loading

جاجتنا ع راسها ريشه ؟؟!!

حلوة عاروري

يفيض السوق الفلسطيني بالدجاج في مختلف المناطق بسعر منخفض، يقابله ضعف في الشراء من قبل المواطنين، في وقت كان شراء الدجاج قبل شهرين من الآن لمن استطاع إليه سبيلا، بسبب الارتفاع الكبير في أسعاره، ما الذي يجري في سوق الدجاج ولماذا هذا التذبذب المتكرر في أسعار الدجاج؟! ولماذا لا ينخفض سعر الدجاج في السوق مثلما انخفض في المزارع ؟؟!

وقال اياد عاصي مدير الجمعية التعاونية لمربي الدواجن إن سعر الدجاج خاضع للعرض والطلب فقط لا غير، وليس له علاقة بالحرب الدائرة بأوكرانيا أو بارتفاع الأسعار بشكل عام أو بارتفاع أسعار الحبوب، فطالما هناك عرض كبير في السوق فإنه يؤدي إلى إنخفاض في سعر الدجاج، وعندما يكون هناك شح في الدجاج فإنه يؤدي إلى ارتفاع سعره، مؤكداً أنه هذه هي القاعدة التي تحكم سعر الدجاج في فلسطين

واضاف أن الارتفاع الذي طرأ على سعر الدجاج خلال الأشهر الماضية كان بسبب وجود شح بالدجاج، أما الإنخفاض الحالي في سعره فيعود إلى ضعف القوة الشرائية لدى المستهلكين، إضافة إلى وجود عرض كبير للدجاج، فالمزارع مليئة بالدجاج، وذلك بسبب قيام الكثير من الناس بتربية الدواجن عندما ارتفع سعرها، فأضحى الآن هناك عرض كبير للدواجن، إضافة إلى انخفاض قوة الشراء بعد عيد الأضحى بسبب وجود كمية كبيرة حصل عليها الناس من اللحم فقل شراءهم للدجاج

وأكد عاصي أنه حالياً يباع سعر كيلو الدجاج ” الريش” ب خمسة شواقل، وهو يكلف ثمانية شواقل، وهذا يسبب كارثة وخسارة كبيرة للمزارع، وهذا مدمر جدًا للمزارع فهناك خسارة ثلاث شيقل في كل كيلو، وهذه الخسارة للمزارعين ستدفع إلى خروجهم من هذا السوق وبالتالي سيؤدي هذا مجددًا إلى شح الدواجن ما سيؤدي إلى ارتفاع سعره أيضاً مرة آخرى وهذا ما سيحدث خلال الأشهر القادمة

الحاجة الأسبوعية في السوق مليون ونصف دجاجة ولكن يكون هناك ضخ لمليوني دجاجة، وهذا يؤدي إلى فائض بنصف مليون دجاجة في السوق ما يؤدي إلى تدميره

وأشار إلى أنه يجب أن يكون لدى وزارة الزراعة دراسة للسوق، مضيفاً أن قطاع الدجاج هو القطاع الوحيد الذي به اكتفاء ذاتي في فلسطين، مضيفاً أنه يجب من الجهات المختصة الاهتمام بشكل أكبر بهذا القطاع وأن يكون هناك ترشيد للكميات التي يتم تربيتها وضخها في السوق، مشيراً إلى أنه إن لم يتم الاهتمام بهذا القطاع ستبقى حالة التذبذب هذه مستمرة إما بالارتفاع الشديد أو بالانخفاض الشديد

بدوره يقول المزارع خالد زلوم أن سعر كيلو الدجاج يتم بيعه من المزارع بخمسة شواقل وبسبعة شواقل للجمعية، والتي بها تعاقد سنوي وبسعر ثابت لا يتغير، لأنه لديهم سعره أعلى.

وأكد أن سبب الانخفاض الحالي يعود إلى اعتماد الناس على التربية وانخفاض سعر “الصوص” لأنه كان عالي، فالكثير من الناس قاموا باستغلال الوضع وتربية الدواجن لديهم، إضافة إلى عيد الأضحى وهو عيد اللحوم الذي يحدث به تكدس للدجاج، مضيفاً أن سعر الدجاج الذي يقل عن سبعة شواقل يعتبر خسارة بسبب التكلفة الكبيرة التي يحتاجها تربية الدجاج، فطن العلف وصل إلى ٣١٠٠ شيقل لأول مرة، وكلما زاد عدد الدجاج لدى المزارع زادت خسارته وكلما قل عدده قلت خسارته

وأشار إلى أنه ليس هناك سعر ثابت للدجاج وموجة الإنخفاض هذه ستطول لفترة ثم تعود أسعاره للاعتدال، مضيفاً أن سعر الكيلو اللحم حالياً يباع بتسعة أو بعشرة شواقل في بعض المناطق وفي مناطق أخرى كالقرى يصل إلى عشرة ونص شيقل، مشيراً إلى وجود بعض المضاربات من البائعين في بعض المناطق الذين يعرضونه للبيع ب ثمانية شواقل وهذه تستمر لديهم لعدة أيام فقط لا غير، ومتوقع عودته بعد فترة إلى سعر ثلاثة عشر شيقلا للكيلو ” اللحم”، مضيفاً أنه ليس هناك ترشيد لدى وزارة الزراعة بمعرفة مدى الطلب وحجمه في السوق، فهناك فائض للدواجن في السوق، مضيفاً أن الارتفاع الذي شهده الدجاج خلال الأشهر الماضية كان بسبب وجود مرض في البيض لدى ” اليهود” ولم يتم تزويد الضفة بالبيض الام بشكل كافي مما أدى إلى شح في الدجاج ما أدى إلى ارتفاع سعره

مؤكداً أنه ولأول مرة منذ سنوات يصل سعره إلى هذه الدرجة، مشيراً إلى أنه كان من المتوقع نزوله ولكن ليس لهذه الدرجة، فالمزارع وبسبب زيادة سعر العلف والتكلفة الكبيرة للدجاج يضطر إلى بيعه هكذا، لأنه بقاء الدجاج لديه مع هذا السعر للعلف سيسبب خسارة اكبر لديه، مطالبا كمزارع ووزارة الزراعة تجديد تدفق الدواجن العشوائية على السوق

من جانبه يقول المزارع عبد العزيز عيسى أن بيع الدجاج بسعر الخمسة شواقل يعود إلى أنه هذا هو العرض المتوفر وبسبب ضعف القوة الشرائية وبسبب الغلاء وقلة الرواتب.

وأكد أن هذا السعر هو عبارة عن خسائر بالنسبة للمزارع فكل كيلو يخسر ثلاثة شواقل، وأيضاً تكلفة تربية الدواجن عالية جدا وبيعه بهذا السعر يسبب خسائر كبيرة للمزارع، وهذه الخسائر ستجعل المزارع يوقف تربية الدواجن مما سيؤدي مجددًا إلى شح في الدواجن ومن ثم يؤدي إلى ارتفاع سعرها مجددًا

من جهته أكد طارق أبو لبن وكيل المساعد الاقتصادي في وزارة الزراعة أن المزارعين هم الذين يربون ويضخون الدجاج إلى السوق، مضيفاً صحيح أنه هناك  وجود فائض في الدجاج لدى المزارعين في هذه الفترة وهناك إنخفاض بالطلب وذلك بسبب استهلاك اللحوم الحمراء بسبب عيد الأضحى.

وأكد أن العلاقة بين الوزارة والمزارعين هي علاقة قوية تنسيقية تشاركية، مضيفاً أن الدجاج هو كائن حي وارتفاع أسعاره وانخفاضه مرتبط بوفرته أو شحه، فكلما زاد عدد الدجاج قل سعره وكلما قل عدده زاد سعره.

وتابع أبو لبن أن أحد الأسباب التي أدت إلى زيادة كمية الدجاج في هذه الفترة هي الأزمة التي مرت بها البلد خلال الفترة الماضية عندما ارتفع سعره، فبدأ عدد من صغار المزارعين بدخول دورة الإنتاج رغبة في تحقيق أرباح بناء على ارتفاع الأسعار في تلك الفترة، ودخول مجموعة كبيرة إلى دورة الإنتاج أدى ذلك إلى زيادة عن الاحتياج السوقي في هذه الفترة.

واضاف أن السبب الثاني أن المزارعين وبعد لقاءاتهم مع الوزارة طالبوا بتخفيف الإجراءات المشددة على ادخالات صوص التربية في داخل المزارع حتى يتم تقليل الأسعار في تلك الفترة وهذا انعكس اليوم على الزيادة، وربما لا تزيد عن 8 أو 9% من احتياج السوق، ولكن كونها منتجات حية ويجب تسويقها بفترتها فانعكس هذا على الإنخفاضات الكبيرة على مستويات العيد، مشيراً أنه لو لم يكن هذا الوضع بفترة عيد الاضحى لما كان بهذه الطريقة، ومع الأسابيع القادمة تعود الاسعار بالتدرج لوضعها الطبيعي

واضاف أن الحاجة الأسبوعية هي مليون ومئة الف ولكنها تنخفض في فترة عيد الأضحى بسبب استخدام اللحوم ووفرتها الآتية من الأضاحي، مما يؤثر على استخدام اللحوم الأخرى، ولذلك يكون هناك إنخفاض دائم في الإقبال على الدواجن في هذه الفترة  حتى ينتهي مخزون اللحم عند الأسر ومن ثم يعود الاستهلاك إلى طبيعته

وأكد أنه على مدار السنة هناك حالة اعتدال واستقرار في سعر الدجاج وفي العلاقة بين البائع والمشتري، وهناك استنثاء عندما يكون هناك زيادة أو نقصان للأعداد الموردة ، وهذه ليست خاصة بمنطقة واحدة إنما تختص بها كافة المناطق المنتجة زراعياً إن كان انتاج نباتي أو حيواني، مع التركيز على الآثار التي تلحق أزمات إنخفاض أو ارتفاع، فبعد ارتفاع الأسعار هناك زيادة في الإنتاج وبعد الانخفاض في الأسعار هناك إنخفاض في الكميات، لأن دورة دخول وخروج المزارعين الصغار الذين يحاولون الاستفادة من ارتفاع الأسعار لفترة، وترهقهم الخسارات جراء الدخول والخروج السريع يؤدي إلى زيادات الانخفاضات على مستوى معادلة إنتاجها التي تنعكس بدورها على الأسعار.

وأضاف أنه على مدار السنة هناك استقرار وانتظام في الأسعار، والخروج عن هذا الاستقرار مثلاً لأسابيع قليلة يكون بسبب خارج عن السيطرة الداخلية أو خارج عن سيطرة المزارعين أنفسهم مثلا كمرض لدى الُموَرِد أو مرض لدى المزارع، فهذا يخفض الكميات،  أو ممكن أن يكون هناك تدخل لحالة وطنية كبيرة عندما ارتفعت الأسعار وأضحى هناك إنخفاض بعدد الصوص وبيض التفقيس وقمنا بالتعامل بناء على طلب المزارعين  بتخفيف الإجراءات التشديد على المزارع بالكميات المسموح دخولها”.

ويشتكي مواطنون في المدن الرئيسية في الضفة الغربية من بقاء أسعار الدجاج على حالها في الملاحم بالرغم من انخفاضها في المزارع، متسائلين لماذا لا ينخفض السعر مثلما تم رفعه قبل فترة وجيزة بحجة الكورونا والحرب وارتفاع اسعار الأعلاف.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة