق مطالبهم  وسيواصلون حتى تحقيقها.

و حول حملة ” بكرامة” يقول أنها انطلقت عام ٢٠٠٩ بعد رصد معيقات عديدة ب ست نقاط توقف يعاني منها المواطن الفلسطيني، إضافة إلى الضرائب والرسوم غير القانونية، وكون المواطن الفلسطيني يدفع أعلى ضريبة مغادرة في العالم ولا يتمتع بحرية الحركة على مدار الساعة في نفس الوقت، فانطلقت الحملة لتذليل العقبات وتحديداً على معبر الكرامة. 

وأضاف أن تركيزهم كان على المعيقات الداخلية واستطاعت الحملة تحقيق إنجازات وانتزاع مراسيم رئاسية وحكومية، بإلغاء رسوم غير قانونية كانت متواجدة، ونقاط تفتيش ليس لها داعي، وتم تخفيض نقاط التوقف من ستة إلى ثلاث نقاط، ومن ثم ومنذ العام ٢٠١٠ تم المطالبة بفتح الجسر لمدة ٢٤ ساعة والتي تم انتزاع قرار به عام ٢٠١٧، والغاء ساحة الحقائب والتي ألغيت عام ٢٠١٦، والغاء أو تخفيض ضريبة المغادرة والتي ما زالت في أروقة المحاكم منذ عشرة سنين

اراء بعض المسافرين عبر معبر الكرامة
فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة